دراسات وأبحاثشؤون إسرائيلية

حركة الـ (BDS)… تحدٍّ يقضّ مضاجع الإسرائيليين

لجأ أنصار القضية الفلسطينية ورافضو الاحتلال الإسرائيلي في دول كثيرة في العالم خلال العقد الأخير، إلى شكل جديد من أشكال المقاومة، غير المواجهة العسكرية والتنظيمات المسلحة، وقد بات مقلقًا لـ "إسرائيل" ومزعجًا لنخبها. إنها حركات المقاطعة العالمية، التي شقّت طريقها عام 2005، آخذة في التوسع والازدياد شيئًا فشيئًا، الأمر الذي شكّل ضغطًا من نوع آخر على الحكومة الإسرائيلية، وكان له تداعيات مقلقة على أصعدة شتى. وإن كانت حتى الآن لم تجْنِ ثمارها المرجوّة، إلا أنها أضرت بـ "إسرائيل"، واعتبرها الإسرائيليون التحدي الأكبر، الذي ينبغي على "إسرائيل" مواجهته في العقد الأخير.

ويبدو أن التحدي الذي فرضته حركة المقاطعة بات ثقيلاً على الحكومة الإسرائيلية، التي فعّلت في العامين الأخيرين وسائلها لمحاربة تلك الحركة بشكل فعّال، عن طريق تفعيل دعاية مضادة هدفها تلميعُ وجه "إسرائيل" في أوروبا تحديدًا، والتضييق على النشطاء المحليين القائمين على حركة المقاطعة، علاوة على مخاطبتها الدول التي تنشط فيها تلك الحركة للتضييق عليها، ووصل الأمر بالحكومة الإسرائيلية لدرجة اتهام الدول التي تغضّ الطرف عن نشطاء حركة المقاطعة، بأنها دول لاسامية، وبأن القائمين على الحركة لاساميين تقليديين (أخبار العاشرة، 2014).

أخذت حركة المقاطعة العالمية بالتوسع والانتشار، مما دفع الحكومة الإسرائيلية لوضع خطط لمواجهتها، علاوة على تجريم القائمين عليها. أمام تلك الحقائق هناك العديد من الأسئلة المطروحة، ولعلّ أبرزها: هل فعلاً أثّرت حركة المقاطعة على "إسرائيل"؟، وإلى أي مدى كان تأثيرها؟ وكيف أسهمت في إحداث تفاعل عالمي حولها؟ وكيف تعمل "إسرائيل" على مواجهتها؟ 

حركة المقاطعة العالمية BDS التأسيس والأهداف

حركة المقاطعة The Boycott, Divestment, Sanctions (BDS)، هي حركة فلسطينية، امتدت إلى العالمية، تهدف إلى كشف ممارسات الاحتلال وفضح عنصريته، وإلى وقف كافة أشكال التطبيع معه. وقد انطلقت الحركة في التاسع من أيلول عام 2005، وهي اختصار لثلاث كلمات، مقاطعة، وسحب استثمارات، وفرض عقوبات. وهي تتكون من 171 مؤسسة داعمة ومتعاطفة مع الشعب الفلسطيني (فلدمان، 2015). 

ترى الحركة أن استمرار العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، هو جزء من الظلم الواضح الواقع على الشعب الفلسطيني، ونوع من النفاق العالمي لـ "إسرائيل". وتتخذ حركة المقاطعة العالمية من تجربة جنوب إفريقيا، التي أجهزت على نظام الفصل العنصري هناك، نموذجًا يحتذى به (الصالح، 2015). وتَعتبِر الحركة نفسها جزءًا لا يتجزأ من النضال الفلسطيني الأشمل.

ولحركة المقاطعة العالمية ثلاثة مبادئ أساسية، هي:

أولاً: المقاطعة، تستهدف الحركة مقاطعة منتجات شركات إسرائيلية، وأخرى دولية تتعاون مع "إسرائيل"، وتحقق أرباحها على حساب الشعب الفلسطيني المحتل. وعلاوة على  مبدأ المقاطعة في المجال الاقتصادي، وهو الأبرز، فإن الحركة تركّز أيضًا على مقاطعة الأنشطة الرياضية والأكاديمية والفنية مع المحتل الإسرائيلي (منيب، 2016).

ثانيًا: سحب الاستثمارات، حيث تدعو الحركة إلى سحب التمويل من الشركات الإسرائيلية والشركات الدولية الداعمة للاحتلال، عبر بيع أسهمها والامتناع عن الاستثمار فيها، كما تشجع جميع المؤسسات الاقتصادية والأكاديمية على استغلال مكانتها الاقتصادية، للضغط على "إسرائيل" لإنهاء تجاهلها لحقوق الفلسطينيين (فلدمان، 2015).

ثالثًا: العقوبات، تعمل الحركة العالمية لمقاطعة "إسرائيل" على تنظيم حملات لنشر الوعي بأهمية فرض عقوبات على "إسرائيل"، لإجبارها على احترام حقوق الفلسطينيين، ودفع الدول باتجاه الضغط على دولة الاحتلال لتمنح الفلسطينيين حريتهم، سواء أكانوا لاجئين في الشتات، أم في الضفة والقطاع المحاصر، أم في الأراضي المحتلة عام 1948 (منيب، 2016).

توسع نشاط حركة المقاطعة

استطاعت حركة المقاطعة، وعلى خلاف توقعات الحكومة "الإسرائيلية"، أن تتوسع وتنتشر لنطاقات عالمية، فقد استطاعت أن تتمدد لتصل بشكل أساسي إلى الولايات المتحدة، وكندا، وأوروبا، والوطن العربي، علاوة على العديد من الدول الأخرى (الصالح، 2015). ورغم مرور أكثر من عشر سنوات على تأسيسها، إلا أن النتائج الحقيقية لحركة المقاطعة، بدأت تظهر خلال الثلاث سنوات الأخيرة، مع زيادة الغطرسة الاحتلالية للحكومة اليمينية في "إسرائيل" (جرابعة، 2015).

وقد تمكنت حركة المقاطعة العالمية من الوصول إلى بعض المؤسسات اليهودية في الخارج، وتحديدًا في الولايات المتحدة الأمريكية (كوشمرو، 2015). وحسب التقرير الذي أصدره معهد أبحاث "إسرائيل"، فإن منظمة JVP اليهودية، تعمل من أجل منع الاستثمارات في "إسرائيل"، والأبعد من ذلك أنها تعمل ضد هجرة اليهود إلى "إسرائيل" (برندشتاين، 2013). 

لقد كانت الولايات المتحدة، ودول الاتحاد الاوروبي أكثر الدول تفاعلاً مع المقاطعة بكافة أشكالها، والجدول التالي يبين نماذج من المقاطعة العالمية (ايخانار ا.، 2015)، (الصالح، 2015)، (بوابة اقتصاد فلسطين، 2016)، (أخبار الثانية، 2013)، (ليفي، 2016):
 

 (1) نماذج من المقاطعة العالمية

 

الولايات المتحدة

بريطانيا

بلجيكا

كندا

 

نقابة العاملين في السلك الطبي والبحثي في جامعات فلوريدا تقاطع "إسرائيل".

نقابة الصحفيين تطالب بمقاطعة "إسرائيل"، وفرض عقوبات عليها.

إلغاء معرض "تل أبيب" بضغط من حركة المقاطعة.

نقابة عمال البريد تتبنى سياسة مقاطعة "إسرائيل".

 

منظمات أكاديمية بحثية توقف التعاون مع مؤسسات أكاديمية في "إسرائيل".

400 شخصية أكاديمية توقع على كتاب يطالب بمقاطعة "إسرائيل"، وفرض عقوبات اقتصادية عليها.

إعلان 450 أكاديميًّا انضمامهم لحركة المقاطعة العالمية.

اتحاد الطلبة في جامعة ماك ماستر يصوت بأغلبية ساحقة على قرار بالانضمام إلى حركة المقاطعة.

 

منذ بداية عام 2015، كان هناك 520 حادثة أو فعالية مناهضة "لإسرائيل"، في الولايات المتحدة، ما يمثّل ارتفاعًا بنسبة 38%.

روجر فترس، يقود حملات المقاطعة الثقافية ضد "إسرائيل".

اتحاد الطلبة البلجيكيين يدعو إلى مقاطعة أكاديمية واسعة ضد "إسرائيل".

اتحاد نقابات العمال في ولاية كويبك يقرر الانضمام لحركة المقاطعة BDS ودعم فرض حظر عسكري على "إسرائيل".

 

صندق تقاعد مركزي يسحب استثماراته من شركة كتربيلر، كونها تمتلك علاقات تجارية مع "إسرائيل".

700 فنان يقاطعون "إسرائيل" لحين انتهاء القمع الاحتلالي ضد الفلسطينيين.

منظمات التنمية والتضامن البلجيكية تطالب بفرض حظر بيع الأسلحة لـ "إسرائيل" وتعليق اتفاقية الشراكة معها.

الكنيسة البروتستانتية في فانكوفر تعلن عن انطلاق حملة لمقاطعة منتجات المستوطنات.

 

 

 

النرويج

 

هولندا

 

زيارة المغنية لورين هيل لـ "إسرائيل" أُلغيت بعد ضغط BDS.

نقابة الطلاب التي تضم الملايين من الطلاب، تقرر الانضمام إلىBDS.

 

120 محاضرًا في جامعة نيويورك، معقل الصهيونية والتشدد اليهودي، يقررون مقاطعة "إسرائيل".

كلية الدراسات الشرقية والإفريقية «SOAS» تصوت بأغلبية ساحقة على قرار غير ملزم لإدارة الجامعة لمقاطعة المؤسسات الأكاديمية والبحثية "الإسرائيلية".

صندوق التقاعد الحكومي في النرويج يقوم ببيع أسهمه في شركة "إلْبيت معرخوت الإسرائيلية"، بسبب دورها في بناء جدار الفصل.

شركة "فيتنس" للمياه في هولندا تعلن عن وقف التعامل مع شركة المياه "الإسرائيلية" مكوروت.

 

ايرلندا

جنوب افريقيا

فرنسا

استراليا

 

نقابة العمال الإيرلندية تقاطع منتجات وخدمات الشركات "الإسرائيلية".

الحكومة تعلن أن وزراءها لن يزوروا "إسرائيل" تضامنًا مع الفلسطينيين.

شركة فيوليا الفرنسية العملاقة، تبيع معظم أعمالها في دولة الاحتلال، بعد خسارتها لعقود بمليارات الدولارات.

أصحاب محلات يتلقون تهديدات إذا استمروا ببيع البضائع "الإسرائيلية".

 

منظمة المعلمين المحلية، توقف كل تعاون ثقافي أو أكاديمي مع "إسرائيل"، وهو أول تنظيم في الاتحاد الأوروبي ينضم للمقاطعة.

20 شركة تلغي تعاقدها مع شركة الخدمات الأمنية البريطانية الدنماركية "G4S"، تعبيرًا عن رفضها لتعاونها الأمني مع "إسرائيل"

جامعات ميري كيري وليل، تقاطع الأكاديميين "الإسرائيليين".

إغلاق مصانع تابعة لشركة "إلبيت الإسرائيلية"، المتخصصة في إنتاج محركات للطائرات

 

 

تجدر الإشارة هنا إلى أن غالبية إنجازات حركة المقاطعة كانت، في السنوات الثلاث الأخيرة، جزءًا من تلك النجاحات، التي تُضاف إليها نجاحات أخرى في دول أوروبية وعربية ولاتينية. لقد تجلى نجاح الحركة في قيام الاتحاد الاوروبي بالموافقة على وسم منتجات المستوطنات الإسرائيلية، الذي ترك صدىً في أروقة الدولة العبرية (ايخانار ا.، 2015). 

تأثير حركة المقاطعة على "إسرائيل"

استطاعت حركة المقاطعة، بفعالياتها المختلفة، أن تُحدث العديد من التأثيرات، الاقتصادية والسياسية والثقافية، على "إسرائيل"، وصلت إلى حد النقاش حول شرعية الدولة، ومن هذه التأثيرات ما يلي:

1.    التأثير الاقتصادي:

رغم ادعاء الحكومة الإسرائيلية في أكثر من مناسبة، أن حركة المقاطعة ليس لها تأثيرات اقتصادية ذات مغزى عليها، إلا أن تقريرًا داخليًّا حاولت الحكومة إخفاءه، أظهر أن التأثيرات كبيرة، وستكون لها تداعيات خطيرة (جليكو، 2015)، حيث تشير المعطيات إلى تراجع الاستثمارات، وتراجع الصادرات الإسرائيلية إلى الخارج، وفقدان الكثير من الإسرائيليين لأعمالهم، علاوة على تراجع مبيعات الشركات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي تُعتبر ثاني أكبر مستهلك للبضائع الإسرائيلية بعد الولايات المتحدة، ويوضح الجدول رقم (2) بعض هذه المعطيات (معهد التصدير، 2016)، (فرنكل، 2016)، (جليكو، 2015)، (بوابة اقتصاد فلسطين، 2016).
 

 (2) نماذج من تأثير المقاطعة اقتصاديًّا على "إسرائيل"

 

الاستثمارات المباشرة في "إسرائيل"

تراجعت بنسبة 46%

الضرر جراء إلغاء الصفقات التجارية

يُقدّر بـ 1.2 مليار دولار سنويًّا

صادرات المستوطنات إلى أوروبا

تراجعت بـ 300 مليون دولار سنويًّا

صادرات الكوزمتكس الإسرائيلية إلى أوروبا

تراجعت بنسبة 31%

الناتج القومي الإسرائيلي

يُتوقع أن يتراجع ما بين 28-56 مليار دولار خلال العشر سنوات القادمة

البطالة في "إسرائيل"

10 آلاف عامل يفقدون عملهم خلال عامين

صادرات الماس الإسرائيلي

تراجعت بنسية 23%

الصادرات الزراعية الإسرائيلية

تراجعت بنسبة 16%

الصادرات الصناعية الإسرائيلية

تراجعت بنسبة 7.5%

يُذكر أن هذا ما تم السماح بنشره، إذ إن وزير المالية السابق يائير لبيد، يرى أن حجم الخسائر المتوقعة أكبر من ذلك، فقد توقع لبيد أن تتراجع الصادرات تجاه أوروبا بنسبة 20%، وأن تتراجع الصادرات عامة بمقدار 5 مليارات دولار، ويتراجع  الناتج المحلي بمقدار 3 مليارات دولار سنويًّا (جليكو، 2015). وعاد لبيد للتأكيد على أن حركة المقاطعة ستسهم في تراجع الصادرات بنسبة 30% (شمفلبي، 2015). وقد جاءت أقوال لبيد بعد 9 شهور من تركه للحكومة. وتجدر الإشارة هنا إلى أن نسبة النمو التي سجلها السوق الإسرائيلي في الربع الأول من عام 2016، كانت فقط 0.8% (بسوك، 2016).

2. التأثير السياسي: 

ساهمت حركة المقاطعة في إيجاد نوع من التوتر بين "إسرائيل" وبين العديد من الدول، وقد جاء هذا التوتر على خلفية اعتقاد "إسرائيل" بأن الدول التي تدعم وتؤيد حركة المقاطعة، هي دول تتميز بدرجة نفاق عالٍ، وتقف مع الجلاد ضد الضحية (ربيد ب.، 2015). وأكثر ما يقلق "إسرائيل" في فعاليات المقاطعة العالمية، هو تخوفها من تراجع شرعيتها التي بدأت تهتز في الآونة الأخيرة، إذ تعتبرها "إسرائيل" تحديًا حقيقيًا (فيشمان، 2012). علاوة على إدراك "إسرائيل" أنه في حال استمرار المقاطعة، فإنها قد تؤثر سلبيًّا على الدعم الغربي لها، وتحديدًا الدعم الامريكي، في ظل تحول المقاطعة لموضوع مركزي في حملة الانتخابات الأمريكية (منيب، 2016).

ويبدو أن "الحصانة" التي تمتعت بها "إسرائيل"، ولسنوات طويلة لدى شعوب الدول العظمى، قد تراجعت، ولم تعد كما كانت عليه سابقًا، فقد أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد IPSOS مؤخرًا، وعلى خلفية المقاطعة لـ "إسرائيل"، أن 33% من الأمريكيين، و40% من البريطانيين، يعتقدون أن مقاطعة "إسرائيل" هي أمر مشروع (باروخ، 2016). 

وقد اعتبر الدكتور كوبي ميخال، وهو باحث كبير في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أن حركة المقاطعة، تمثّل وتُظهر فكرة عدم شرعية دولة "إسرائيل" عالميًّا (ميخال، 2015). وفي "إسرائيل"، يسود شعور بأن حركة المقاطعة نجحت في رفع منسوب الشعور باللاشرعية عند اليهود، والإحساس بالكره في العالم (شمفلبي، 2015)، واستطاعت أن ترفع الصوت عاليًا في أوروبا وغيرها، مطالبةً بالقضاء على "إسرائيل" بصفتها دولة قومية لليهود (شربيط و ميخال، 2016).

لقد أصبحت ممارسات "إسرائيل" على الأرض نقاشًا أساسيًّا في الدول الغربية، التي بدأت تناهض تلك الممارسات، الأمر الذي يُظهر أن حركة المقاطعة ساهمت في إعادة جوهر القضية الفلسطينية، وإظهار الشعب الفلسطيني ضحية، وذلك من خلال عملها الدؤوب لنزع الشرعية عن دولة الاحتلال، وسعيها في نشر فكرة أن اليهودية هي ديانة وليست قومية، وأن تاريخ الأراضي الفلسطينية، كان ذا أغلبية فلسطينية واضحة، وأقلية يهودية تعيش فيها باحترام (ميخال، 2015).

 3. التأثير الثقافي والأكاديمي:

تركت العزلة الأكاديمية، التي باتت تشعر بها "إسرائيل" على مستوى العالم، آثارًا واضحة، ونقاشًا واسعا بضرورة التصدي لها بخطط شاملة، وبمشاركة المؤسسات اليهودية والإسرائيلية في العالم؛ لأن المقاطعة الأكاديمية، حسب بعضهم، هي رأس الأفعى (جبريالي، 2016). 

وقد امتدت المقاطعة لتشمل منتجات أدبية وثقافية قامت بتمويلها الحكومة الإسرائيلية، مما تسبب في إفشال العديد من المشاركات الأدبية والأكاديمية للكثير من الإسرائيليين في الخارج. ورغم أن المقاطعة موجهة بالأساس ضد المؤسسات، إلا أنها مسّت، بطريقة غير مباشرة، الكثير من الإسرائيليين بشكل فردي (تمير، 2015).

ووفق المعطيات الإسرائيلية، فإن مئات المؤسسات، وعشرات الآلاف من الشخصيات البارزة، تقاطع "إسرائيل" أكاديميًّا وثقافيًّا، وعلى رأسهم جامعات ومؤسسات بحثية وشخصيات في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإيرلندا (جبريالي، 2016). 

تُعتبَر المقاطعة الثقافية والأكاديمية هي المولّد الحقيقي لغيرها من أنواع المقاطعة، وهي المسبب الرئيس لشعور "إسرائيل" بنوع من تراجع الشرعية، وذلك لأنها تنشط مع الطبقة المثقفة والأدبية، التي تتمتع بتأثير كبير. لذا كان للمقاطعة الأكاديمية صدىً داخلي كبير، فقد أدرك رؤساء الجامعات الإسرائيلية أن استمرار حركة المقاطعة بزخمها، سيجعل من "إسرائيل" على مدى ليس ببعيد، دولة معزولة أكاديميًّا (منيب، 2016). 

يكمن التخوف الإسرائيلي في أن المقاطعين سيصبحون في المستقبل القريب رؤساء لتلك الجامعات، مما سيجعل المقاطعة أكثر قوّة (منيب، 2016). وتزداد خطورة المقاطعة الأكاديمية في التأثير على البحث العلمي في "إسرائيل"، والذي يعتمد فيها على الشراكة العالمية، وبالتالي سيكون له انعكاسات متوقعة على الصناعة والاقتصاد الإسرائيلييْن (بورتال هكرمل، 2016). 

"إسرائيل" في مواجهة حركة المقاطعة

رغم قناعة "إسرائيل" في البداية بأن حركة المقاطعة لن يكون لها تأثيرات أو تداعيات، إلا أن النتائج على الأرض دفعت الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، إلى العمل على مواجهتها، فقد اتخذت العديد من الإجراءات التي تركزت في عدة مسارات، أبرزها:

أولاً: الملاحقة القانونية لأنصار المقاطعة: حيث إن الكنيست الإسرائيلي، وبعد اشتراك العديد من الشخصيات الإسرائيلية اليسارية في حركة المقاطعة العالمية، أقرّ قانون المقاطعة سنة 2011، والذي ينصّ على أن أي نداء علني بمقاطعة "إسرائيل" أكاديميًّا أو اقتصاديًّا أو ثقافيًّا، لإنسان أو مؤسسة إسرائيلية، يُعتبَر ضررًا ضد الدولة، ويستوجب محاكمة من قام به (كنيست بتوخا، 2011). علاوة على ذلك، بادرت وزيرة العدل الإسرائيلية أييلت شاكيد، إلى خطة من أجل مواجهة نشطاء الحركة أمام ساحات القضاء العالمي، بتهمة العنصرية واللاسامية (كهانا، 2015).

ثانيًا: التواصل مع الدول الأخرى والضغط عليها: فقد استخدمت الحكومة الإسرائيلية، وبضغط كبير، علاقاتها الخارجية للحد من تأثيرات حركة المقاطعة، إذ استطاعت من خلال تلك العلاقات تحقيق نتائج إيجابية في مناهضة حركة المقاطعة، منها إقناع عشرات الولايات في الولايات المتحدة بإقرار قوانين تجرّم من يقاطع "إسرائيل" (كوهن، 2016). كما استطاعت "إسرائيل" من خلال علاقاتها أن تدفع مدنًا عالمية لمحاربة حركة المقاطعة، ومن أمثلة ذلك أن عمدة لندن أزال مؤخرًا يافطات اعتُبرت عنصرية ضد "إسرائيل"، كما أعطى حاكم نيويورك أوامره بمقاطعة كل من يقاطع "إسرائيل" وذلك تحت شعار: "أنت مقاطِع لإسرائيل إذن أنت مقاطَع"، كما فعّلت "إسرائيل" شعار معاداة السامية للتخفيف من تأثير حركة المقاطعة (هآرتس، 2016). 

ثالثًا: تجنيد مؤسسات إسرائيلية ويهودية في الخارج ضد حركة المقاطعة: فقد عمدت "إسرائيل" إلى استنهاض وتفعيل كافة المؤسسات اليهودية والإسرائيلية في الخارج، بهدف تجسيد دعاية مضادة لدعاية حركة المقاطعة، فمؤخرًا جسّدت حركة طلابية يهودية في الخارج، جلّ عملها للوقوف بوجه الـ BDS، ليس عبر الدفاع عن "إسرائيل" فحسب، بل أيضًا عبر إنشاء مهرجانات داعمة لها (شومفلبي، 2016). وقد طالبت "إسرائيل" تلك المنظمات والحركات الطلابية، بالتأكيد على سعيها للسلام ورغبتها به (كروفيكين، 2016).

رابعًا: القيام بحملة دعاية مضادة: فمنذ عام 2015، وبعد تنبُّه "إسرائيل" إلى خطورة الـ BDS،  بدأت العمل على تفعيل دعاية مضادة، من خلال إرسال بعثات إلى الخارج وتدشين مواقع إلكترونية، والقيام بحملات دعائية، للتعريف بها، والدفاع عنها (سيجل، 2016). علاوة على ذلك، فعّلت "إسرائيل" نشاط دبلوماسييها للحد من تأثير المقاطعة (جرون، 2016). وردًّا على الـ BDS، اقترحت "إسرائيل" مؤخرًا على الأمم المتحدة إشراك جزء من قواتها في قوات حفظ السلام، ومساعدة الدول الفقيرة والنامية (جرون، 2016).

الخلاف الداخلي الإسرائيلي حول حركة المقاطعة العالمية

ساهمت حركة المقاطعة في إيجاد مساحة من الخلاف الداخلي الإسرائيلي، ففي حين قللت الحكومة، وتحديدًا رئيسها بنيامين نتنياهو، في بداية ولايته الأولى، من شأن حركة المقاطعة، اعتبرها آخرون خطرًا حقيقيًّا يوازي المخاطر الأمنية التي تحيط "بإسرائيل". وكان تقرير مراقب الدولة قد أشار مؤخرًا إلى أن سياسة الحكومة برئاسة نتنياهو، وإضعافها وزارة الخارجية،  وتوزيع صلاحياتها بين الوزارات، ساهم في إضعاف قدرة "إسرائيل" على مواجهة حركة المقاطعة BDS (رابيد، 2016).

وقد تعرضت طريقة التصدي لحركة المقاطعة، لخلافات إسرائيلية واضحة حول الآليات التي يجب اتباعها. فقد أصرّ بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة، على مهاجمة الحركة والدول التي تنشط فيها، والتركيز على اتهامها باللاسامية والعنصرية، ومطالبتها بالخجل مما تقوم به، معتبرًا أن حركة المقاطعة تضرّ بالفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء (القناة الثانية، 2015). ولكن آخرين رأوْا أن مهاجمة حركة المقاطعة والدول التي تدعمها دون العمل على الأرض، سيساهم في مزيد من نشاطها، ولذا يجب على بنيامين نتنياهو والحكومة، تفعيل الجانب الدبلوماسيّ لمواجهتها، حيث إن العمل السياسي أنجع وأفضل، من وجهة نظرهم (شمفلبي، 2015).

وذهبت أطراف أخرى في المعارضة، كزهافا جلاؤون زعيمة حزب ميرتس، ويتسحاق هرتسوغ زعيم المعارضة، بأن الطريقة الأفضل للوقوف بوجه المقاطعة هي العمل السياسي، والدبلوماسية الناعمة، والعودة إلى مسار التسوية مع الفلسطينيين، لدرجة أن هيرتسوغ اشترط من أجل  الانضمام للحكومة أن تتم العودة للمسار السياسي والمفاوضات (ليس، 2016).

كما يبدو أن نتائج المقاطعة، وحجم النقد الداخلي لسياسة نتنياهو في مواجهتها، دفعته لتفعيل الدبلوماسية، فقد أوكلت الحكومة الإسرائيلية لوزير الشؤون الإستراتيجية جلعاد أردان، مهمة العمل على محاربة الـ BDS، والذي بدأ مؤخرًا بسلسلة من الخطابات الموجهة لأصحاب القرار في العالم، ومجموعة من اللقاءات والندوات والاجتماعات، مع العديد من السفراء والمؤسسات والمنظمات العالمية، بهدف فحص إمكانية الوقوف معًا ضد حركة المقاطعة (ربيد ب.، 2016). إلا أن أطرافًا واسعةً في المعارضة لا زالت تطالب، من أجل الوقوف أمام حركة المقاطعة، بتفعيل دور وزارة الخارجية، التي يُتهم نتنياهو بإضعافها. ويبدو أن الخلاف حول طبيعة المواجهة، نابع من طبيعة الخلاف اليميني اليساري، في النظر إلى مختلف الملفات، وفي أحيان كثيرة يدخل في نطاق المناكفات السياسية.

خاتمة

أصبحت حركة المقاطعة BDS، والتي تنبهت عدة أطراف إسرائيلية لخطورتها، وبدأت الحكومة الإسرائيلية في مواجهتها مؤخرًا، مصطلحًا مألوفًا في الإعلام الإسرائيلي وأروقة الكنيست، وأيضًا لدى متخذي القرارات في "إسرائيل"، فقد استطاعت الحركة أن تحدِث تأثيرات باتت "إسرائيل" تستشعرها، وتدرك أنها تشكل مخاطر حقيقية في المستقبل، وعلى شتى المستويات، ولعلّ أبرزها الشعور الإسرائيلي بتراجع شرعيتها.

قد تستطيع "إسرائيل" التغلب على بعض النجاحات الاقتصادية لحركة المقاطعة، وهي تدرك أنه بإمكانها التأثير سياسيًّا من خلال استخدام الضغط الدبلوماسي للولايات المتحدة، إلا أن الشعور بالخطر الذي تمثّله حركة المقاطعة، يكمن في قدرتها على كشْف حقيقة "إسرائيل" أمام جمهور كبير مغيّب، وبالتالي التأسيس لمرحلة هامة، تكون فيها "إسرائيل" أقرب إلى فقدان الشرعية، التي اعتبرها ديفيد بن جوريون يومًا ما، الهدف الأسمى للحكومات الأولى، التي تعاقبت على حكم الدولة العبرية. شعور بن جوريون امتد ليشمل قطاعًا واسعًا من السياسيين والأكاديميين الذين باتوا يجاهرون بـ "דה לגיטימציה" أي عدم الشرعية، التي أصبحت مصطلحًا شائعًا في أروقة الدولة العبرية.

من هنا، نشأ تيار "إسرائيلي" واسع طالب منذ البداية بضرورة التصدي لخطورة حركة المقاطعة. ورغم تعنت الحكومة برئاسة نتنياهو في البداية، إلا أنها تنبهت مؤخرًا، وتحديدًا منذ منتصف عام 2015، لفاعلية هذه الحركة، وبدأت العمل على محاربتها. إلا أن نجاحات حركة المقاطعة، والتي باتت عنوانًا بارزًا في العديد من المؤتمرات الإسرائيلية الإستراتيجية الهامة، كمؤتمر هرتسيليا، ومعهد دراسات الأمن القومي "INSS"، تشير إلى حجم تأثير الحركة، ومدى خطورتها على دولة الاحتلال الإسرائيلي. 

 

 

 

 

المراجع:    

اتيلا شمفلبي. (3 حزيران, 2015). لبيد مزهير متوتسؤوت هخيرم: تسريخ لنتسخ بزيرا همدينيت (لبيد يحذر من نتائج المقاطعة: يجب الانتصار في الساحة السياسية). تم الاسترداد من يديعوت احرونوت: 
http://www.ynet.co.il/articles/0,7340,L-4664467,00.html
اتيلا شومفلبي. (23 شباط, 2016). كاخ نابكيم ستودنتيم بخيرم عل يسرائيل (هكذا يواجه الطلاب الإسرائيليين المقاطعة). تم الاسترداد من يديعوت أحرونوت:
http://www.ynet.co.il/articles/0,7340,L-4769752,00.html
أخبار الثانية. (6 نيسان, 2013). ايرلند هكريزا: حيرم اكاديمي عل يسرائيل (إيرلندا تعلن: مقاطعة ثقافية على إسرائيل). تم الاسترداد من القناة الثانية:
http://www.mako.co.il/news-world/international/Article-22aa92d17dedd31004.htm
أخبار العاشرة. (17 شباط, 2014). نتنياهو عل ايوم هخيرم: "همخريميم انتيشيميم كلاسييم" (نتنياهو عن تهديد المقاطعة: المقاطعون لاساميون تقليديون). تم الاسترداد من القناة العاشرة.
ارئيل كهانا. (17 حزيران, 2015). عوبريم لهتكفا: يسرائيل تتباع بعلي خيرم برخبي هعولام (انتقال للهجوم: إسرائيل تلاحق قضائيًّا المقاطعين في كافة أرجاء العالم). تم الاسترداد من nrg
: http://www.nrg.co.il/online/1/ART2/702/635.html
القناة الثانية. (11 تشرين ثاني, 2015). نتنياهو عل ههخلتا لسمن موتسري هتنخلويوت: هايخود هايروبي تسريخ لهتبييش (نتنياهو عن تعليم منتجات المستوطنات: الاتحاد الأوروبي يجب أن يخجل). تم الاسترداد من القناة الثانية:
http://www.mako.co.il/news-military/israel-q4_2015/Article-e19fff13bc6f051004.htm
اور سيجل. (28 آذار, 2016). دعا: كلي تكشورت نيجد هخيرم (رأي: وسائل إعلامية ضد المقاطعة). تم الاسترداد من التلفاز الاجتماعي: 
http://tv.social.org.il/updates/45559
ايتامار ايخانار. (2 حزيران, 2015). حيزوك لحيرم عل يسرائيل: ايجود هستودنتيم ببريطانيا هتسترف لتنوعات بي دي أس (زيادة قوة المقاطعة لإسرائيل: نقابة طلاب بريطانيا تنضم للبي دي أس). تم الاسترداد من يديعوت أحرونوت:
http://www.ynet.co.il/articles/0,7340,L-4664233,00.html
ايتمر ايخانار. (11 تشرين ثاني, 2015). ايروبا ايشرا تجيت هتنخلوت عل موتسريم (أوروبا صادقت على وسم منتجات المستوطنات). تم الاسترداد من يديعوت اخرونوت:
http://www.ynet.co.il/articles/0,7340,L-4723958,00.html
ايلي برندشتاين. (10 تموز, 2013). ارجون يهودي بارتسوت هبريت مكدم خيرم عل يسرائل (منظمة يهودية في الولايات المتحدة تعمل لمقاطعة إسرائيل). تم الاسترداد من NRG:
http://www.nrg.co.il/online/1/ART2/489/134.html
باراك ربيد. (11 تشرين ثاني, 2015). نتنياهو عل سيمون موتسري هتنخليوت: هايخود هايروبي تسريخ لهتبييش (نتنياهو عن تعليم منتجات المستوطنات: الاتحاد الأوروبي يجب أن يخجل). تم الاسترداد من هآرتس:
http://www.haaretz.co.il/news/politics/1.2774172
براك رابيد. (24 أيار, 2016). ماباك بسمخويوت عل مسردي هممشلا مشتك ات هماباك نيجد بي دي اس (الصراع في الصلاحيات بين وزارات الحكومة يقضي على مناهضة البي دي إس). تم الاسترداد من هآرتس: 
http://www.haaretz.co.il/news/mevaker/.premium-1.2953730
براك ربيد. (20 حزيران, 2016). اردان بتاخ بسيخوت عم جاي ستريت عل شيتوف بعولا نيجد بي دي اس بارتسوت هبريت (أردان افتتح محادثات مع جون ستريت للعمل معًا ضد البي دي إس في الولايات المتحدة). تم الاسترداد من هآرتس: 
http://www.haaretz.co.il/news/politi/.premium-1.2981142
بنينا شربيط، و كوبي ميخال. (اذار, 2016). توفاعات هداليجيتيماتسيا شل يسرائيل (ظاهرة اللاشرعية لإسرائيل). معهد دراسات الأمن القومي inss، صفحة 77.
بوابة اقتصاد فلسطين. (28 كانون ثاني, 2016). (بي دي إس) تزداد قوة وتزعزع إسرائيل خلال 2015. تم الاسترداد من بوابة اقتصاد فلسطين: 
http://www.palestineeconomy.ps/article/4943/
بورتال هكرمل. (26 أيار, 2016). ام ترتسو اكاديميم يسرائيليم بشيروت بي ديإس (إن أردتم أكاديميين إسرائيليين في خدمة المقاطعة). تم الاسترداد من بورتال هكرمل:
http://www.karmel.co.il/index.php?option=com_content&task=view&id=39594
بيلي فرنكل. (7 نيسان, 2016). هشفعات هخيرم عل يسرائيل: تسنيحا بيتسو كوزمتيكا (تأثير المقاطعة على إسرائيل: تراجع صادرات الكوزمتكس). تم الاسترداد من كلكلا:
http://www.ynet.co.il/articles/0,7340,L-4788609,00.html
تساخي جبريالي. (28 شباط, 2016). روش هناخش: عخيرم هاكاديمي عل يسرائيل (رأس الحية: المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل). تم الاسترداد من يديعوت أحرونوت:
http://www.ynet.co.il/articles/0,7340,L-4771708,00.html
تيلي كروفيكين. (2 حزيران, 2016). ههنخيوت هخدشوت لهسبرا بكمبوسيم بارتسوت هبريت: دكلمو سرائيل روتسا شلوم (التعليمات الجديدة للإعلام في المهرجانات في الولايات المتحدة: ركزوا على مسألة إسرائيل تريد السلام). تم الاسترداد من هآرتس: 
http://www.haaretz.co.il/news/world/america/.premium-1.2963618
حان تمير. (4 كانون ثاني, 2015). هخيرم هتربوتي عل يسرائيل: ديون فخشبون (المقاطعة الثقافية لإسرائيل: نقاش ومحاسبة). تم الاسترداد من عيرب راف: 
http://erev-rav.com/archives/34747
د. محمود جرابعة. (8 تموز, 2015). حركة مقاطعة إسرائيل: الإنجازات، المعوقات، الآفاق. تم الاسترداد من الجزيرة للدراسات: 
http://studies.aljazeera.net/ar/reports/2015/07/2015769545943866.html
داني كوشمرو. (17 تموز, 2015). ميوخاد هيهوديم شعومديم مأخوري هخيرم عل يسرائيل (خاص: اليهود اللذين يقفون وراء المقاطعة ضد إسرائيل). تم الاسترداد من القناة الثانية: 
http://www.mako.co.il/news-military/israel-q3_2015/Article-990df63642d9e41004.htm
دبرا كوهن. (6 حزيران, 2016). عسروت مدينوت بارتسوت هبريت مكدموت حكيكا نجد كشريم عم بي دي اس (عشرات الولايات في أمريكا تسنّ قوانين ضد العلاقات مع بي دي إس). تم الاسترداد من هآرتس: 
http://www.haaretz.co.il/news/world/america/.premium-1.2967310
علي الصالح. (25 نيسان, 2015). حركة المقاطعة "BDS" عشر سنوات من الإنجازات. تم الاسترداد من المركز الفلسطيني للإعلام:
https://www.palinfo.com/articles/2015/4/25/%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B7%D8%B9%D8%A9-%C2%ABBDS%C2%BB-%D8%B9%D8%B4%D8%B1-%D8%B3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%AC%D8%A7%D8%B2%D8%A7%D8%AA
عمور شوبرط. (4 شباط, 2015). هحزيت هكلفورنيت: تنوعات هخيرم عل يسرائيل متخزكت (جبهة كلفورنيا: حركة مقاطعة إسرائيل تزداد قوة). تم الاسترداد من هآرتس:
http://www.haaretz.co.il/magazine/.premium-1.2557661
عميت فلدمان. (3 حزيران, 2015). تنوعات هخيرم 171 ارجونيم نيجد يسرائيل (حركة المقاطعة 171 منظمة ضد إسرائيل). تم الاسترداد من القناة الثانية: 
http://www.mako.co.il/news-military/israel-q2_2015/Article-e5cba8646b7bd41004.htm
عمير منيب. (10 نيسان, 2016). ايخ حلحلا تنوعات هحيرم عل يسرائيل، هبي دي اس ال هاكديميا هامريكيت (كيف تسربت حركة مقاطعة إسرائيل إلى الأكاديمية الأمريكية). تم الاسترداد من القناة العاشرة: 
http://news.nana10.co.il/Article/?ArticleID=1183824
عوزي باروخ. (30 أيار, 2016). شليش مهامريكانيم تومخيم بخيرم عل يسرائيل (ثلث الأمريكان مع مقاطعة إسرائيل). تم الاسترداد من القناة السابعة: 
http://www.inn.co.il/News/News.aspx/323061
كنيست بتوخا. (11 تموز, 2011). خوك ايسور هتالت خيرم خوك خداش (قانون منع فرض مقاطعة، قانون جديد). تم الاسترداد من كنيست بتوخا: 
https://oknesset.org/bill/2849/
كوبي ميخال. (13 آب, 2015). مفجاش بنوسي هدا ليجيتيماتسيا شل يسرائيل (لقاء في موضوع مناهضة شرعية إسرائيل). تم الاسترداد من معهد دراسات الأمن القومي:
http://heb.inss.org.il/index.aspx?id=4351&eventid=10440
معهد التصدير. (آذار, 2016). هتفتخوت فمجموت بيتسو هيسرائيلي (تطور واتجاهات التصدير الإسرائيلي). المعهد الإسرائيلي للتصدير، صفحة 5. تم الاسترداد من المعهد الإسرائيلي للتصدير والشراكة العالمية.
موتي بسوك. (30 أيار, 2016). بنك هبوعليم هوريد ات تخزيت هتسميحا م 2.8% الى 2.2% (بنك العمال أنزل توقعاته بالنمو من 2.8% الى 2.2%). تم الاسترداد من ذ ماركر:
http://www.themarker.com/news/1.2959416
هآرتس. (5 حزيران, 2016). موشيل نيويورك ختام عل تساف نيجد بي دي أس (حاكم نيويورك وقع على أمر ضد البي دي أس). تم الاسترداد من هآرتس: 
http://www.haaretz.co.il/news/world/america/1.2966489
هداس جليكو. (8 حزيران, 2015). هدوخ هسودي عل هخيرم نخشاف (التقرير السري عن المقاطعة ينكشف). تم الاسترداد من كلكلست:
http://www.calcalist.co.il/local/articles/0,7340,L-3661176,00.html
يائير ليفي. (5 نيسان, 2016). روتسيم لهأبك بخيرم زوت هديرخ لهتخيل (تريدون محاربة المقاطعة: هذه الطريقة من أجل البدء). تم الاسترداد من ماكو: 
http://www.mako.co.il/special-love-israel/articles/Article-25e1f7c5b06e351006.htm
يوتام جرون. (8 حزيران, 2016). هتشوبا هيسرائيليت هخدشا لبي دي اس (الرد الجديد لإسرائيل على البي دي إس). تم الاسترداد من يديعوت احرونوت: 
http://www.ynet.co.il/articles/0,7340,L-4813554,00.html
يونتان ليس. (12 أيار, 2016). هرتسوغ ام اكبل مندات لفتوخ بموم فلهابك بخيرم اشكول برتسينوت ههتسترفوت لممشلا (هرتسوغ: إذا أعطيت مقعدًا للبدء بمفاوضات ومحاربة المقاطعة، سأدرس بجدية الانضمام للحكومة). تم الاسترداد من هآرتس: 
http://www.haaretz.co.il/news/politi/.premium-1.2942027
يوئال فيشمان. (شباط, 2012). هخزارت هليجيتيماتسيا شل مدينات يسرائيل (إرجاع شرعية دولة إسرائيل). Israel Journal of foreign Affairs. تم الاسترداد من Israel Journal of foreign Affairs.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى