ولدت فدوى عبد الفتاح آغا طوقان في مدينة نابلس عام 1917. درست المرحلة الأساسية في مدرستي الفاطمية والعائشية في نابلس، وحصلت على دوراتٍ في اللغة الإنجليزية والأدب الإنجليزي من كلية كريست تشيريش Christ Church College التابعة لجامعة أكسفورد University of Oxford ومدرسة سانت كليرزهول St Clare’s Hall في بريطانيا بين عامي (1962-1963).
نَظمت طوقان الشعر متأثرةً بأخيها إبراهيم طوقان، وبالواقع الاجتماعي الذي عاشته في طفولتها وشبابها المبكر، وبالأحداث السياسية التي عصفت بفلسطين خصوصًا نكسة حزيران عام 1967. تعرفت في بداية مشوارها الشعري على الشاعرين كمال ناصر وعبد الكريم الكرمي، والتقت في حيفا بالشاعرين سميح القاسم ومحمود درويش، واجتمعت بغسان كنفاني في بيروت، كما أنَّها حاورت عددًا من الشعراء والأدباء والمفكرين العرب والأجانب.
نشرت أولى قصائدها في صحيفة مرآة الشرق المقدسية عام 1930، وفي مجلات عربية مثل الأمالي البيروتية والرسالة القاهرية، وكانت توقعها بأسماء مستعارة مثل “أم تمام” و”دنانير” و”المطوَّقة”، ثمَّ نشرت قصائدها في صحيفة الاتحاد ومجلة الجديد في حيفا عام 1967، ومجلة الآداب في بيروت وغيرها، وألقت قصائد في مهرجانات ولقاءات أدبية وفي محطات إذاعية عربية، وصدر لها ثمانية دواوين شعرية، هي: وحدي مع الأيام (1952)، ووجدتها (1956)، وأعْطِنا حبًا (1960)، وأمام الباب المغلق (1967)، والليل والفرسان (1969)، وعلى قمة الدنيا وحيدًا(1973)، وتموز والشيء الآخر(1989)، واللحن الأخير (2000)، ونُشر لها أيضًا: فدوى طوقان المختارات الشعرية (2001)، وقصائد لم تنشرها فدوى قراءة المحذوف (2004)، ثمَّ جُمعت دواوينها وأُصدرت في كتاب بعنوان الأعمال الشعرية الكاملة (2004)، كما نَشرتَ عددًا من المؤلفات منها: أخي إبراهيم (1946)، ورحلة جبلية رحلة صعبة: سيرة ذاتية (1985)، والرحلة الأصعب: سيرة ذاتية (1993)، وتُرجمت أعمالها إلى الإنجليزية والألمانية والفرنسية والإيطالية والفارسية والعبرية، وكُتب حولها عددٌ من الكتب والدراسات، وكان شعرها موضوع عددٍ من رسائل الدكتوراه والماجستير في جامعاتٍ عربية وغربية، وأخرج عنها فيلم وثائقي عام 1999، ونالت عددًا من الجوائز المحلية والعالمية.
آمنت طوقان بالأفكار الليبرالية التحررية، ودافعت عن حق المرأة في التعليم والعمل، وشاركت في عدة منتديات فكرية وأدبية في فلسطين وفي الوطن العربي، منها النادي الثقافي في نابلس عام 1956، وانتخبت عضوةً في مجلس أمناء جامعة النجاح عام 1977، كما أنَّها نظّمت النشيد الرسمي للجامعة.
انخرطت في النشاط السياسي بعد النكبة، فشاركت ضمن الوفد الأردني لحضور مؤتمر حول السلام في مدينة ستوكهولم Stockholm في السويد عام 1956، وآوت عبد الرحمن شقير (قيادي في حزب البعث) في منزلها، عندما كان مطاردًا من النظام الأردني عام 1957، وعايشت نكسة حزيران عام 1967، والتقت جمال عبد الناصر في مدينة القاهرة عام 1968، ونقلت لأبي عمار رغبة موشي ديان الاجتماع به عام 1969، وحاورت عددًا من “الإسرائيليين” من بينهم شعراء وأدباء، وتبادلت معهم الدواوين الشعرية، وأيدت مفاوضات السلام في مدريد عام 1991.
عانت في طفولتها من مرض الملاريا، وأَجرت عملية جراحية في لندن عام 1970، وتعرضت في سنوات حياتها الأخيرة لجلطة دماغية أفقدتها جزءًا من بصرها، ثم توفيت في الثاني عشر من كانون الأول/ ديسمبر عام 2003، ودفنت في مدينة نابلس.
قائمة المصادر والمراجع:
- بكار، يوسف. “حوارات فدوى طوقان”. عمان: الآن ناشرون، ط2، 2018.
- طوقان، فدوى.” الرحلة الأصعب سيرة ذاتية” عمان: دار الشروق، 1993.
- طوقان، فدوى. “رحلة جبلية، رحلة صعبة: سيرة ذاتية”. عمان: دار الشروق، ط2، 1985.
- القلقيلي، عبد الفتاح، أبو نضال نزيه.” الكاشف معجم كتال وأدباء فلسطين”. د.م.ن. المجلس الأعلى للتربية والثقافة- منظمة التحرير، 2011.
