فضل نعيم

ولد فضل نعيم محمد نعيم في الثاني عشر من تشرين أول/ أكتوبر عام 1965 في مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة، وهو متزوج وله ولدان وأربع بنات. درس المرحلة الأساسية في مدرستي الفلاح في حي الزيتون وصلاح الدين الأيوبي في منطقة الرمال، ودرس المرحلة الثانوية في مدرسة الكرمل، وحصل منها على الثانوية العامة عام 1984، ونال درجة البكالوريوس في الطب البشري من جامعة إرلنغن، (erlangen-nurnberg) في ألمانيا عام 1992، وتخصص في الطب من جامعة الغازي في العاصمة التركية أنقرة بين عامي (1997-2003)، ونال شهادة “البورد” التركي في نهاية عام 2002.

عمل طبيبًا عامًا في ألمانيا بين عامي (1992-1995)، وطبيبًا عامًا ضمن مشروع توفير الوظائف التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” عام 1996، وافتتح عيادتين في منطقتي الزيتون وبيت حانون في العام ذاته، كما عمل في مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي، وأسس قسمًا لجراحة العظام في المستشفى حيث لم يكن في حينها في قطاع غزة إلا مستشفىً واحدًا لجراحة العظام، وأصبح المدير الطبي للمستشفى، وعمل أيضًا رئيسًا لقسم جراحة العظام في المستشفى الأهلي العربي “المعمداني” بين عامي (2003-2006)، وشارك في تأسيس كلية الطب في الجامعة الإسلامية عام 2007، وعمل محاضرًا فيها، وتسلّم عمادتها عام 2015، وبقي عميدًا لها مدة ثماني سنوات، حيث أنشأ خلال ذلك مركز “حياة” للتدريب على إدارة الطوارئ والكوارث، والذي يعد المركز الأول والوحيد في قطاع غزة المختص في التدريب على إدارة الطوارئ والكوارث الطبيعية وغير الطبيعية، وكان رئيساً لمجلس إدارة المركز، وأصبح مديرًا للمستشفى الأهلي العربي “المعمداني” خلال حرب الإبادة الجماعية التي تشنها دولة الاحتلال ضد أهل قطاع غزة منذ تشرين أول/ أكتوبر عام 2023. 

 انتمى نعيم في بداية شبابه للحركة الإسلامية، ونشط في المؤسسات الإسلامية والجمعيات الطلابية الإسلامية أثناء دراسته في ألمانيا منها رابطة فلسطين الإسلامية التي كان لها دور كبير في تعزيز انتمائه للإسلام ولفلسطين. شارك في الفعاليات الداعمة للانتفاضة الأولى، وعمل على تفعيل دور الجالية الفلسطينية والجاليات العربية، لمساندة الشعب الفلسطيني، ونشط نقابيًا داخل فلسطين، حيث رئس لجنة العمل الطلابي والتي أسس من خلالها المنتدى الطبي الفلسطيني (الفرع الطلابي)، وكان نقيبًا للأطباء بين عامي (2013-2023)، وصمد على رأس عمله رغم استهداف الاحتلال للطواقم الطبية ومحاصرة المستشفيات وتدميرها وارتكاب المجازر داخلها، وقد رفض مغادرة القطاع رغم أنَّه يمتلك جنسية ثانية، وقال أمام وسائل الإعلام إن الصمود في غزة والعمل في القطاع الصحي هو “واجب ديني وأخلاقي ووطني وإنساني ولا يمكن التخلي عنه”.

يتبنى نعيم الفكر الإسلامي، ويعتقد أن الحل لمشاكل العالم ستكون من خلال أطروحات الفكر الإسلامي، كما يرى أن فلسطين حق للفلسطينيين ولا يجوز التنازل عنها، لذلك هو مؤيد للمقاومة الفلسطينية عموماً ولكل من يقاوم الاحتلال ويساند الشعب الفلسطيني، ويرى بأن اتفاق أوسلو “أكبر كارثة ونكبة حلّت على الشعب الفلسطيني”، إذ لم يكن هناك أي وثيقة قبل أوسلو تعطي الحق للمحتل في الأرض إلا أن وثيقة أوسلو منحت الاحتلال أكثر من ثلثي أرض فلسطين، وقد جعل الاتفاق “الخيانة وجهة نظر” وعرقل مسار تحرير فلسطين.

عانى نعيم في حياته، حيث مُنع من العمل من قبل السلطة الفلسطينية لمدة ثلاث سنوات بعد عودته من ألمانيا، واعتقلته أجهزة أمن السلطة لمدة ثلاثة أسابيع ضمن حملة اعتقالات طالت جميع المعارضين لاتفاقية “أوسلو”، وارتقى ابنه أنس “مسعف”  شهيدًا أثناء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة “حرب الفرقان” (2008-2009)، وقد نجا نعيم من مجزرة “المعمداني” التي ارتكبها الاحتلال في السابع عشر من تشرين أول/  أكتوبر عام 2023، لكنَّه فقد والدته في قصف استهدف مكان نزوحهم وارتقى معها ثلاثة من بنات أخيه وحفيدين للعائلة وأصيب أخوه وبناته إصابات متوسطة في ذلك الاستهداف.

اظهر المزيد

مركز رؤية للتنمية السياسية

يسعى المركز أن يكون مرجعية مختصة في قضايا التنمية السياسية وصناعة القرار، ومساهماً في تعزيز قيم الديمقراطية والوسطية. 11

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى