أميل الغوري
ولد أميل أنضوني سابا الغوري في مدينة القدس المحتلة في الرابع والعشرين من شهر آذار/ مارس عام 1907. درس المرحلة الأساسية في مدرسة دير الروم الأرثوذكس، والثانوية في مدرسة المطران (سانت جورج) في القدس، وحصل على شهادة الثانوية العامة عام 1922، ونال درجة البكالوريوس في تاريخ الشرق الأوسط والقرون الوسطى من جامعة سنسناتي Cincinnati University في ولاية أوهايو Ohio، والماجستير في العلوم السياسية من نفس الجامعة عام 1933، ونال دبلوم الحقوق من معهد الحقوق الفلسطيني عام 1934، وحصل على إجازة في المحاماة. عمل في مكتب شركة كوك للسياحة في القدس، ثمَّ انتقل للعمل في الصحافة، حيث أصدر صحيفة أسبوعية هي Arab Federation، ثم أصدر جريدة الوحدة العربية عام 1933، ثمَّ مجلة الشباب عام 1935، وصحيفة اللواء المقدسية، ورئس تحرير الشؤون السياسية في جريدة الوحدة المقدسية بين عامي (1946-1947)، وزاول مهنة المحاماة في القدس في ستينيات القرن الماضي، وأصبح وزيرًا للشؤون الاجتماعية والعمل في الحكومة الأردنية عام 1969، ثمَّ وزير دولة عام 1971.
بدأ الغوري نشاطه الوطني بالمشاركة في التظاهرات ضد وعد بلفور وسياسة بريطانيا تجاه فلسطين منذ عام 1919، وشارك في إحدى اللجان الفرعية لجمع التبرعات للثورة السورية في عشرينيات القرن الماضي، ثمَّ انتسب للنادي العربي عام 1924، وانخرط في فعالياته، وأصبح سكرتيرًا للنادي العربيّ الأرثوذكسي في نفس العام، وتواصل مع الحاج أمين الحسيني، وأصبح من أهم أعوانه، وانتُخِب عضوًا في اللجنة التنفيذيّة للمؤتمر الفلسطينيّ السابع، وسكرتيرًا عامًا للحزب العربي الفلسطيني، واختير عضوًا في الهيئة العربية العليا عام 1946، وقد شارك في أحداث النكبة، خصوصًا في معارك القدس، وكان ضمن قيادة جيش الجهاد المقدس، وانتخب سكرتيرًا عامًا للمجلس الوطنيّ الفلسطينيّ المنعقد في مدينة غزّة عام 1948.
يعد الغوري من أوائل الدبلوماسيين الفلسطينيين العاملين في الساحتين الإقليمية والدولية؛ فقد أشرف على أعمال مكتب الدعاية والنشر الذي أسسته اللجنة العربية العليا في مصر ولمدة أربعة أعوام، وانتدبته اللجنة العربيّة العليا ليكون عضوًا في وفدها إلى جنيف للدفاع عن القضيّة الفلسطينيّة أمام عصبة الأمم المتحدة عام 1937، ولتأسيس المكتب العربيّ الفلسطينيّ للدعاية والإعلام في لندن، والذي يعد أول مكتب عربي أنشئ للدعاية للقضية الفلسطينية في الخارج، وزار ضمن وفد فلسطيني كل من تركيا واليونان ورومانيا وبلغاريا والصرب لشرح القضية الفلسطينية ولمقاومة مشروع التقسيم الذي اقترحته لجنة اللورد (بيل) الملكية، ومثَّل اللجنة العربية العليا في المؤتمر البرلمانيّ العربي المنعقد في القاهرة عام 1938، وزار الولايات المتحدة عام 1939، وكان من ممثلي الهيئة العربية العليا في مؤتمر «المائدة المستديرة» المنعقِد في لندن عام 1947، وانتدبته الهيئة سكرتيرًا لوفدها إلى الأمم المتّحدة لحضور دورتها الاستثنائيّة في أيار/ مايو 1947م، وهو أول وفد فلسطينيّ يصل الأمم المتحدة، وكان سكرتيرًا لوفدها إلى الأمم المتحدة عام 1949، وعلى رأس وفدها إلى دول أمريكا اللاتينية عام 1950، وأصبح قائمًا بأعمال الهيئة في بيروت، ثم ممثّلاً رسميًا لها بين عامي (1950-1952)، ثمّ انتقل إلى مصر وعمل رئيسًا لـدائرة الدعاية وللدائرة السياسيّة في الهيئة حتّى عام 1966، ومثّل فلسطين في عدّة مؤتمرات دولية، منها مؤتمر باندونج في أندونيسيا عام 1955، ومؤتمر الدول غير المنحازة المنعقد في بلغراد عام 1961، وكان عضوًا للوفد الفلسطيني لدى الأمم المتحدة بين عامي (1960-1968). انتخب نائبًا في البرلمان الأردني عن مدينة القدس عام 1967.
صدر للغوري عددًا من الكتب منها: المؤامرات الكبرى واغتيال فلسطين (القاهرة، 1955)، والصراع بين القومية العربية والاستعمار (القاهرة، 1957)، والمعذّبون في أرض العرب (1961)، والكيان الفلسطيني (القاهرة، 1964)، وفلسطين عبر ستين عامًا.
عانى الغوري أثناء مسيرته النضالية؛ فقد حرمته مدرسة المطران من شهادة الثانوية بسبب مشاركته في المظاهرات ضد بريطانيا، والتي أصيب في إحداها بجراح عام 1923، وأغلقت السلطات البريطانيّة جريدته” الوحدة العربية”، ومجلة الشباب وصادرت مطبعة تابعة له، واعتقلته لفترة وجيزة، واضطر إلى مغادرة فلسطين يوم زفافه خشية اعتقاله، ومنعه البريطانيون من العودة إلى فلسطين عام 1939، وبقي خارجها حتى عام 1943، وتعرض لمحاولة اغتيال بداية خمسينيات القرن الماضي، وتوفي في عمان عام 1984، ودفن فيها.
مصادر ومراجع:
- حمادة، محمد عمر. “أعلام فلسطين”. الجزء الأول. دمشق- بيروت: دار قتيبة، 1988.
- عبد الهادي، مهدي. “فلسطينيون”. القدس: الجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشؤون الدولية، ط2، 2011.
- الغوري، أميل. فلسطين عبر ستين عامًا (صدرت هذه المذكرات في جزأين طُبعا تباعًا في 1972، 1974).