دراسات وأبحاثالاستيطان والجدار

واقع الاستيطان في محافظة نابلس

 

ملخص

سعى هذا البحث إلى رصد العملية الاستيطانية في محافظة نابلس شمال الضفة الغربية، متى بدأ الاحتلال بتنفيذ مخططاته الاستيطانية في المحافظة، وما هي المستوطنات والبؤر الاستيطانية التي انتشرت على أراضي المحافظة، وإلى ماذا يسعى الاحتلال في مخططاته الاستيطانية المستقبلية، إضافة لرصد الحواجز العسكرية المقامة في مختلف مناطق محافظة نابلس.

وقد اعتمد البحث على أرقام وإحصائيات وخرائط صادرة عن مؤسسات فلسطينية و”إسرائيلية” ومؤسسات حقوقية وتقارير صحفية إخبارية ترصد المشاريع الاستيطانية التي تنفذها حكومة الاحتلال.

وقد رصد البحث من خلال الأرقام والإحصائيات النشاط الاستيطاني في محافظة نابلس وخلص إلى العديد من الانطباعات إذ إن الاحتلال التفت مبكرا للاستيطان في محافظة نابلس بعد احتلال الضفة عام 1967 واعتبر أن الاستيطان فيها يجب أن يشكل حزاما استيطانيا حاميا لسيطرة الاحتلال على منطقة الأغوار،  كما أن النشاط الاستيطاني والعمل على بناء المستوطنات في المحافظة كان في النصف الثاني من السبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وعندما خفت وتيرة بناء المستوطنات في بدايات التسعينيات توجه الاحتلال لإنشاء عدد كبير من البؤر الاستيطانية التي ضمنت له السيطرة على مزيد من الأرض.
وقد ركز الاحتلال بشكل أساسي في هذه المحافظة على السيطرة على الأرض بشكل أكبر وهو الأمر الذي يفسره وجود نحو 18 ألف مستوطن في 13 مستوطنة ونحو 30 بؤرة استيطانية على أراضي المحافظة، ما يعني رغبة الاحتلال بالسيطرة على أكبر قدر ممكن من أراضي هذه المدينة الجبلية التي يتركز الاستيطان في الجانب الجنوبي والشرقي منها.

تمهيد

تقع مدينة نابلس شمال الضفة الغربية تحديدا بين جبلي جرزيم وعيبال، موقع المدينة بشكل عام بين الأغوار الشمالية والساحل الفلسطيني. فتبعد عن البحر المتوسط مسافة 42 كيلومتر فقط. ومن المعروف أن مدينة نابلس هي من المدن التي أسسها الكنعانيون وسموها “شكيم” بمعنى الأرض المرتفعة. وقد سماها الرومان باسم “نيابولوس” وهي إلى الشمال من مدينة القدس إذ تبعد عنها 69 كيلومتر (وفا، 2019أ؛ الجزيرة، 2014).

وتبلغ مساحة مدينة نابلس 29 كيلومتر مربع، بينما تبلغ مساحة المحافظة كاملة 605 كيلومتر مربع. وتضم أراضي المحافظة 62 تجمعا سكانيا ما بين المدينة والقرى والمخيمات (بلدية نابلس، 2016).

وحول عدد السكان في المدينة والمحافظة، فقد تزايدت أعداد سكان المدينة بشكل كبير ما بين العام 1948 والعام 2017، ففي العام 1948 أي قبل النكبة بلغ عدد سكان مدينة نابلس نحو 25 ألف مواطن. وقد تضاعف هذا العدد أربعة أضعاف ليبلغ مع العام 1997 نحو 100 ألف نسمة. ومع العام 2007 وصل العدد لنحو 126 ألف نسمة. أما في العام 2017 كان العدد يقارب 155 ألفا. بينما على صعيد المحافظة كاملة بجميع قراها ومخيماتها قدر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عدد سكان المحافظة في العام 2017 كذلك نحو 385 ألف نسمة (الإحصاء الفلسطيني، 2019).

التطور الزمني لعدد المستوطنات والمستوطنين في محافظة نابلس

لم يباشر الاحتلال ببناء المستوطنات في مدينة نابلس عند احتلال كامل فلسطين والسيطرة على الضفة الغربية عام 1967، فقد كان قراره التمكن من القدس ووسط الضفة أولا، ثم انتقل ليضع أقدامه الاستيطانية في جنوب الضفة. الوصول الحقيقي للاستيطان شمال الضفة الغربية (نابلس، جنين، طولكرم، قلقيلية، طوباس) كان في العام 1981 مع تنفيذ حزب الليكود بقيادة بيجن وشامير خطة استيطانية واسعة شملت العمل على بناء 43 مستوطنة في الضفة الغربية في الفترة بين عامي 1981 و1986 (التفكجي، 2004).

إلا أن هنالك استثناءات دائما، فمحافظة نابلس تحديدا لم تتأخر فيها الحركة الاستيطانية، فقد شهد العام 1971 أي بعد اكتمال احتلال الضفة الغربية بأربعة أعوام إقامة أول مستوطنة وهي مستوطنة “حمرة” التي تصنف على أنها مستوطنة زراعية (وفا، 2019ب).

وتبلغ عدد المستوطنات المقامة على أراضي محافظة مدينة نابلس 12 مستوطنة وقد أخليت مستوطنة اسمها حومش على أراضي قرية برقة عام 2005 ليصبح العدد 11 مستوطنة جميعها يتبع للمجلس الإقليمي “شمرون” الذي يضم مستوطنات شمال الضفة الغربية البالغ عددها 35 مستوطنة. في حين يبلغ عدد المستوطنين في مستوطنات محافظة نابلس نحو 18,500 مستوطن (الإحصاء الفلسطيني، 2018).

وتحتل محافظة نابلس نسبة إلى محافظات الضفة المحتلة المرتبة السابعة من حيث أكثر المحافظات بناءً للمستوطنات على أراضيها. فالفترة بين عامي 1971 – 1974 شهدت بناء أول مستوطنتين في محافظة نابلس. وبين العامين 1975 و1978 تم بناء مستوطنتين جديدتين، وصولا إلى الفترة ما بين عامي 1979 و1982 التي شهدت على إقامة الاحتلال لمستوطنة وحيدة. لكن الفترة بين عامي 1983 و1986 شهدت نشاطا استيطانيا فاق كل الفترة السابقة إذ وصل عدد المستوطنات التي أقامها الاحتلال على أرض محافظة نابلس خلال هذه الفترة 5 مستوطنات. أما الفترة ما بين 1995 و2013 فقد أقام الاحتلال مستوطنة واحدة فقط (الإحصاء الفلسطيني، 2018) إضافة إلى البدء ببناء مستوطنة جديدة عام 2017.

جدول 1: توزيع بناء المستوطنات على الأعوام منذ بداية الاستيطان حتى اليوم.

السنوات

عدد المستوطنات التي تم بناؤها

1971-1974

2

1975-1978

2

1979-1982

1

1983-1986

5

1987-1994

1

1995- 2013

1

2017

1

 

شكل 1: توزيع بناء المستوطنات على الأعوام منذ بداية الاستيطان حتى اليوم.

وحول الزيادة في عدد المستوطنين في محافظة نابلس فقد شابهت نسبة الزيادة الازدياد الذي حصل على مدار السنوات في بناء المستوطنات فقط شهدت الأعوام من 1983 إلى 1986 أكبر عدد لازدياد المستوطنين إذ إن عدد المستوطنين الذين قدموا للإقامة في مستوطنات المحافظة بلغ أكثر من 10 آلاف مستوطن، توزع عدد المستوطنين القادمين على المراحل المختلفة التي تمت فيها العملية الاستيطانية في نابلس كما سيبين الجدول أدناه (الإحصاء الفلسطيني، 2018).

جدول 2: عدد المستوطنين في محافظة نابلس منذ بداية الاستيطان فيها.

السنوات

عدد المستوطنين القادمين إلى محافظة نابلس

1971-1974

262

1975-1978

4888

1979-1982

1912

1983-1986

10649

1987-1994

0

1995-2013

747

2013-2019

0

المجموع

18458

 

شكل 2: يبين الشكل زيادة المستوطنين في محافظة نابلس منذ بداية الاستيطان فيها.

 

تبين الأرقام التي ترصد العملية الاستيطانية في محافظة نابلس أن الاحتلال كان يسعى لتثبيت أقدامه في المحافظة من خلال بناء المستوطنات واستقدام المستوطنين للعيش في هذه المستوطنات، لكن الوتيرة لم تكن كبيرة جدا ما عدا السنوات الأربعة التي سبقت الانتفاضة الأولى والتي شهدت بناء أكبر عدد من المستوطنات واستقدام أكبر عدد من المستوطنين، لكن اللافت في العملية الاستيطانية في نابلس والتي تبينها الأرقام، أن الاحتلال ما أن شعر أن حلا سياسيا من الممكن أن يرى النور في بداية التسعينيات حتى بدأ بشكل سريع بالانتشار على أوسع مساحة من الأرض يستطيع الوصول إليها عبر إقامة بؤر استيطانية عشوائية تسيطر على الأرض خاصة قمم الجبال في المحافظة، وتشكيل هذه البؤر الاستيطانية لمساحات نفوذ حول المستوطنات الكبيرة القائمة، وذلك لكسب عامل قوة أكبر وتحقيق مكاسب إضافية من خلال العملية السياسية التي كانت في بدايتها آنذاك.  

المستوطنات في محافظة نابلس

1- مستوطنة حمرة: أقام الاحتلال المستوطنة عام 1971، وهي تقع شرق مدينة نابلس مجاورة لقرية فروش بيت دجن، وتقع في المنطقة الواصلة بين نابلس والأغوار الشمالية، وهي مستوطنة للمستوطنين العلمانيين ويعيش فيها نحو 188 مستوطنا، وهي مستوطنة تعتمد على الزراعة بشكل أساسي (السلام الآن، 2017؛ وفا، 2019ب؛ معهد واشنطن، 2019).

2- مستوطنة جيتيت: أقام الاحتلال مستوطنة جيتيت في العام 1973. وقد أقامها الاحتلال على مساحة تقدر بـ1060 دونما من أراضي بلدة عقربا جنوب شرق مدينة نابلس، ويقيم فيها نحو 527 مستوطنا، ورغم أن المستوطنة حاليا مصنفة على الأراضي التابعة لمحافظة أريحا إلا أن جزءا كبيرا من أراضيها من قرية عقربا والأراضي التابعة لها في محافظة نابلس. وهي مستوطنة ذات طابع سكاني مختلط. وتعود أصل التسمية للمستوطنة إلى مصطلح توراتي gittit ويعني آلة موسيقية (السلام الآن، 2017؛ معهد واشنطن، 2019؛Kolyada, 2009).

3- مستوطنة مخوراه: أقيمت المستوطنة عام 1973، وقد أقام الاحتلال هذه المستوطنة على أراضٍ مصادرة من قرى بيت دجن وبيت فوريك وعقربا شرق مدينة نابلس والتي قدرت بنحو 1027 دونما. وقد أقيمت بداية كنقطة عسكرية إلى أن تحولت عام 1976 إلى مستوطنة دائمة، ويقيم فيها حوالي 196 مستوطنا من المستوطنين العلمانيين. وهي مستوطنة زراعية تعتمد على الزراعة وتربية المواشي بشكل أساسي (السلام الآن، 2017؛ أبو عصيدة، 2012؛ معهد واشنطن، 2019). وتعني كلمة “مخوراه” باللغة العبرية مسقط الرأس أو الوطن الأم (وفا، 2019ب).

4- مستوطنة شافي شمرون: هي مستوطنة للمستوطنين المتدينين وتقع إلى الجنوب الغربي من بلدة سبسطية الأثرية، وقد أسست عام 1977 على أراضي قرية برقا شمال غرب نابلس على أراضٍ مساحتها نحو 2000 دونم، ويعيش فيها نحو 1009 مستوطن. ويحيط بالمستوطنة الشارع الاستيطاني رقم 60 (السلام الآن، 2017؛ معهد واشنطن، 2019). أما اسم المستوطنة فهي تعني “العودة إلى شمرون” وتستند هذه التسمية إلى مفاهيم توراتية بأن هذه المستوطنة تجسد العودة لشمرون التي تمثل عاصمة مملكة السامرة “سبسطية” (Dunlop, 2014).

صورة 1: صورة جوية لمستوطنة شافي شمرون (معهد واشنطن، 2019).

5- مستوطنة ألون موريه: أقام الاحتلال المستوطنة عام 1979 شرق مدينة نابلس، تحديدا على نحو 1214 دونما من أراضي قرية روجيب، وقد استوطن في هذه المستوطنة حوالي نحو 1882 مستوطنا من المستوطنين المصنفين على أنهم متدينون، وتعود أصل تسمية المستوطنة إلى مصطلح توراتي، إذ إن إيلون موريه هي جماعة إسرائيلية تقيم على مذبح إبراهيم (السلام الآن، 2017؛ بيتسيلم، 2013؛ معهد واشنطن، 2019؛ biblewalks, 2019 ).

صورة 2: صورة جوية لمستوطنة الون موريه (معهد واشنطن، 2019).

6- مستوطنة شيلو: مستوطنة أقامها الاحتلال عام 1979 جنوب مدينة نابلس تحديدا بين قريتي قريوت وترمسعيا، ويستوطن فيها نحو 4300 مستوطن من المستوطنين المتدينين (معهد واشنطن، 2019). وقد زرع الاحتلال أراضي المستوطنة بشجر الخوخ والعنب، وقد استولوا على أراضي العديد من المناطق الفلسطينية المجاورة للمستوطنة مثل الصراراة والدفوف وعين مرة ورأس مويس ومنطقة المراح. أما اسمها فهو مأخوذ من المنطقة التي أقيمت عليها هذه المنطقة إذ إنها منطقة أثرية فيها العديد من المواقع الأثرية واسمها خربة سيلون (السلام الآن، 2017؛ الدراسات الفلسطينية، 2017).

7- مستوطنة يتسهار: أقام الاحتلال المستوطنة عام 1983، جنوب مدينة نابلس وتحديدا على أراضي قرى بورين ومادما وعوريف وحوارة وعينابوس وعصيرة القبلية. ويعيش في هذه المستوطنة نحو 1659 مستوطنا من المستوطنين المتدينين (معهد واشنطن، 2019). وتقام المستوطنة على أراضٍ مساحتها نحو 1250 دونما (السلام الآن، 2017؛ عقل، 2018؛ ييش دين، 2018).

ويعود معنى اسم المستوطنة إلى شخصية توراتية اسمها يتسهار ابن ليفي وتعني كلمة يتسهار في معناها زيت الزيتون المعصور وهو اسم مشابه للقرية الفلسطينية المجاورة للمستوطنة “عصيرة القبلية” (Hebrew names, 2016).

صورة 3: خريطة تبين موقع مستوطنة يتسهار بين القرى الفلسطينية (يش دين، 2018).

8-  مستوطنة براخا: مستوطنة جنوب مدينة نابلس مقامة على أراضي قرى بورين وكفر قليل ومأدما وعوريف وعينابوس وحوارة وعصيرة القبلية، وقد أقيمت عام 1983، ويقيم فيها المستوطنون المتدينون بتعداد وصل نحو 2549 مستوطنا. وتقام المستوطنة على مساحة تقدر بـ650 دونما (السلام الآن، 2017؛ معهد واشنطن، 2019). ويحمل اسم المستوطنة معنى البركة أو الأرض المباركة (Melamed, 2016).

 

صورة 4: صورة جوية لمستوطنة براخا جنوب مدينة نابلس (معهد واشنطن، 2019).

9- مستوطنة ميجداليم: مستوطنة أقيمت عام 1983 ويسكنها نحو 379 مستوطنا من العلمانيين (معهد واشنطن، 2019). وقد أقامها الاحتلال جنوب شرق مدينة نابلس وتحديدا شرق قرية قصرة التي صادر منها الاحتلال 177 دونما لإقامة المستوطنة عليها، وإلى الشرق من المستوطنة تقع قرية مجدل بني فاضل التي صودرت منها أراضٍ لتقام عليها المستوطنة كذلك (السلام، الآن، 2017؛ أريج، 2014أ) وعن تسمية المستوطنة فيعني اسمها الأبراج، وقد تم تسمية المستوطنة بهذا الاسم نسبة إلى كونها مرتفعة ومقامة على قمة جبل (وفا، 2019ب).

 

صورة 5:  صورة جوية تبين مستوطنة مجداليم (السلام الآن، 2017).

10- مستوطنة ايتمار: أقيمت مستوطنة ايتمار جنوب شرق مدينة نابلس عام 1984 على أراضي قريتي عورتا وروجيب تحديدا، ويقيم فيها نحو 1200 مستوطن. وتحتل المستوطنة مساحة حدودها نحو 7 آلاف دونم (معهد واشنطن، 2019). أقيمت على أيدي مجموعة من الطلبة المتدينين الذين أسموها بداية “تل حاييم” ومن ثم تم تغيير الاسم إلى “ايتمار” وهو الاسم الذي يعود إلى الشخصية اليهودية القديمة اسمها “اليعزر ايتمار بنحاس” (السلام الآن، 2017؛ أريج، 2015أ).

11- مستوطنة عيلي: أقام الاحتلال المستوطنة عام 1984 جنوب مدينة نابلس ويقيم فيها اليوم نحو 4151 مستوطنا من المستوطنين المتدينين، وقد أقام الاحتلال المستوطنة على أرض مساحتها تبلغ نحو 3318 دونما من أراضي قرى الساوية واللبن الشرقية وقريوت. وقد أطلق الاحتلال اسم إيلي Eli على المستوطنة نسبة إلى الاسم التوراتي الذي يشير إلى أحد الكهنة الذين كانوا من كبار القضاة عند اليهود (السلام الآن، 2017؛ معهد واشنطن، 2019؛ Simmons, 2016).

12- مستوطنة رحليم: أقام الاحتلال المستوطنة عام 1991 على أراضي قريتي الساوية ويتما جنوب مدينة نابلس، وقد بلغت مساحة الأراضي المقامة عليها هذه المستوطنة نحو 250 دونما، ويستوطن فيها نحو 811 مستوطنا من المستوطنين المتدينين (معهد واشنطن، 2019).

13- مستوطنة عميحاي: تم البدء بالعمل على بناء المستوطنة عام 2017 وهي أول مستوطنة جديدة يتم بناؤها منذ بناء آخر مستوطنة في الضفة قبل عشرين عاما تقريبا، وتهدف المستوطنة إلى إسكان المستوطنين الذين تم إخراجهم من البؤرة الاستيطانية عمون الواقعة على أراضي سلواد. وتبنى المستوطنة على مساحة ما يقارب 2500 دونم على أراضي قرية جالوت الفلسطينية وتقع في القسم الجنوبي لنابلس. وعن تسميتها فقد تقرر أن يحتوي الاسم على شقين وهما عميحاي وتعني بالعبرية عمونا حية نسبة إلى البؤرة التي تم إخلاؤها مطلع عام 2017 (هوخبرغ، 2017).

 

صورة 6: صورة تظهر عددا من الوحدات السكنية الاستيطانية في مستوطنة عيلي (السلام الآن، 2017).

جدول 3: قائمة بأسماء المستوطنات وأهم المعلومات عن كل مستوطنة.

الرقم

اسم المستوطنة

الأرض الفلسطينية المبنية عليها

المكان الجغرافي لنابلس

سنة التأسيس

المساحة دونم

عدد السكان

التوجه الأيديولوجي

1

حمرة

فروش بيت دجن

شرق نابلس

1971

900 دونم

188

علمانيون

2

جيتيت

 

أراضي عقربا والأغوار

جنوب شرق نابلس

1973

1060

527

مختلطة

3

مخوراه

بيت دجن وبيت فوريك وعقربا

شرق نابلس

1976

1027

196

علمانيون

4

شافي شمرون

برقا

شمال غرب نابلس

1977

2000

1009

متدينون

5

ألون موريه

روجيب

شرق نابلس

1979

1214

1882

متدينون

6

شيلو

الصراراة والدفوف وعين مرة ورأس مويس ومنطقة المراح

جنوب نابلس

1979

1430

4306

متدينون

7

يتسهار

بورين ومادما وعوريف وحوارة وعينابوس عصيرة القبلية

جنوب نابلس

1983

1250

1659

متدينون

8

براخا

بورين وكفر قليل ومأدما وعوريف وعينابوس وحوارة وعصيرة القبلية

جنوب نابلس

1983

630

2549

متدينون

 

9

ميجداليم

مجدل بني فاضل وقصرة

جنوب شرق نابلس

1983

1600

379

علمانيون

10

ايتمار

عورتا وروجيب

جنوب شرق نابلس

1984

7000

1212

متدينون

11

عيلي

الساوية واللبن الشرقية وقريوت

جنوب نابلس

1984

3318

4151

متدينون

12

رحليم

يتما والساوية

جنوب نابلس

1991

250

811

متدينون

13

عميحاي

قرية جالوت

جنوب نابلس

2017

2500

 

البؤر الاستيطانية في محافظة نابلس

البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية بشكل عام بلغ عددها مع نهاية العام 2017 حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني 116 بؤرة استيطانية، وهي حسب تعريف الجهاز “بناء مدني أو شبه عسكري لم يتم إقرار إنشائه من قبل السلطات الإسرائيلية، وغالبا يتم الإقرار فيما بعد، وذلك باختيار توقيت سياسي مناسب. ومن هذا التعريف يتضح أن البؤرة الاستعمارية قد تتحول إلى معسكر أو مستعمرة” (الإحصاء الفلسطيني، 2018).

ما بين عامي 1996 و2013 أقام الاحتلال على أراضي محافظة نابلس 30 بؤرة استيطانية، وهذه البؤر غير المعترف بها على أنها مستوطنات شرعية من قبل حكومة الاحتلال إلا أنها تخضع لحماية جيش الاحتلال، وأغلب هذه البؤر تبعد عن المستوطنات الأم التابعة لها مسافة تتراوح ما بين 2-6 كيلومتر، ونستعرض في الجدول التالي البؤر الاستيطانية المقامة على أراضي المحافظة (معهد واشنطن، 2019؛ Xmaps, 2019).

جدول 4: قائمة بأسماء البؤر الاستيطانية والمستوطنات التابعة لها وتاريخ الإنشاء

الرقم

الاسم

المستوطنة الأم

تاريخ الإنشاء

1

شفوت راحيل

شيلو

1991

2

عادي عاد

شيلو

1998

3

هبايت هأدوم

شيلو

2002

4

كيدا

شيلو

2003

5

ايش كودش

شيلو

2000

6

احيا

شيلو

1997

7

بلجي مايم

عيلي

1999

8

نوف هاريم

عيلي

1998

9

هيوبال

عيلي

1998

10

هكيرن

عيلي

2002

11

جبعاة هارال `1`

عيلي

1998

12

جيفا هاروا `2`

عيلي

2002

13

هنكودة

ايتمار

1996

14

جبعاة 851 (تل)

ايتمار

1998

15

جبعاة 777 (تل)

ايتمار

1999

16

جبعاة 836 (تل)

ايتمار

1998

17

جبعوت عولم

ايتمار

1998

18

جبعاة 872 (تل)

ايتمار

1999

19

شلفيت الغربية

يتسهار

1999

20

لهابات يتسهار

يتسهار

1998

21

جبعاة 725 (تل) – جنوب يتسهار

يتسهار

2001

22

شمال يتسهار

يتسهار

2000

23

مزرعة شكيد

يتسهار

2000

24

متسبيه يتسهار

يتسهار

2002

25

شجيرة يعقوب  (حنوب براخا)

براخا

1999

26

غرب براخا – براخا أ

براخا

1998

27

مزرعة سكالي

الون موريه

1999

28

حافاة جلعاد (مزرعة)

كوديميم`3`

2002

29

جنوب رحليم

رحليم

2001

30

نحلات يوسف

الون موريه

2011-2012

 

ومن الملاحظ من خلال السنوات التي تم فيها بناء البؤر الاستيطانية في المحافظة فإن الفترة التي تم البناء فيها تَلَت توقيع اتفاق أوسلو لتسريع عمليه السيطرة على الأرض في الضفة الغربية، فالسنوات بين 1996 و2002 شهدت بناء أغلب البؤر الاستيطانية في خطوات متسارعة لتسريع النشاط الاستيطاني.

مشاريع استيطانية في محافظة نابلس

بعد تتبع النشاط الاستيطاني في محافظة نابلس يتبين أن نصف المستوطنات المقامة على أراضي المحافظة كانت قد بنيت في ثمانينيات القرن الماضي، كما أن نحو 56% من المستوطنين المقيمين على أراضي المحافظة استوطنوا فيها خلال ذات الفترة. فيما شهدت تسعينيات القرن الماضي وبالتحديد في الفترة التي تلت اتفاقية أوسلو في العام 1996 تزايد عمليات مصادرة الأراضي وبناء البؤر الاستيطانية إذ إن أغلب البؤر الاستيطانية البالغ عددها 30 تم بناء أغلبها في الأعوام ما بين 1996 و2002، كذلك شهد العام 2003 بناء بؤرتين جديدتين (Xmaps, 2019).

لكن العين الاستيطانية للاحتلال على مدينة نابلس ومحيطها تفتحت مبكرا، فبعد احتلال الضفة الغربية عام 1967 أقر الاحتلال خطة استيطانية اسمها خطة ألون، وتنص على بناء حزامين استيطانيين متوازيين للسيطرة على منطقة الأغوار، أول هذه الأحزمة يكون بمحاذاة نهر الأردن، بينما الحزام الثاني يكون عبارة عن سلسلة من المستوطنات التي تقام على السفوح الشرقية لجبال نابلس لفصلها عن منطقة الأغوار وتقليص عدد السكان الفلسطينيين في هذه المناطق (باسيا، 2019).

صورة 7: خريطة توضح تفاصيل خطة ألون الاستيطانية (باسيا، 2019).

كما عمل الاحتلال وفق خطة ديان على استيطان قمم الجبال وقد كانت منطقة حوارة في نابلس هي المنطقة التي تم الاستيطان فيها بناءً على هذه الخطة. هذه الخطة تبعتها خطة دروبلس التي أقرت وحدثت بين عامي 1978-1981 وتؤكد على فكرة بناء الأحزمة الاستيطانية لحماية الأغوار وإبعادها عن أي حل مستقبلي آنذاك (غلمي، 2000).

ورغم بدء الحركة الاستيطانية في نهاية الستينيات على شكل معسكرات عسكرية ومستوطنات زراعية صغيرة، إلا أن وصول حزب الليكود للحكم عام 1977 شكل انطلاقة قوية وحقيقية للاستيطان خاصة بعد الاعتراف بالعديد من المستوطنات التي كانت حكومة حزب العمل لا تعترف بها، وهو الأمر الذي تجلى في السنوات العشرة الأخيرة منذ تسلم نتنياهو لرئاسة حكومة الاحتلال وازدياد النشاط الاستيطاني بشكل كبير في الضفة الغربية، والعمل على شرعنة البؤر الاستيطانية وإقرار بناء أول مستوطنة جديدة منذ توقيع اتفاقية أوسلو، والملف الاستيطاني هو أكثر الملفات التي يرتكز عليها حزب الليكود في كل دعاية انتخابية قبل أي استحقاق انتخابي عند الاحتلال. إضافة لبناء العديد من المستوطنات الجديدة، وفي محافظة نابلس نلاحظ أن أغلب المستوطنات أنشئت في فترة حكومة الليكود، إضافة إلى اتباع خطة جديدة عبر البناء الاستيطاني في المناطق السكنية الفلسطينية فقد عملت على السيطرة على بئر يعقوب وقبر يوسف قرب مخيم بلاطة في قلب مدينة نابلس. إضافة إلى إقامة المستوطنات قرب مفترقات الطرق للسيطرة عليها كما هو الحال عند بناء مستوطنة شافي شمرون مثلا (غلمي، 2000).

في الفترة ما بين 1985-1988 شهدت الحركة الاستيطانية في نابلس حالة من الانكماش، فقد تركز العمل في هذه الفترة على تثبيت المستوطنات القائمة والعمل عليها. هذا الحال وصل إلى حالة جمود استيطاني كامل في أول عامين بالانتفاضة حتى العام 1990 فقد اكتفت حكومة الاحتلال التي تشكلت برئاسة إسحاق شامير آنذاك بالمحافظة على الوضع القائم (غلمي، 2000؛ التفكجي، 2004).

في المرحلة بين عامي 1990-1998 وهي الفترة التي نشطت فيها العملية السياسية بين الاحتلال ومنظمة التحرير الفلسطينية قالت المنظمة أن الاستيطان كان يفترض أن يجمد ولكن الاحتلال لم يلتزم بذلك، ورغم عدم بناء مستوطنات جديدة إلا أن هذه الفترة شهدت حالة نشاط كبيرة في بناء البؤر الاستيطانية فكل مستوطنة نتج عنها أكثر من بؤرة استيطانية حولها (غلمي، 2000؛).

 في العام 2002 كانت نابلس جزءاً من خطة العزل الأحادية التي بدأت بتنفيذها حكومة الاحتلال لفصل المناطق الفلسطينية عن المناطق المحتلة عام 1948 عبر محور آرئيل أو عابر السامرة، والذي يبدأ في موقعه بمحافظة نابلس من أراضي بلدة زعترة ليمتد شرقا لطريق الأغوار ليضم بذلك المستوطنات الواقعة جنوب وغرب نابلس ليفصلها عن منطقة الأغوار وعن وسط الضفة الغربية. وفي العامين 2009 و2010 شهدت المستوطنات في محافظة نابلس بناء 160 وحدة استيطانية في مجمل المستوطنات القائمة (الزيتونة، 2012).

في العام 2011 كان النشاط الاستيطاني لحكومة الاحتلال بشكل أكبر في مناطق الشق الشرقي من القدس، إلا أن للضفة  الغربية نصيبا وافرا من الاستيطان كذلك، وفي محافظة نابلس كانت حكومة الاحتلال قد أقرت بناء مئات الوحدات الاستيطانية في مستوطنة ايتمار. وفي العام 2012 أقام الاحتلال بؤرتين استيطانيتين على أراضي المحافظة إحداها تابعة لمستوطنة ايتمار والأخرى اسمها “نحلات يوسف” تابعة لمستوطنة ألون موريه، وفي العام 2013 قام الاحتلال بمصادرة مئات الدونمات من الأراضي الزراعية التابعة لأربع قرى جنوب مدينة نابلس وهي أوصرين وزعترة ويتما وعقربا لإقامة معسكر لجيش الاحتلال (الزيتونة، 2013). كما شرع المستوطنون من مستوطنة يتسهار جنوب نابلس بإقامة بؤرة استيطانية جديدة على أراضي قرية عينابوس جنوب مدينة نابلس، فقد تمت السيطرة على أرض زراعية من القرية مساحتها 18 دونما لإقامة البؤرة عليها (أريج، 2013).

في العام 2014 استمرت النشاطات الاستيطانية فوق أراضي محافظة نابلس، فقد صادر الاحتلال 16 دونما لصالح مستوطنة شافي شمرون على حساب أراضي قرية دير شرف وقرية الناقورة (أريج، 2014ب). كما أن جيش الاحتلال صادر نحو 4 دونمات من أراضي قريتي بورين وتل لأغراض عسكرية (أريج، 2014ج). كما أعلنت وزارة الإسكان في حكومة الاحتلال عن بناء وحدات استيطانية جديدة في مستوطنة براخا، إذ إن العطاء الذي طرحته حكومة الاحتلال كان لبناء 48 وحدة سكنية استيطانية جديدة على حساب أراضي قريتي بورين وكفر قليل جنوب مدينة نابلس (أريج، 2014د).

العام 2015 كان شاهدا على قرار الإدارة المدنية للاحتلال بمصادرة 500 دونم من أراضي منطقة السهلات التي تضم أراضي زراعية وتعتبر منطقة أثرية قرب خربة سيلون القريبة من قرية قريوت جنوب نابلس، واستغلال جزء من الأراضي المصادرة لتوسعة مستوطنة شيلو (أريج، 2015ب).

مجددا وفي العام 2016 أقر الاحتلال بناء 54 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة براخا جنوب مدينة نابلس، كما تم مصادرة 1200 دونم من أراضي قرى قريوت والساوية واللبن الشرقية جنوب المدينة لربط عدة مستوطنات ببعضها البعض وهي مستوطنات شيلو وعيليه ومعاليه ليفونه وشيفوت راحيل جنوب نابلس، إضافة إلى مصادرة مئات الدونمات بين مفرق حوارة ومفرق جيت من الجنوب إلى الجنوب الغربي للمدينة لإقامة ستة أبراج عسكرية للمراقبة على طول الطريق (دائرة العلاقات العربية، 2016).

النشاط الاستيطاني تواصل في العام 2017 وتصاعدت وتيرته إذ أعلن الاحتلال عن توسيع البؤرة الاستيطانية “هيوفال” التابعة لمستوطنة عيلي والمقامة عى أراضي قرية قريوت جنوب مدينة نابلس، وتم إقامة أربع وحدات استيطانية جديدة فيها (أريج، 2017). كما أن مخططا لبناء مستوطنة جديدة على أراضي قرية جالود جنوب مدينة نابلس كان قد أعلن عنه نهاية العام 2016، وقد أقرت حكومة الاحتلال هذا المخطط في العام 2017، وأطلق اسم “عميحاي” على هذه المستوطنة التي ستعمل على إيجاد اتصال جغرافي بين شفوت راحيل وعادي عاد جنوب مدينة نابلس، كما تم مصادرة مئات الدونمات من الأراضي الفلسطينية لأجل هذه المستوطنة التي تعد أول مستوطنة يقرر الاحتلال بناءها رسميا منذ العام 1992. كما أن الاحتلال بدأ فعليا ببناء هذه المستوطنة في شهر شباط فبراير من العام 2018 (الغد، 2017؛ الأيام، 2016). 

أراضي محافظة نابلس حسب تقسيمات أوسلو

كغيرها من المدن في الضفة الغربية خضعت محافظة نابلس لتقسيمات فرضتها عليها اتفاقية أوسلو عام 1993، وكانت المحافظة التي تبلغ مساحتها نحو 605 كيلو متر مربع قد ضمت حسب التقسيمات 6  تجمعات سكنية بشكل كامل و12 تجمعا سكنيا بشكل جزئي في محافظة نابلس صنفت ضمن المناطق (ج). ويعيش في هذه المناطق نحو 10 آلاف مواطن فلسطيني، رغم أن نسبة الأرض أكثر من 40% من أراضي محافظة نابلس إلا أن الكثافة السكانية الأكبر في المناطق المصنفة (ب) والتي تبلغ نسبة مساحتها نحو 39% بينما المناطق المصنفة (أ) تبلغ نسبتها نحو 18% فقط، وقد يكون تفسير ذلك بحجم الصعوبات التي يواجهها الفلسطينيون في المناطق (ج) من مصادرة الأراضي ومنع إصدار تراخيص البناء. (الإحصاء الفلسطيني، 2019). وتبلغ مجمل مساحة الأراضي المصنفة (ج) من المحافظة نحو 252 كيلومتر مربع أي ما نسبته نحو 41.6% من المحافظة (Xmaps, 2019).

صورة 8: خريطة تبين تقسيمات المناطق في محافظة نابلس حسب اتفاقية أوسلو (Xmaps, 2019).

الشكل 5: التقسيم الجغرافي لأراضي نابلس وعدد السكان حسب اتفاقية أوسلو.

المنطقة

المساحة / كم2

النسبة المئوية من أراضي المحافظة

عدد السكان / ألف

النسبة المئوية لسكان المحافظة

منطقة أ

113

18.8

203

52.7

منطقة ب

240

39.6

172

44.7

منطقة ج

252

 

41.6

10

2.6

المجموع

605 كم2

100%

385

100%

 المراجع: القسم الجغرافي لأريج و Xmaps، 2019.

أما حول المناطق السكنية المصنفة (ج) في المحافظة فهي منطقة فروش بيت دجن شرق المحافظة، وخربة طانا شرق نابلس كذلك، إضافة إلى منطقة الرجمان في الشرق أيضا. كما أن هنالك منطقة جنوب شرق المحافظة إلى جانب منطقة تل خشبة ومنطقة جنوب مدينة نابلس قرب خربة صرة (الإحصاء الفلسطيني، 2019).

وقد توزعت بقية المناطق المصنفة (ج) في المحافظة على المناطق بين المستوطنات والمناطق المفتوحة بين القرى الفلسطينية وجبل جرزيم، إضافة إلى أجزاء من القرى مثل بورين ومادما وكفر قليل وروجيب وقصرة وبيتا وبيت فوريك وسالم وعقربا. فيما صنفت أغلب المناطق من القرى في المحافظة على أنها مناطق (ب). واقتصرت المنطقة (أ) التي تخضع للسيطرة الأمنية والإدراية الفلسطينية في المحافظة لداخل مدينة نابلس (Xmaps, 2019).

صورة 9: خريطة تبين التجمعات السكانية المصنفة (ج) في محافظة نابلس (الإحصاء الفلسطيني، 2019).

 

الجدار الفاصل في محافظة نابلس

محافظة نابلس لا تملك حدودا على الشريط الفاصل مع الأراضي المحتلة عام 1948، وتفصل بينهما محافظة سلفيت وقلقيلية ونابلس في الجانب الغربي، ومحافظة جنين من الجانب الشمالي. فهي بسبب موقعها البعيد نسبيا عن منطقة الخط الأخضر لم يصلها الجدار الفاصل، رغم أنه يمتد إلى منطقة قريبة غرب المحافظة إلا أنه ظل ضمن حدود محافظتي سلفيت وقلقيلية.

 

صورة 10: خريطة مسار الجدار الفاصل في الضفة الغربية.

 

الطرق الالتفافية في محافظة نابلس

الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني يعرّف الطرق الالتفافية على أنها الطرق التي أقامتها قوات الاحتلال لخدمة مستوطناتها في الضفة الغربية (الإحصاء الفلسطيني، 2007). وقد كان لمحافظة نابلس نصيبها من هذه الطرق التي تقطع أوصالها لتسهيل حركة المستوطنين وتسهيل سيطرة جيش الاحتلال على الأرض، خاصة مع أهميتها الاستراتيجية كونها منطقة جبلية عالية مطلة على منطقة الأغوار الشمالية.

الشارع رقم 60 هو شارع استيطاني أساسي يربط شمال الضفة بجنوبها، ويقطع هذا الشارع محافظة نابلس من غربها ويمر بجانب قرى برقة وصرة وتل وصولا إلى حوارة جنوب نابلس ومستكملا طريقه لرام الله، ويتقاطع مع هذا الشارع عدة طرق التفافية منها الشارع الاستيطاني رقم 55 الذي يتفرع عند مفترق جيت غرب المدينة (وفا، 2019ج؛ جوجل مابس، 2019).  

نستعرض أبرز الشوارع الالتفافية الاستيطانية في المحافظة:

– شارع التفافي كفار تفوح: يقع جنوب مدينة نابلس ويوصل بين مستوطنتي كفار تفوح وعيلي مرورا بمستوطنة ايتمار ويأخذ من أراضي قرية الساوية وقرية اللبن الغربي (وفا، 2019ج). ويبلغ طول هذا الطريق الالتفافي نحو خمسة كيلومترات (Xmaps, 2019).

– شارع نابلس الالتفافي: وهو شارع يبلغ طوله نحو 24 كيلومتر ويربط المنطقة الشرقية لنابلس ببعضها البعض، وهو طريق قريب على مستوطنتي ايتمار القريبة من بيت فوريك ومستوطنة الون موريه الواقعة شمال دير الحطب، كما أن الطريق يصل جنوب المحافظة ليخدم مستوطنتي حمرة وبراخا (وفا، 2019ج؛ جوجل مابس، 2019).

– شارف شافي شمرون – جبل عيبال الالتفافي: هو أحد الشوارع التي تتقاطع مع الشارع رقم 60، ويبلغ طوله 8 كيلومتر وقد أقيم على أراضي قرى بيت ايبا ودير شرف والناقورة غرب نابلس وشمال غربها، ليربط بين مستوطنة شافي شمرون ومعسكر لجيش الاحتلال في جبل عيبال (وفا، 2019ج).

كما شرع الاحتلال بشق العديد من الطرق حول المستوطنات في المحافظة، فمثلا شرع الاحتلال عام 2016 بشق طريق استيطاني مباشر لمستوطنة الون موريه على حساب أراضي قرية دير الحطب يصل طوله 2 كيلومتر (أريج، 2016).كما أن هناك العديد من الطرق الاستيطانية الصغيرة المقامة للوصول للبؤر الاستيطانية المقامة في الغالب على رؤوس الجبال في محيط مدينة نابلس وضمن أراضي المحافظة إذ إنها غالبا ما تكون أعلى من القرى الفلسطينية في سياسة استيطانية واضحة للسيطرة على قمم الجبال. شبكة الطرق هذه تقسم أراضي محافظة نابلس إلى قطع فسيفسائية خاصة أنها تفصل المناطق الفلسطينية عن بعضها البعض وتشبك المستوطنات الإسرائيلية والبؤر الاستيطانية ببعضها، إضافة إلى أن هذه الطرق تخضع للسيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة وبالتالي فإن هذه الطرق إلى جانب كونها تعطي السيطرة الأمنية للاحتلال على الأرض فإنها تمكن الاحتلال كذلك من السيطرة على مساحة أوسع من الأرض الفلسطينية.       

 

الحواجز العسكرية في محافظة نابلس

صورة 11: خريطة تبين الحواجز حول مدينة نابلس (بيتسيلم، 2019).

على غرار بقية محافظات الضفة الغربية التي يقطع الاحتلال أوصالها بالحواجز العسكرية، فقد أقام على أراضي محافظة نابلس 10 حواجز عسكرية دائمة، عدا عن الحواجز الطيارة التي يقيمها الاحتلال في المنطقة التي يشاء حسب الوضع الأمني في المحافظة. هذه الحواجز التي تفصل مناطق محافظة نابلس عن بعضها هي (بيتسيلم، 2018):

1- حاجز الطور: هو حاجز داخلي يفصل مدينة نابلس عن جبل جرزيم، كان مخصصا لمرور أبناء الطائفة السامرية وبعض العائلات الفلسطينية التي تقطن جبل جرزيم خلال ساعات محددة، قبل أن يسمح لبقية الناس من المرور عبره عام 2012. وقد كان يشهد الحاجز حضورا دائما لقوات الاحتلال عليه أما الآن فالحضور العسكري عليه يكون حسب حاجة الاحتلال، كما يضم بوابة حديدية وبرجا للمراقبة ومكعبات اسمنتية.

2- حاجز بيت فوريك: حاجز عسكري مقام على المدخل الشرقي للمدينة، ويضم برجا عسكريا وبوابة حديدية، كما تتواجد عليه قوات الاحتلال بشكل دائم، وهو مصنف على أنه حاجز داخلي.

3- حاجز زعترة: يسميه الاحتلال حاجز تبواح، وهو حاجز داخلي يقع جنوب مدينة نابلس ويفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، يتواجد الاحتلال عليه بشكل دائم إلا أن عملية التفتيش فيه تتم بشكل عشوائي وغير منتظم، كما يحوي الحاجز على برج مراقبة ومكعبات اسمنتية ومنطقة وعرة قبل الوصول إليه.

4- حاجز حوارة: حاجز داخلي على المدخل الجنوبي لمدينة نابلس، يضم مسارات لعبور السيارات وبرجا للمراقبة، وهو حاجز يعززه الاحتلال من فترة لأخرى حسب الوضع الأمني.

5-    حاجز دير شرف – بيت ايبا الجديد: هو حاجز مقام قرب قرية دير شرف شمال غرب مدينة نابلس، وتحديدا على الشارع رقم 557، وهو حاجز يضم برجا للمراقبة ومكعبات اسمنتية وتتواجد عليه قوات الاحتلال بشكل غير منتظم، كما أنه يعتبر حاجزا داخليا.

6- حاجز سبسطية: اسمه كذلك حاجز شافي شمرون، وهو حاجز داخلي مقام على الشارع رقم 60، ويضم الحاجز بوابة حديدية وبرجا عسكريا ومكعبات اسمنتية، كما أن التعزيزات العسكرية عليه تتم بصورة غير منتظمة.

7- حاجز عورتا: هو حاجز داخلي مقام على مدخل قرية عورتا جنوب شرق مدينة نابلس، ويضم الحاجز برجا عسكريا ومكعبات اسمنتية وبوابة حديدية، كان الاحتلال يفتح البوابة على فترات متباعدة، إلا أنه ومنذ العام 2015 أغلق الاحتلال البوابة كليا، ونتيجة لذلك يضطر سكان القرية سَلْك طرق طويلة للخروج من القرية.

8- حاجز معاليه افرايم – جيتيت: حاجز يقع قرب الشارع 505، وهو حاجز يتحكم بالداخلين إلى منطقة الأغوار، وهو حاجز داخلي عندما يغلقه الاحتلال يمنع السيارات الفلسطينية من المرور عبره ولا يسمح وقتها إلا لسكان الأغوار من المرور.

9- حاجز يتسهار – جيت: وهو حاجز داخلي على حاجز رقم 60 عند مفترق جيت جنوب مدينة نابلس، ويعزز الاحتلال قواته عليه بصورة غير منتظمة حسب الحاجة الأمنية له عليه.

10- حاجز يتسهار – حوارة: حاجز داخلي مقام على الشارع رقم 60 إلى الشمال من بلدة حوارة، ويتواجد عليه جنود الاحتلال بصورة شبه دائمة.

من الملاحظ أن الحواجز المقامة على أراضي محافظة نابلس جميعها حواجز داخلية هدفها القطع بين أوصال المناطق في المحافظة، خاصة فصل المدينة عن قراها وفصل القرى عن بعضها البعض، إضافة إلى تركز الحواجز على الجوانب الشرقية والجنوبية من المدينة لفصلها عن منطقة الأغوار في الشرق وعن وسط الضفة الغربية وجنوب الضفة الغربية. 


المصادر والمراجع

الإحصاء الفلسطيني. (2007). إحصاءات النقل والاتصالات في الأراضي الفلسطينية التقرير السنوي 2006. الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني. رام الله، فلسطين. https://bit.ly/2LyyURx

الإحصاء الفلسطيني. (2018). الواقع الديموغرافي والاقتصادي والبيئي في التجمعات المصنفة كليا “ج”. الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني. رام الله، فلسطين. تم الاسترداد من: الإحصاء الفلسطيني. (2017). المستعمرات الإسرائيلية في فلسطين. رام الله، فلسطين. تم الاسترداد من: http://www.pcbs.gov.ps/Downloads/book2395.pdf

الإحصاء الفلسطيني. (2019). عدد السكان المقدر في منتصف العام لمحافظة نابلس حسب التجمع 2017-2021. الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني. رام الله، فلسطين. تم الاسترداد من: https://bit.ly/2JrQCDU

وفا. (2019أ). نابلس. رام الله، فلسطين. تم الاسترداد من: http://info.wafa.ps/ar_page.aspx?id=3295

وفا. (2019ب). الاستيطان في محافظة نابلس. رام الله، فلسطين. تم الاسترداد من: http://info.wafa.ps/ar_page.aspx?id=4098

وفا. (2019ج). الطرق الالتفافية في الأراضي الفلسطينية. رام الله، فلسطين. تم الاسترداد من: http://info.wafa.ps/ar_page.aspx?id=2791

الجزيرة. (2014). نابلس. الدوحة، قطر. تم الاسترداد من: https://bit.ly/2WtXbJr

التفكجي، خليل. (2004). الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة.. واقع وإشكاليات. الجزيرة. الدوحة، قطر. تم الاسترداد من: https://bit.ly/2SQJCSE

بلدية نابلس. (2016). المساحة. نابلس، فلسطين. تم الاسترداد من: https://bit.ly/305vlWf

بيتسيلم. (2018). قائمة الحواجز العسكرية في الضفة الغربية وقطاع غزة. القدس، فلسطين. تم الاسترداد من: https://bit.ly/2BSskRb

بيتسيلم. (2019). Nablus siege checkpoints. القدس، فلسطين. تم الاسترداد من: https://www.btselem.org/download/nablus_siege_map_eng.pdf

بيتسيلم. (2013). Seizure for military needs and the Elon Moreh ruling. القدس، فلسطين. تم الاسترداد من: https://bit.ly/2JaNJrK

السلام الآن. (2017). Settlements list. تل أبيب، فلسطين. تم الاسترداد من: https://peacenow.org.il/en/settlements-watch/israeli-settlements-at-the-west-bank-the-list

أريج. (2013). الشروع بإقامة بؤرة استيطانية جديدة على أراضي قرية عينابوس محافظة نابلس. بيت لحم، فلسطين. تم الاسترداد من: https://bit.ly/2PTFvVr  

أريج. (2014أ). Qusra village profile. بيت لحم، فلسطين. تم الاسترداد من: https://bit.ly/2Vri6cnأريج. (2014ب). سلطات الاحتلال الإسرائيلية تصدر أمرا عسكريا بوضع اليد على أراضي فلسطينية في محافظة نابلس. بيت لحم، فلسطين. تم الاسترداد من: https://bit.ly/30cllL9

أريج. (2014ج). إسرائيل تصادر أراضي في قريتي تل وبورين في محافظة نابلس. بيت لحم، فلسطين. تم الاسترداد من: https://bit.ly/2Jy9v7Z

أريج. (2014د). حي استعماري جديد في البؤرة الاستعماري “هار براخا” جنوب مدينة نابلس. بيت لحم، فلسطين. تم الاسترداد من: https://bit.ly/2vQkotS

أريج. (2015أ). الإعلان عن البدء في تنفيذ مخطط تنظيمي جديد لمستعمرة “ايتمار”. بيت لحم، فلسطين. تم الاسترداد من: https://bit.ly/2JbRNY

أريج. (2015ب). مصادرة 500 دونم لغرض إقامة بؤرة استعمارية جديدة في قرية قريوت محافظة نابلس. بيت لحم، فلسطين. تم الاسترداد من: https://bit.ly/2vMEV2u

أريج. (2016). الشروع بشق طريق استعماري لصالح مستعمرة ألون موريه على حساب أرراض قرية دير الحطب. بيت لحم، فلسطين. تم الاسترداد من: https://bit.ly/2VOKg87

أريج. (2017). أعمال توسعة تشهدها البؤرة الاستعمارية “هيوفال” على أراضي قرية قريوت نابلس. بيت لحم، فلسطين. تم الاسترداد من: https://bit.ly/2vOwN1k  

عقل، عبد القادر. (2018). مستوطنة “يتسهار”.. من بؤرة صغيرة إلى “قاعدة كبرى للإرهاب”. شبكة قدس الإخبارية. رام الله، فلسطين. تم الاسترداد من: https://bit.ly/306taln

ييش دين. (2018). Yitzhar – a case study. القدس، فلسطين. تم الاسترداد من: https://bit.ly/2PqTbJB

أبو عصيدة، محمد. (2012). المستعمرات الإسرائيلية وتأثيرها على السكان في محافظة نابلس. جامعة النجاح الوطنية. نابلس، فلسطين. تم الاسترداد من: https://bit.ly/2H9W2BA

غلمي، محمد. (2000). تاريخ الاستيطان اليهودي في منطقة نابلس 1967-1998. جامعة النجاح الوطنية. نابلس، فلسطين. تم الاسترداد من: https://bit.ly/2YdaHla

الزيتونة. (2012). الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية 1993-2011. بيروت، لبنان. تم الاسترداد من: https://bit.ly/2Yiui3K

الزيتونة. (2013). فلسطين اليوم. بيروت، لبنان. تم الاسترداد من: https://bit.ly/2LhISoS

الأيام. (2016). الاحتلال يقرر بناء مستوطنة جديدة على أراضي قرية جالود ومخطط لتوسيع مستوطنة “بيت إيل” على أراضي دورا القرع. رام الله، فلسطين. تم الاسترداد من: https://bit.ly/2YfzSDV

دائرة العلاقات العربية. (2016). الانتهاكات (الجرائم) الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية. منظمة التحرير الفلسطينية. رام الله، فلسطين. تم الاسترداد من: http://www.aad.plo.ps/ar_new/files/entehakat/2016/6-2016.pdf

الغد. (2017). الاحتلال قرر بناء أول مستوطنة بالضفة منذ 25 عاما. عمان، الأردن. تم الاسترداد من: https://bit.ly/2HeehGm

باسيا. (2019). خطة يغيئال ألون، حزيران 1967. القدس، فلسطين. تم الاسترداد من: http://www.passia.org/maps/view/99

الدراسات الفلسطينية. (2017). التقرير الاستيطان الأسبوعي من 21-1-201727-1-2017. واشنطن، الولايات المتحدة. تم الاسترداد من: https://cm.palestine-studies.org/sites/default/files/uploads/files/28-01-2017-06.pdf

. تم الاسترداد من: Settlements and solutions. معهد واشنطن. (2019)

https://www.washingtoninstitute.org/westbankinteractivemap/

هوخبرغ، ميتشل. (2017). بدء عملية البناء في مستوطنة “عمونا” الجديدة. واشنطن، الولايات المتحدة. معهد واشنطن. تم الاسترداد من: https://bit.ly/323Z4jw

Simmons, Rabbi. (2016). The origin and meaning of some of the most common jewish names for boys. Jerusalem, Palestine. Located from: https://www.aish.com/jl/l/b/48967016.html

Melamed, Rabbi. (2016). The blessing said on the settlement of the land of Israel. Beer Sheba, Palestine. Located from: https://bit.ly/2VvicY9

Kolyada, Yelena. (2009). A compendium of musical instruments and instrumental terminology in the Bible. London, UK. Located from: https://bit.ly/2HaaRUL

Biblewalks. (2013). Elon moreh. Jericho, Palestine. Located from: https://bit.ly/2WAHel4

Dunlop, Fiona. (2014). Sebastya, Salome & a few mellennia. Palestine. Located from: https://bit.ly/308JT7u

Hebrew names. (2016). Izhar (yitzhar). Located for: https://bit.ly/2DYfEH0

Xmaps. (2019). Occupied Palestinian territory, located from: http://x-maps.maps.arcgis.com/apps/View/index.html?appid=d4385754a4dc48f1a2781df0c999950f&extent=32.6809,30.6899,37.2951,32.8381

`1`  البؤرة الاستيطانية تتبع لمستوطنة عيلي المقامة على أراضي محافظة نابلس لكن البؤرة مقابلة على أراضٍ مصنفة ضمن محافظة رام الله والبيرة.

`2`  البؤرة الاستيطانية تتبع لمستوطنة عيلي المقامة على أراضي محافظة نابلس لكن البؤرة مقابلة على أراضٍ مصنفة ضمن محافظة رام الله والبيرة.

`3` هذه البؤرة الاستيطانية تقع ضمن حدود محافظة نابلس لكنها تتبع لمستوطنة كوديميم المقامة على أراضي محافظة قلقيلية .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى