أحمد عطُّون

ولد أحمد محمد أحمد عطُّون في الرابع والعشرين من كانون ثاني/ يناير عام 1968 في بلدة صور باهر المجاورة للقدس المحتلة، وهو متزوج وله ثلاثة من الذكور وابنتان. درس المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدارس صور باهر، وأكمل الثانوية في ثانوية الأقصى الشرعية داخل المسجد الأقصى حاصلا منها على شهادة الثانوية بالفرعين الأدبي والشرعي بشكل مواز عام 1986، وكان الأول على دفعته، ثم حصل على درجة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية من كلية الدعوة وأصول الدين في جامعة القدس عام 2002، والماجستير في الدراسات الإسلامية المعاصرة من نفس الجامعة عام 2006، وعلى دبلوم الدراسات العليا في إدارة المؤسسات الحديثة من الجامعة العبرية في القدس عام 2006. عمل عطون إمامًا لمسجد المرابطين في بلدة صور باهر في الفترة بين (1993-2006)، تولى خلالها الخطابة في عدد من مساجد القدس.

تأثر عطون منذ طفولته ببيئة أسرته المتدينة وتاريخ بلدته النضالي وقراءاته المبكرة في الفكر الإسلامي؛ فانتمى لجماعة الإخوان المسلمين عام 1982 حين كان طالبًا في المدرسة، وتأثر كثيرًا باقتحامات الاحتلال للأقصى والمواجهات التي اندلعت داخله وحوله في الأعوام بين (1983-1986).

مارس عطون نشاطًا مجتمعيًا ومؤسساتيًا، فساهم في تأسيس لجنة زكاة القدس، وعمل مع آخرين على تأسيس جمعية المنتدى الثقافي في صور باهر عام 1998، وكان مديرها منذ عام (2000-2005) حيث أغلقها الاحتلال عام 2006. وساهم عطون في إنشاء مركز زيد لتحفيظ القرآن في بلدة صور باهر عام 2000، الذي أغلقه الاحتلال عام 2007. كما أنه عضو في لجنة الصداقة الفلسطينية التركية (2000-2006)، وعضو في رابطة المؤسسات المقدسية (2003 – 2005)، وعضو في التجمع الإسلامي المسيحي في القدس (2005 – 2006).

ينشط عطون في المشاركة في اللقاءات السياسية المتعلقة بمدينة القدس المحتلة، فضلا عن استضافته على شاشات الفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة.

يرى عطون بأن الاحتلال إلى زوال ما دام هناك مقاومة مستندا لحقائق تاريخية وعقائدية، ويعتقد بأن اتفاق أوسلو أكبر خطيئة في تاريخ الشعب الفلسطيني، وإساءة لماضيه وحاضره ومستقبله، وما زال الشعب الفلسطيني يدفع ثمن هذه الخطيئة، ويرى بأن الانقسام من أخطر القضايا التي مرت على الشعب الفلسطيني، حيث استغلها الاحتلال لتمرير مخططاته على الأرض، مؤكدًا أن وحدة الفلسطينيين هي الوضع الطبيعي، داعيًا إلى تضافر الجهود والبحث عن القواسم المشتركة للتصدي لكل مخططات الاحتلال، مشددًا أنَّ ضعف حركة فتح ليس قوة لحركة حماس والعكس صحيح، والمصالحة الفلسطينية مصلحة وطنية وضرورة شرعية، حيث أدى الانقسام إلى تشظي حركة فتح داخليًا، محملًا مسؤوليته للقيادة السياسية الفلسطينية، معتبرًا أن هنالك إمكانية لإشراك الجهات كافة في منظمة التحرر لو توفرت الإرادة السياسية لقيادة المنظمة. أمَّا نظرته للمقاومة فيعتبرها حقًا مشروعًا ومكفولًا دوليًا للشعب المحتل، مشيرًا إلى استحالة انسجام إرادة الاحتلال مع الشعب الواقع تحت الاحتلال، لذا فالمقاومة ضرورة بأشكالها كافة.

منع الاحتلال عطون من السفر إلى مصر، وحرمه من الدراسة في الأزهر بعد قبوله للدراسة فيه. تعرض عطون للاعتقال من قبل قوات الاحتلال أول مرة في كانون ثاني عام 1988، وحكم عليه بالسجن مدة 4 سنوات، ثم اعتقل مرة أخرى عام 1993 لـ 45 يومًا، ومرة ثالثة عام 1994 لمدة 3 سنوات بتهمة المسؤولية عن تنظيم حركة حماس في القدس، عاقبه الاحتلال خلالها بالعزل الانفرادي لمدة عام. اعتقل مرة رابعة عام 1997 خضع خلالها للتحقيق ثم حوله الاحتلال للاعتقال الإداري لمدة 6 أشهر. وفي عام 2006 اعتقل عطون وحكُم عليه بالسجن 3 سنوات بتهمة المشاركة في الانتخابات التشريعية. وفي عام 2011 اعتقل مرة أخرى وعُزل داخل السجن لمدة 3 أشهر، ثمَّ أعيد اعتقاله عام 2012 إداريا لمدة 19 شهرًا، تبعه اعتقالان إداريان آخران عام 2017 لمدة 11 شهرًا وآخر عام 2018 لمدة 7 أشهر.

تعرض عطون لمضايقات الاحتلال بشكل مستمر، خصوصًا بعد الإعلان عن نيته المشاركة في الانتخابات التشريعية عام 2006 عن القدس ضمن قائمة التغيير والإصلاح، فخضع للاستدعاء من قبل مخابرات الاحتلال 17 مرة خلال 6 أشهر قبيل الانتخابات، فضلا عن مداهمة مقر حملته الانتخابية. فاز عطون بالانتخابات التشريعية وتولى عضوية لجان القدس والأمن والداخلية، لكن الاحتلال ضغط عليه من أجل الاستقالة من المجلس التشريعي؛ فأصدر وزير الداخلية الإسرائيلية بتاريخ 1 أيار 2006 قرارًا بإمهاله 30 يومًا للاستقالة من التشريعي فرفض ذلك. فقرر الاحتلال إبعاده عن مدينة القدس في الأول من حزيران عام 2010، ما دفعه للاعتصام مع زملائه المهددين بالإبعاد في مقر الصليب الأحمر في الأول من تموز عام 2010 حتى 26 أيلول عام 2011، كان عطون خلالها ناطقًا إعلاميًا باسم المعتصمين، وواصل الاعتصام إلى أن تم إبعاده إلى مدينة رام الله في 6 كانون أول 2011.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى