مؤتمرات وأنشطةأنشطة متنوعة

ندوة التحولات الإقليمية ومستقبل القضية الفلسطينية

عقد مركز رؤية للتنمية السياسية في إسطنبول، مساء السبت (12/03/2022)، ندوة حوارية بعنوان “التحولات الإقليمية ومستقبل القضية الفلسطينية”، بمشاركة نخبة من المختصين والخبراء على مستوى الإقليم، وبحضور ما يزيد عن 70 شخصية.

وافتتح الندوة رئيس مركز رؤية للتنمية السياسية د. أحمد العطاونة، مرحبًا بالمشاركين والحضور الذين أكد أنهم “في الغالبية العظمى من الكُتّاب والباحثين والأكاديميين الفلسطينيين”.

وناقشت الندوة أربعة محاور رئيسة تتمثل في محور “انعكاس الصراعات والاصطفافات الإقليمية الجديدة على القضية الفلسطينية” الذي قدمه أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا د. إبراهيم فريحات، ثم محور “الجدل حول دور إيران في المنطقة بين السياسي والطائفي وأثره على القضية الفلسطينية” الذي قدمه مدير مركز مرصاد للدراسات الاستراتيجية د. حميد عظيمي، ثم “رؤية تركيا للأزمات في المنطقة ومكانة القضية الفلسطينية” الذي قدمه رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط، أحمد أويصال، وأخيرًا “العرب والتحولات في الإقليم وأثرها على القضية الفلسطينية” الذي قدمه رئيس قسم العلوم في جامعة الكويت د. عبد الله الشايجي.

يلفت د. إبراهيم فريحات النظر إلى أن الحديث في التحولات الإقليمية ومستقبل القضية الفلسطينية يجب أن ينقسم إلى ثلاثة أقسام: إقليمي وفلسطيني ودولي.

فإقليميًا، أشار د. فريحات إلى أنه، خلال السنوات العشر الماضية، حدث تحول على النظام الإقليمي الرسمي، بحيث أصبحت الاصطفافات مقسمة على شكل: محور المقاومة التاريخي الذي سبق الربيع العربي، وما تبقى من محور دول الاعتدال العربي، ومحور تركيا وقطر الذي لا يلتقي مع المحورين السابقين، والمحور الرابع هو ما تبقى من دول إقليمية مثل الجزائر والسلطة الفلسطينية، التي بقيت خارج هذه المحاور وهذه المعادلة الإقليمية، وأصبحت غير محسوبة على أي طرف، ولم تعد في صلب المعادلة الإقليمية، كما كانت سابقًا على الأقل.

أما فلسطينيًا، فقال إنه حتى الآن من غير المُلاحظ وجود برنامج عمل سياسي على مستوى السلطة الفلسطينية في التعامل مع حالة المحاور العربية، والتراجع المشهود فيما يخص اتفاق أبراهام، وغيره من حالة التطبيع التي انفتحت عليها بعض الدول العربية، بالإضافة إلى وجود حالة سكون رسمي فلسطيني، والافتقاد إلى برنامج ورؤية من أجل أن ينخرط النظام الرسمي ضمن هذه التحولات، ويمثل القضية الفلسطينية كما يجب فعلاً.

ودوليًا، أكد د. فريحات أن هناك محاولة على مستوى القوى الدولية الفاعلة لإعادة كتابة قواعد النظام الدولي؛ للدفع بتغيير النظام الدولي من نظام أحادي القطبية إلى نظام متعدد الأقطاب، وذلك للمرة الأولى منذ انتهاء الحرب الباردة، وانهيار الاتحاد السوفييتي وتفككه، وسيطرة أحادية القطبية الدولية بسيطرة الولايات المتحدة.

وأشار إلى أنه إذا تشكل نظام دولي جديد متعدد الأقطاب، فهناك فرصة -نظريًا- للفلسطينيين أن يعيدوا تموضعهم في النظام الدولي الجديد متعدد الأقطاب، وفرض معادلة جديدة في الصراع مع إسرائيل، ولكن ذلك يحتاج منهم العمل والسعي والتحرك.

من جهته، يشير د. حميد عظيمي إلى أن الداعم الأساسي للقضية الفلسطينية في الشارع الإيراني هو تيار التدين التقدمي، وهو تيار المتدينين من الطبقة الوسطى المدنية في إيران، حيث إن ظهور الصهيونية وظهور اليهود السياسيين كان له تنبؤات في التراث الشيعي، واستغل التيار الثوري التديني التقدمي هذه الحالة الجديدة للدخول في الإسلام السياسي.

وذكر د. عظيمي أن الدعم الإيراني لفلسطين لا يتبع وجهة النظر الفلسطينية، وليس لأجل الأرض والمقدسات، بل بشكل أساسي هو مناهضة للصهيونية، لأن معارضة الصهيونية صارت جزءًا من الهوية السياسية للنظام القائم بعد “الثورة الإسلامية”، وهو جزء من قيام التشيّع السياسي.

من ناحية أخرى، أشار إلى أن إيران تحاول إيجاد شريك للتأثير على الفلسطينيين، خاصة في حالة انعدام وجود كيان فلسطيني رسمي مؤثر، وانعدام وجود “دولة الشعب”، وفي ظل حالة عدم الاندماج التي يواجهها الفلسطينيون في الشتات.

ويرى د. أحمد أويصال أن إسرائيل ليست مشكلة الفلسطينيين فقط، فاليوم دول المنطقة لا تستطيع أن تتحد بشكل كامل بسبب وجود إسرائيل، مثل محاولة مصر وسوريا للاتحاد والتي باءت بالفشل، كما أن إسرائيل هي امتداد للاستعمار الغربي، فالأساس في احتلال فلسطين هو تقسيم المنطقة وتقسيم الأمة الإسلامية في حروب مذهبية أو إثنية.

ويعتقد د. أويصال أن الأفعال أحيانًا من الممكن أن تقود إلى نتيجة عكسية، فعندما حاولت إيران إبعاد الخليج عن أمريكا وإسرائيل بتخويفهم، أدى ذلك إلى ارتمائهم في أحضان أمريكا وإسرائيل وتوقيع اتفاقيات التطبيع.

وأكد أن تركيا تدعم القضية الفلسطينية في كل المنصات: دبلوماسيًا اجتماعيًا اقتصاديًا وغير ذلك، ولكن مع حدوث تغيرات في العالم في الفترة الأخيرة، أُجبرت على اتخاذ خطوات جديدة مثل التقارب مع مصر والإمارات وإسرائيل.

واعتبر د. عبد الله الشايجي أن ما يحدث في البلدان العربية هو انهيار في النظام العربي، وأن العرب لا يملكون مشروعًا، في حين وجود مشاريع إقليمية كبيرة وقوية، أكبرها وأخطرها هو المشروع الإسرائيلي الذي يتمدد، والذي أصبح هناك تفاخر بأنه أصبح مقبولاً في الوسط العربي في تراجعٍ واضح للقضية الفلسطينية.

تلاه، من وجهة نظر د. الشايجي، مشروع إيران الذي تعمل عليه في المنطقة، وتستغل القضية الفلسطينية فيه بدعهما لحماس والجهاد الإسلامي؛ حتى تنزع عنها البعد الطائفي بأنها تدعم فقط الفاعلين من غير الدول من الشيعة فقط.

ثم المشروع التركي الذي تحاول عبره تركيا أن تعود بعباءة إسلامية، واستعادة دورها على أنها حامية الإسلام والمسلمين والقدس. وموقف تركيا واضح وهو أنها تريد أن تكون دولة مقبولة وقيادية في الشرق والعالم العربي، بينما هي مرفوضة في الغرب.

وختم د. الشايجي مشاركته بالقول إن موقف الدول العربية فيه تخلٍّ واضح عن القضية الفلسطينية، وتقديم سردية خطيرة جدًا وهي ما سمي تجنيًا بـ”الاتفاق الإبراهيمي”، للتبرير أو للتلطيف، بينما تتمسك الكويت قيادةً وشعبًا بالقضية الفلسطينية.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى