تقي الدين النبهاني
ولد محمد تقي الدين إبراهيم مصطفى النبهاني في قرية إجزم المهجرة قضاء حيفا المحتلة عام 1909، وهو متزوج وله ثلاثة أبناء ذكور وابنة. تلقى تعليمه الأساسي في قرية إجزم، والثانوي في مدرسة عكا للذكور في حرم الجامع الجزار، وحصل على شهادة العالمية من الأزهر عام 1932، وأُجيز في القضاء الشرعي من المعهد العالي للقضاء الشرعي في القاهرة، وحصل على دبلوم في اللغة العربية من كلية العلوم في القاهرة عام 1932. عمل مدرسًا للعلوم الشرعية في مدارس حيفا والخليل إبان الاحتلال البريطاني، ثمَّ عمل في المحاكم الشرعية منذ عام 1938؛ فكان كاتبًا في محكمة بيسان الشرعية ثم محكمة طبريا الشرعية، وأصبح رئيس كُتّاب ثم مساعد قاض (مُشاور) في محكمة حيفا الشرعية، وقاضيًا في محكمة الرملة الشرعية عام 1945، وفي محكمة الاستئناف الشرعية في القدس عام 1949، ومعلمًا في المدرس الإبراهيمية في القدس وفي الكلية العلمية الإسلامية في عمان.
انخرط النبهاني في النشاطات السياسية والدعوية منذ شبابه المبكر، حيث صاغ مع ستة عشرة أزهريًا في رسالة إلى المندوب السامي البريطاني مطالبين بوقف مؤتمر المبشرين الذي كان سيعقد في القدس عام 1928، وتعرف على الشيخ عز الدين القسام في حيفا وأصبح من مريديه، وكان من مؤسسي جمعية الاعتصام ونائبا لرئيسها عام 1941، كان قريبا من جماعة الإخوان المسلمين حين تأسيسها في حيفا، ونهل من أدبياتها، ونشط في المجال التوعوي خصوصًا في الحث على مواجهة المشروع الصهيوني والامتناع عن بيع الأراضي للصهاينة، ومال منذ الأربعينيات إلى التوفيق بين الفكرين القومي والإسلامي، ويشاع بأنَّه شارك في المقاومة إبان أحداث النكبة. ترشّح لانتخابات مجلس النواب الأردني عام 1951 لكنّه لم يفز.
أسس مع آخرين حزب التحرير في القدس عام 1953، وترأسه وساهم بوضع دستوره، وقدَّم طلبًا لترخيصه للحكومة الأردنية فرُفض طلبه وأغلق مقره في القدس واعتقل، ثمَّ فُرضت عليه الإقامة الجبرية في القدس لفترة من الزمن، فلجأ إلى العمل السري مشكلًا خلايا سرية في عدد من المدن الفلسطينية، وانتقل إلى دمشق حيث رُفض ترخيص الحزب عام 1954، في حين مُنح الترخيص في بيروت عام 1959.
ترك عددًا من المؤلفات منها إنقاذ فلسطين (1950)، بالإضافة إلى سلسلة من المؤلفات الفكرية والحزبية منها الدولة الإسلامية، ونظام الحكم في الإسلام، والنظام الاجتماعي في الإسلام، والنظام الاقتصادي في الإسلام، والشخصية الإسلامية، والتكتل الحزبي، والتفكير، وسرعة البديهة، وجلها من أدبيات حزب التحرير.
تميّز بشخصيته القوية، وكان ذا مزاح حاد، كما وصفه البعض بالمجادل البارع، وقد لفت نظر كثيرين لموقفه الجذري المناهض للأنظمة السياسية العربية والإسلامية ولصراعه الفكري مع الحركات الإسلامية سيما جماعة الإخوان المسلمين، فضلا عن معاداته للتيارات العلمانية والقومية والوطنية.
برز ارتكازه لنظرية المؤامرة في معظم تحليلاته السياسية وسرديته حول الأحداث الدولية والإقليمية، وانتقد لحدِّية موقفه من الأحزاب والحركات الإسلامية، ولعجزه عن تحقيق برنامجه في الوصول إلى السلطة ضمن الإطار الزمني الذي حدده. توفي في بيروت عام 1977.
المصادر والمراجع:
- “حلم الخلافة حزب التحرير والتمرد على الدولة”. دبي: مركز المسبار للدراسات والبحوث، 2011.
- حمادة، محمد عمر. “أعلام فلسطين”. الجزء الثاني. دمشق- بيروت: دار قتيبة، 1988.
- دعنا، عدلي، وآخرون. “حزب التحرير في فلسطين الفكر والسياسة بين النظرية والتطبيق”. بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2015.
- عبد الهادي، مهدي. “فلسطينيون” القدس: الجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشؤون الدولية، ط2، 2011.
- عليوان، هشام. “الشيخ تقي الدين النبهاني داعية الخلافة الإسلامية”. بيروت: مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي، 2009.
- “الموسوعة الفلسطينية”. القسم العام، المجلد الأول، دمشق: هيئة الموسوعة الفلسطينية، 1984.