سعيد مراغة (أبو موسى)
ولد سعيد موسى محمود مراغة في بلدة سلوان شرقي القدس عام 1927. درس المرحلة الأساسية في مدرسة سلوان الابتدائية، وأنهى دورة للضباط في الكلية العسكرية في عَمَّان عام 1954. عمل موظفًا في وكالة الأنباء العربية في عمان، ثمَّ عُيِّن ضابطًا في الجيش الأردني بين عامي (1954-1970).
التحق في شبابه المبكر بالعمل الوطني متأثرًا بسيرة عائلته النضالية وبالواقع السياسي الذي فرضه وجود الاحتلال البريطاني في فلسطين، وشارك في حرب عام1948، وأصيب في إحدى معاركها قرب القدس، وشكَّل خلية مسلحة قامت بعدة عمليات ضد أهداف صهيونية في منطقة القدس بين عامي (1949-1953)، وانضم للجيش الأردني عام 1953، وخدم في الكتيبة العاشرة ومقرها القدس، وحضر حرب حزيران عام 1967، وشارك في معركة الكرامة عام 1968، وساعد المقاومة الفلسطينية إبان أحداث أيلول عام 1970، ثمَّ انضم إليها وغادر معها إلى سوريا، وساهم في تشكيل قوات اليرموك وقاد كتيبتها الأولى، وأصبح قائدًا لقوات العاصفة في لبنان عام 1972، وتسلّم قيادة القوات الفلسطينية اللبنانية المشتركة في جنوب لبنان، وأصبح عضوًا في المجلس العسكري الأعلى لحركة فتح.
شارك في الحرب الأهلية اللبنانية، وكان على رأس القوات الفلسطينية التي سيطرت على الدامور وطردت قوات الكتائب المارونية منها مطلع عام 1976، وفتحت الطريق بين صيدا وبيروت الغربية، وسيطرت على قرية العيشية في نفس العام، وفتحت الطريق لوصول عناصر المقاومة الفلسطينية إلى جبال العرقوب جنوب لبنان، وأصبح مساعدًا أول لمدير غرفة العمليات المركزية التابعة للمقاومة الفلسطينية عام 1978، ومثّل منظمة التحرير في مؤتمر التضامن مع الشعوب الأفريقية والشعب الفلسطيني عام 1979، وأصبح عضوًا في المجلس الثوري لحركة فتح عام 1980، وشارك في المواجهة بين المقاومة الفلسطينية والقوات الصهيونية عام 1981، والتي انتهت بتوقيع اتفاقية لوقف إطلاق النار بينهما، وشارك في التصدي للاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982، ثم غادر لبنان مع عناصر المقاومة الفلسطينية واستقر في سوريا، وقادَ حراكًا داخليًا معارضًا لياسر عرفات عام 1983 أطلق عليه اسم الانتفاضة، فيما وصفه مناصرو عرفات بالانشقاق، وقد انبثق عنه تنظيم فتح الانتفاضة الذي أصبح أمين سره بين عامي (1985-1989)، وعضو لجنته المركزية عام 1989.
كان أبو موسى يُحسب على التيار الوطني الديمقراطي داخل حركة فتح، وظلَّ مناوئًا للتحولات التي طرأت على البرنامج السياسي لفتح، حيث اعترض على قرارات الحل المرحلي عام 1974، وانتقد موافقة حركته على قرارات قمة فاس عام 1981، كما وجه نقدًا لياسر عرفات واتهمه بالفساد والانخراط في مشاريع التسوية، وبقي ينادى بعودة فتح إلى منطلقاتها الثورية والكفاح المسلح في مواجهة الاحتلال، في المقابل اتُّهم من قبل خصومه من اللبنانيين والفلسطينيين بارتكاب مجازر في الدامور والعيشية أثناء الحرب الأهلية، وبانحيازه التام للنظام السوري.
عانى أبو موسى في حياته؛ إذ تعرَّض للاعتقال من قبل السلطات الأردنية عام 1951، وقدّم لمحكمة عسكرية حكمت عليه بالنفي إلى الضفة الشرقية وألزمته بالحضور إلى مخفر عمان مرتين يوميًا، واعتقلته مرة أخرى مدة عشرين يوما، وأعفته السلطات الأردنية من الخدمة العسكرية عام 1955 لمدة عام، وأصيب بيده أثناء أحداث أيلول عام 1970، واحتجزه الجيش الأردني لفترة وجيزة، وتعرض لعدة محاولات اغتيال من خصومه اللبنانيين والفلسطينيين منها محاولة اغتياله عام 1977، حيث أصيب فيها إصابة بالغة نقل على إثرها للعلاج في ألمانيا والنمسا.
توفي في التاسع والعشرين من كانون الثاني/ يناير عام 2013 في سوريا إثر صراع مع المرض.
المصادر والمراجع:
- صايغ، يزيد.” الكفاح المسلح والبحث عن الدولة الحركة الوطنية الفلسطينية (1949-1993)”. بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2002.
- مراجعات مع سعيد مراغة أبو موسى على فضائية الحوار (27 حلقة):
https://www.youtube.com/watch?v=yBgB__k2GwM
- مراغة، سعيد موسى. “فلسطين قضية حياتي”. بيروت. دار الرواد للنشر، ط1، 2006.