حصاد عام من انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال العام 2019

لقراءة وتحميل التقرير كاملأ من هنا

وليد زايد

عام 2019 كان عاما استيطانيا بامتياز، ولعل الأحداث التي تتابعت خلال أشهر العام الماضي شكلت عامل تحفيزٍ للعمل الاستيطاني في القدس والضفة الغربية، أول هذه الأحداث تمثلت بدخول الأحزاب الإسرائيلية في انتخابات برلمانية مرتين خلال العام، إلى جانب بدء الاستعداد للانتخابات للمرة الثالثة في سابقة لم تحصل بتاريخ دولة الاحتلال بعد عجز الأحزاب عن تشكيل حكومة جديدة، وتشكل عملية التنافس الانتخابي بين الأحزاب الإسرائيلية محفزا للعملية الاستيطانية، إذ إن التعهد بمشاريع استيطانية جديدة ضمن برامج الأحزاب يعد من أساسيات العملية الانتخابية، وكان بنيامين نتنياهو – زعيم حزب الليكود- على سبيل المثال قد توعد قبل الانتخابات الثانية بضم غور الأردن من شمال البحر الميت وصولا إلى بيسان.

عامل آخر ساعد في تحفيز العملية الاستيطانية، تجسد بقرارات الإدارة الأمريكية التي اعترفت بيهودية الدولة، وكانت مسبقا قد نقلت سفارتها إلى مدينة القدس، واعترفت بها كعاصمة لدولة الاحتلال، إلى جانب العديد من المواقف المساندة من قبل الإدارة الأمريكية لحكومة الاحتلال.

نتناول في هذا التقرير الاعتداءات التي نفذها المستوطنون والانتهاكات التي لها علاقة بالعملية الاستيطانية بحق الأرض والإنسان الفلسطينيين، إلى جانب رصد عمليات الاعتداءات التي نفذتها قوات الاحتلال على مدار أيام العام الماضي، ونلخصها بشكل موجز ومباشر.

انتهاكات جيش الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس خلال العام 2019:

• بلغ عدد الشهداء خلال العام الماضي 142 شهيدا، 36 من الشهداء كانوا قد سقطوا في الضفة الغربية والقدس، و106 شهداء سقطوا في قطاع غزة.
• وصل عدد الجرحى خلال العام الماضي 3636 جريحا، 771 من الجرحى في محافظات الضفة الغربية، و2865 في محافظات قطاع غزة.
• أعداد المعتقلين سجلت 5183 اعتقالا، أغلبها كانت في محافظات الضفة الغربية بواقع 5019، مقابل 164 اعتقالا في قطاع غزة.

انتهاكات جيش الاحتلال في الضفة الغربية والقدس

نفذ الاحتلال خلال عام 2019، 5528 عملية اقتحام ومداهمة معظمها في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة، وتأتي هذه المداهمات اليومية للمناطق السكنية الفلسطينية لتنفيذ عمليات اعتقال الفلسطينيين، إلى جانب عمليات التفتيش والمداهمة للمنشآت والمنازل الفلسطينية، وينفذ الاحتلال عمليات احتجاز وإطلاق نار إلى جانب الاعتقالات أثناء عمليات المداهمة والاقتحام التي ينفذها.

كما أقام الاحتلال خلال أيام العام حواجز مفاجئة في مختلف محافظات الضفة الغربية والقدس، وصل عددها لـ 4007 حواجز، ويقيم الاحتلال هذه الحواجز كإجراء أمني خاصة في الطرق القريبة من المستوطنات، إلى جانب إجراء عمليات تفتيش أو تنفيذ اعتقالات لفلسطينيين أثناء تنقلهم عبر الطرق بين المدن في الضفة الغربية والقدس. وتنشأ عن هذه الحواجز في كثير من الأحيان أزمات مرورية كبيرة وعرقلة للمواطنين. كما أن الاحتلال يقوم بإطلاق النار تجاه المواطنين الفلسطينيين أثناء إقامة هذه الحواجز.

كما وصل عدد المنازل التي هدمها الاحتلال خلال العام 198 منزلا، منها 29 منزلا في قطاع غزة جراء القصف الجوي، وفي الضفة الغربية 169 منزلا في مختلف محافظات الضفة الغربية، وقد كانت مدينة القدس قد ضمت نحو ربع مجموع البيوت المهدومة خلال العام بواقع 53 منزلا في أحياء مدينة القدس داخل الجدار، وقد تركزت عمليات الهدم في القدس في حي جبل المكبر وحي سلوان وبيت حنينا. أما في محافظات الضفة الغربية فقد كان من بين عمليات الهدم البارزة هي عملية الهدم في وادي الحمص التابعة لمحافظة القدس لكنها مصنفة بأنها مناطق أ، كما تركز الهدم في مدينة الخليل، ومناطق سكن البدو مثل الأغوار الشمالية والعيزرية ومسافر يطا.

وقد تم تسجيل 573 حالة اعتداء ومصادرة ممتلكات نفذتها قوات الاحتلال خلال حملات المداهمة والاقتحام على مدار العام، وقد شملت عمليات المصادرة أموالا وسيارات وأجهزة إلكترونية، مثل الحواسيب والجوالات وتسجيلات كاميرات للمواطنين.

أما اعتداءات الاحتلال ضد المقدسات والأماكن الدينية والتي وصلت في مجموعها 311 اعتداءً، كان أبرزها اقتحام المسجد الأقصى المبارك على يد المستوطنين وأمن الاحتلال، إلى جانب اقتحام المسجد الإبراهيمي في الخليل ومنع الصلاة فيه ومنع الآذان وإقامة الحفلات والصلوات للمستوطنين فيه.

كما تم الاعتداء على المؤسسات التعليمية، وقد تمثلت الاعتداءات باقتحام بعض الجامعات والمدارس مثل جامعة بيرزيت، وإطلاق قنابل الغاز داخل المدارس، واعتقال طلبة الجامعات وعرقلة وصولهم إليها، كما تم الاعتداء على مدارس وإغلاقها في مناطق سكن البدو.

الاعتداءات الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس

نفذ المستوطنون 553 اعتداءً على الفلسطينيين وأراضيهم وممتلكاتهم خلال العام الماضي، وقد تمثلت هذه الاعتداءات بدهس المواطنين ورشق الحجارة باتجاه سيارات الفلسطينيين، واقتحام القرى وتخريب الممتلكات فيها، إلى جانب حرق الأشجار وسرقة المحاصيل خاصة في موسم الزيتون، كما قامت مجموعات المستوطنين بالاعتداء بالضرب على المواطنين، سواء المزارعين أو المواطنين في البلدة القديمة بالخليل على سبيل المثال.

أما في موضوع الإبعاد عن القدس والمسجد الأقصى المبارك، فقد سجل العام الماضي استمرارا في هذه السياسة الإسرائيلية للتضييق على الفلسطينيين، إذ أصدر الاحتلال 241 أمر إبعاد للمقدسيين إما عن المسجد الأقصى في مدد تراوحت بين 3 أيام و6 أشهر، وكذلك الإبعاد عن أحياء المدينة كحي العيساوية وسلوان والبلدة القديمة.

وقد وصل عدد الأشجار التي تم قطعها خلال العام الماضي (11024) شجرة معظمها أشجار زيتون، إلى جانب أشجار العنب واللوزيات، كما تم سرقة محصول أكثر من 1200 شجرة من المحاصيل الفلسطينية غالبها كان في موسم قطف الزيتون.

في حين بلغت مساحة الأراضي الفلسطينية التي تم مصادرتها العام الماضي، أكثر من 12 ألف دونم تحديدا (14556)، إلى جانب تمديد سريان قرار مصادرة مئات الدونمات من الأراضي.

  أبرز النشاطات الاستيطانية في الضفة والقدس خلال 2019:

بلغ عدد الوحدات الاستيطانية التي صادقت حكومة الاحتلال على بنائها (5315) وحدة استيطانية في العام 2019، بينما تم بناء 857 بناءا استيطاني يشمل وحدات استيطانية جديدة، ومعسكرات وبؤر ومجمعات والسيطرة على بيوت في القدس. جل هذه الأبنية تركزت في مستوطنة بيت إيل شمال مدينة البيرة بواقع 650 بناء. كما شق الاحتلال خلال ذات العام 12 طريقا جديدا ليصل المستوطنات بالطرق الرئيسية أو شق طرقٍ زراعية تخدم المستوطنين.

ملاحظة: هناك 2304 وحدة استيطانية تم إقرار بناءها من قبل حكومة الاحتلال دون تحديد توزيعها على المستوطنات

الأبنية الإستيطانية الجديدة في عام 2019

ملاحظة: مجموع النتائج للبؤر والمباني والمعسكرات الجديدة والمشاريع الاستيطانية الاستراتيجية تساوي الرقم الناتج من الجدول أعلاه.

تجهزت دولة الاحتلال للمصادقة على عدد من المخططات استيطانية جديدة خلال العام الماضي من خلال إيداعها للمخططات الاستيطانية تمهيدا للموافقة عليها، وقد بلغت مجموع الوحدات السكنية الاستيطانية الجديدة المزمع إقامتها بعد الموافقة على المخططات نحو 5315 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنات الضفة الغربية والقدس. أبرز هذه المشاريع الاستيطانية التي شملت بناء وحدات استيطانية وشق طرق ومشاريع تهويدية هي:

• مخطط مشروع القطار الهوائي الذي سيربط حي الطور بحائط البراق في مدينة القدس، وقد أقرت حكومة الاحتلال هذا المشروع في بداية شهر نوفمبر.
• مخطط بناء 13 وحدة استيطانية جديدة في حي الشيخ جراح في مدينة القدس.
• مخطط لبناء 264 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة جيلو القائمة على أراضي مدينة القدس.
• مخطط بناء برجين سكنيين استيطانيين يضمّان 216 وحدة استيطانية في مستوطنة جيلو بمدينة القدس وقد تمت الموافقة على المخطط.
• مخطط بناء 146 وحدة استيطانية جديدة في المجمع الاستيطاني غوش عتصيون في مدينة بيت لحم، وقد وافق مجلس التخطيط والبناء في حكومة الاحتلال على المخطط.
• مخطط بناء 105 وحدة استيطانية جديدة في بؤرة كفار إلداد الاستيطانية على أراضي قرية تقوع جنوب بيت لحم.
• الشروع بتنفيذ مخطط استيطاني يقضي ببناء 176 وحدة استيطانية جديدة نوف تسيون المقامة على أراضي جبل المكبر في مدينة القدس.
• إيداع مخطط لتوسعة الشارع الاستيطاني رقم 55 في مدينة قلقيلية، وبالتحديد في المنطقة الواقعة خلف الجدار.