تعرض هذه الورقة تداعيات إعلان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لـ "إسرائيل"، وتوقيعه قرار نقل سفارة بلاده إليها من "تل أبيب"، وتحاول استعراض سقوف القوى الفاعلة، بما فيها الطرف الفلسطيني، وإمكاناتها.
الصراع في الأروقة الدولية:
مجلس الأمن:
أبطلت الولايات المتحدة الأمريكية، باستخدامها حقّ النقض، مشروع قرار قدّمته المجموعة العربية في الأمم المتحدة عبر مصر، وذلك في جلسة لمجلس الأمن بتاريخ 21/12/2017. وكان مشروع القرار المصري يهدف إلى إبطال إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لـ "إسرائيل"، وتوقيعه قرار نقل سفارة بلاده من "تل أبيب" إليها.
عكس مشروع القرار المصري تراجعًا واضحًا عن التهديدات التي أدلى بها الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس، في القمة الإسلامية الطارئة، التي عُقدت في إسطنبول بتركيا في الثالث عشر من كانون أول/ ديسمبر. فقد طالب الرئيس الفلسطيني في كلمته بمؤتمر القمة، بالتوجّه إلى مجلس الأمن وفق المادة 27/3 من البند السادس من ميثاق الأمم المتحدة؛`1` لإبطال إعلان الرئيس الأمريكي.`2`
بيد أن مشروع القرار المصري لم يستند إلى تلك المادّة، التي تمنع من كان طرفًا في النزاع من التصويت.`3` ولو نصّ مشروع القرار على الولايات المتحدة، لاعتُبرت الطرف المتنازع معه، ولحُرمت من التصويت، وإنما امتنع مشروع القرار عن الإشارة للولايات المتحدة وإعلان الرئيس ترمب بخصوص القدس.`4`
`1` هكذا جاء في كلمة الرئيس حسب ما هي منشورة في موقع وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية- وفا، لكن المادّة المشار إليها هي في الفصل الخامس من ميثاق الأمم المتحدة، وسيأتي نصّها.
`2` الرئيس في القمة الإسلامية: استمرار إسرائيل بانتهاكاتها يجعلنا في حلّ من الاتفاقيات الموقعة معها، موقع وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية- وفا، 13 كانون أول/ ديسمبر 2017، https://goo.gl/LCy462
`3` تنصّ الفقرة 3 من المادة 27 في الفصل الخامس من ميثاق الأمم المتحدة على ما يلي: "تصدر قرارات مجلس الأمن في المسائل الأخرى كافة بموافقة أصوات تسعة من أعضائه يكون من بينها أصوات الأعضاء الدائمين متفقة، بشرط أنه في القرارات المتخذة تطبيقاً لأحكام الفصل السادس والفقرة 3 من المادة 52 يمتنع من كان طرفًا في النزاع عن التصويت".
راجع الفصل الخامس من ميثاق الأمم المتحدة، موقع الأمم المتحدة، https://goo.gl/QPZKTS
`4` مشروع قرار مصر حول القدس الذي نقضه الفيتو الأميركي، موقع الجزيرة نت، 19 كانون أول/ ديسمبر 2017، https://goo.gl/5Ec3dL
