فايز أبو شمالة

وُلد فايز صلاح حسين أبو شمالة في مخيم خانيونس للاجئين الفلسطينيين جنوب قطاع غزة في الثامن عشر من تشرين ثاني/ نوفمبر عام 1950، لعائلة فلسطينية مهجَّرة، تعود أصولها إلى قرية بيت درَّاس قضاء غزة المحتل، وهو متزوج وله ثلاثة عشر من الأبناء. درس المرحلة الأساسية في مدرستي مصطفى حافظ وذكور خان يونس الإعدادية، ودرس المرحلة الثانوية في مدرسة الشهيد عز الدين القسام وحصل منها على الثانوية العامة، ونال درجة البكالوريوس في اللغة العربية من الجامعة الإسلامية في مدينة غزة عام 1984، ودرجة الماجستير في أدب السجون من البرنامج المشترك مع جامعة عين شمس في مصر عام 2001، ودرجة الدكتوراه في الأدب السياسي من معهد البحوث والدراسات في مدينة القاهرة عام 2004.  

عمل مدرِّسًا في مدينة العريش المصرية ما بين عامي (1971-1976)، ومدرِّسًا في مدارس قطاع غزة بين عام (1976-1984)، ومديراً في وزارة التخطيط والتعاون الدولي حتى عام 1998، ثمَّ مديرًا عامًا في   وزارة الأسرى في العام ذاته، وتم تكليفه برئاسة بلدية خانيونس عام 2006.

انخرط أبو شمالة في النشاط الوطني في شبابه، وانتمى لحركة فتح، ونشط ضمن خلية عسكرية، اشتبكت مع قوات الاحتلال، وكان نشيطًا في الحركة الفلسطينية الأسيرة في المجالات المختلفة، سيما ثقافيًا، وكان مرشحًا في انتخابات المجلس التشريعي عام 1996، وأصبح عضوًا في المجلس الوطني عام 1996، وفاز بعضوية الأمانة العامة لاتحاد الكُتَّاب الفلسطينيين عام 2003، ورفض المشاركة في اجتماعات المجلس الوطني عام 2018، وأعلن البراءة التامة من عضويته، احتجاجاً على سياساته. أصبح مختاراً لعائلة أبو شمالة.

يكتب أبو شمالة المقالة السياسية التحليلية والمقالة الأدبية، وتستضيفه وسائل الإعلام للتعليق على تطورات القضية الفلسطينية. صدر له عددًا من الكتب منها: الانتفاضة في قواعد اللغة العربية (1989)، ورياحين بين مفاصل الصخر (1999)، والسجن في الشعر الفلسطيني (2002)، بالإضافة إلى عدد من الدراسات النقدية منها: افتراض المشابهة (2002)، وصدر له ديوانين من الشعر هما: حوافر الخيل، وسيضمنا أفق السناء (1987).

 نال أبو شمالة أكثر من جائزة إبداعية منها: الجائزة الأولى لمركز إحياء التراث العربي في مدينة الطيبة، عن دراسة لشعر الشاعر عبد الرحيم محمود، بعنوان على صهوة الشعر، وكان وقتها ما زال في سجون الاحتلال، وقد نُشرت عام 2001.

عانى أبو شمالة من الاحتلال الإسرائيلي، حيث مُنع من السفر عام 1980، الأمر الذي حال بينه وبين إكمال دراسته الجامعية في جامعة بيروت العربية، وهَدَمَ الاحتلال منزله في مخيم خانيونس، واعتقلته قوات الاحتلال عام 1984، وحُكم عليه بالسجن مدة ثمانية عشر عامًا أمضى منها عشر سنوات، حيث أفرج عنه في إطار اتفاق أوسلو، واغتال الاحتلال ولده حازم أثناء معركة العصف المأكول عام 2014، ودمّر الاحتلال منزله في حي البراق بمدينة خانيونس خلال حرب الإبادة الجماعية التي شنَّها الاحتلال على قطاع غزة في تشرين أول / أكتوبر عام 2023.

كان أبو شمالة مؤيدًا لاتفاق أوسلو باعتباره فرصة لتحقيق الحلم الفلسطيني بالاستقلال، لكنَّه غيَّر رأيه بعد خروجه من الأَسَر، إذ اكتشف عواره السياسي، وكونه يعيق مسار التحرير، فصار ضده.

 ويرى أبو شمالة بأنه من الضروري مراجعة مسار منظمة التحرير، خصوصًا بعد أن “أصبحت جزءًا من السلطة الفلسطينية، وتابعاً، وذيلاً لها” وهذا، وفق رأيه، خلل تنظيمي وسياسي أضرّ بالقضية الفلسطينية، لذا بات من الضروري تجديد المنظمة، والفلسطينيون أحوج ما يكونون إلى وحدة وطنية تضم كل التنظيمات، إذ لا خلاص من الاحتلال الإسرائيلي إلا بالوحدة الوطنية، وأن ذلك لا يتحقق إلا من خلال الانتخابات الديمقراطية والنزيهة، التي تتكرر كل أربع سنوات، ومن الضروري أن تكون الانتخابات لكل المؤسسات القيادية الفلسطينية، بما فيها المجلس التشريعي، ورئاسة السلطة الفلسطينية، والمجلس الوطني،  فدون ذلك، سيصبح الشعب الفلسطيني “عبيد الدكتاتور، وخارج الملعب السياسي الدولي، وطعام فاخر وسهل للأطماع الإسرائيلية”.

اظهر المزيد

مركز رؤية للتنمية السياسية

يسعى المركز أن يكون مرجعية مختصة في قضايا التنمية السياسية وصناعة القرار، ومساهماً في تعزيز قيم الديمقراطية والوسطية. 11

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى