موسوعة النخبة الفلسطينية

جورج كابوجي “هيلاريون كابوجي”

ولد جورج بشير كابوجي المعروف بـ “المطران هيلاريون كابوجي” في مدينة حلب في سوريا في الثاني من آذار/ مارس عام 1925. درس المرحلة الأساسية والثانوية في مدارس حلب وتخرج منها عام 1933، ثم انتقل لدير الشير في لبنان حتى عام 1944، ثمَّ دير القديسة آن في مدينة القدس المحتلة، وأصبح الكاهن الكاثوليكي للرهبانية الباسيلية الحلبية عام 1947. عمل مديرًا لمدرسة النهضة الوطنية في لبنان، ثمَّ مساعدًا للبطريرك مكسيموس صايغ ومسؤولًا عن أبرشيات دمشق وجوارها، ثم رئيسًا عامًا لكل أديرة الرهبانية الباسيلية الشويرية عام 1962، ثمَّ رئيسًا عامًا للرهبانية الحلبية عام 1963، ورقي لمرتبة المطرانية عام 1965، وعُيِّن نائبًا بطريركيًا في القدس لطائفة الروم الكاثوليك في نفس العام، ثمَّ قاصدًا رسوليًا للكاثوليك في أمريكا اللاتينية حتى عام 1999، وقد أطلق على نفسه اسم هيلاريون تيمنًا بهيلاريون الناسك المسيحي الذي استقر في غزة في القرن الرابع الميلادي.

تأثر في شبابه المبكر بأحداث النكبة عام 1948، واحتلال شرقي القدس في حزيران عام 1967، فاندفع للمشاركة في تشييع شهداء نكسة حزيران، ورفض التواجد في أي مناسبة يهودية، وتواصل مع خليل الوزير ومصطفى عيسى، وانضم لحركة فتح، وتولى مهمة إيصال الأسلحة والمتفجرات إلى خلايا فتح داخل فلسطين عبر معبر الناقورة شمال فلسطين.

ركّز كابوجي بعد خروجه من سجون الاحتلال على العمل لنصرة القضية الفلسطينية، وكان وسيطًا بين منظمة التحرير والفاتيكان، وحضر جلسات المجلس الوطني الفلسطيني المنعقد في سوريا عام 1979، وشارك في التظاهرات والمؤتمرات الداعمة للقضية الفلسطينية، وكان على متن سفن الحرية المتجهة نحو غزة بهدف كسر حصارها عامي 2009 و2010.

لاقت شخصته قبولًا شعبيًا في فلسطين والوطن العربي، حيث طُبعت صوره على طوابع بريدية في عدد من البلدان العربية، وكتب كثيرون مقالات حول نضاله في سبيل حرية فلسطين، وصدرت حول سيرته عدة أعمال وثائقية، ومسلسل سوري بعنوان “حارس القدس”.

عانى المطران كابوجي أثناء مسيرته النضالية؛ حيث خضع للمراقبة من قبل مخابرات الاحتلال، فاعترضت سيارته وصادرتها في الثامن من آب/ أغسطس عام 1974، واعتقلته في التاسع عشر من نفس الشهر، وحكمت عليه بالسجن اثني عشر عامًا، قضى منها ثلاثة أعوام وثلاثة أشهر في سجن الرملة المركزي، وأضرب خلالها عن الطعام عدة مرات نتيجةً لظروف المعتقل الصعبة، وأُفرج عنه بموجب اتفاق بين دولة الاحتلال والفاتيكان في السادس من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1977، بشرط إبعاده خارج فلسطين، وقد قام الاحتلال باعتقاله مجددًا أثناء إبحاره إلى غزة عبر أسطول الحرية عام 2009، وأصيب أثناء تواجده على متن سفينة مافي مرمرة MV Mavi Marmara‏  بعد اعتداء قوات الاحتلال عليها عام 2010، واعتقل وأبعد إلى الأردن، وتوفي في الأول من كانون الثاني/ يناير عام 2017، ودفن في دير المخلص في لبنان.

المصادر والمراجع:

⦁ أبو فخر، صقر.” هيلايون كابوجي ولاهوت التحرير العربي: باسم المسيح قاوم الاحتلال”، صحيفة العربي الجديد، 4 كانون ثاني/ يناير 2017.

⦁فرنسيس، أنطون، وأبو زيد، سركيس. “ايلاريون كبوجي ذكرياتي في السجن”، بيروت، دار أبعاد، 2018.

⦁ الفيلم الوثائقي “المطران كبوجي”:

⦁ المركز الفلسطيني للإعلام:
https://bit.ly/2Pn2Wa9

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى