قدوره فارس

ولد عبد القادر إبراهيم فارس حامد في الثالث عشر من حزيران/ يونيو عام 1962 في بلدة سلواد شمال شرق رام الله. متزوج وله ولدان وبنتان. درس المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدرسة ذكور سلواد الثانوية، والمرحلة الثانوية في المدرسة الصناعية الثانوية (اليتيم العربي) /القدس، وأنهى الثانوية العامة في الفرع الأدبي داخل سجون الاحتلال عام 1985. التحق بجامعة القدس/ أبو ديس وأنهى منها دبلوم الدراسات الإقليمية عام 1996. التحق بجهاز الأمن الوقائي عام 1995 حيث أوكلت له مسؤولية دائرة المتابعة والتحقيق في الجهاز، إلا أنه لم يستمر بهذا العمل سوى شهر واحد. عُيِّنَ بعدها مباشرةً مديرًا للارتباط المدني في مدينة أريحا حتى عام 1996.  
انخرط فارس بالنضال الوطني في فترة مبكرة من حياته متأثرًا بالحالة الوطنية العامة وبالتاريخ النضالي لأبناء بلدته، حيث شارك بالفعاليات الوطنية من مسيرات ومظاهرات وإلقاء الحجارة على قوات الاحتلال عندما كان طالبًا في المدرسة. انتمى لمجموعة تابعة للجبهة الشعبية وهو في سن السادسة عشرة لكن عدم توفر السلاح لدى المجموعة دفعه لتركها والانتقال إلى مجموعة أخرى تابعة لحركة فتح والتي حصلت على السلاح ونفَّذت بعض العمليات. اعتقل الاحتلال فارس في الأول من آب/ أغسطس عام 1981 وصدر بحقه قرار بالسجن خمسة عشر عامًا. أصبح فارس قياديًا بارزًا في الحركة الفلسطينية الأسيرة، حيث انتخب ممثلًا للمعتقل عام 1986، ثمَّ موجهًا عامًا لأسرى حركة فتح داخل السجون، وقد كانت قيادته لإضراب عام 1992 في سجون الاحتلال والنجاح الذي حققه نقطة تحول مهمة في مسيرته النضالية. أسس فارس مع آخرين نادي الأسير الفلسطيني عام 1993 وأصبح رئيسه عام 1995، وقد راكم جهوده في خدمة الأسرى، حتى اعتبر من أهم الشخصيات الفلسطينية التي تتناول الأسرى وقضاياهم في المحافل الإعلامية والحقوقية محليًا وإقليميًا ودوليًا. أفرج عن فارس عام 1994 في إطار اتفاقية القاهرة بين منظمة التحرير وسلطات الاحتلال.  
فاز فارس بعضوية المجلس التشريعي عن محافظة رام الله والبيرة في الانتخابات التشريعية عام 1996، وتولى رئاسة لجنة الأسرى والشهداء والجرحى داخل المجلس، كما تولى مهمة منسق لجنة الاستيطان، إضافة لتوليه منصب رئيس لجنة الرقابة وحقوق الإنسان لمدة عام. حصل فارس على عضوية المجلس المركزي الفلسطيني عام 1999 لمدة عام. شارك في الوفد الفلسطيني المفاوض في شرم الشيخ عام 1999، وتولى حينها ملف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال. تولى حقيبة وزارة شؤون الاستيطان والجدار في الحكومة الفلسطينية في الفترة ما بين 2003- 2005. تولى عضوية المؤتمرين السادس والسابع لحركة فتح وترشح فيهما لعضوية اللجنة المركزية لحركة فتح. شارك في صياغة وثيقة جنيف عام 2003 التي وقعها وفدان غير رسميين فلسطيني وصهيوني. أسس جمعية وعد المتخصصة بقضايا المرأة والشباب والتي نشطت في الفترة ما بين 2006-2010.
 
 يعتقد فارس بأن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة غاية في الخطورة ويرى بأن الحالة مرعبة والمستقبل مقلق والسبب الرئيس لذلك هو استمرار الانقسام وما يحدث في دولة الاحتلال التي أصبحت تقودها عصابات خطيرة تتبنى الأيديولوجية العقائدية العنصرية الفاشية. أيد فارس مسار التسوية بين منظمة التحرير ودولة الاحتلال على أساس حل الدولتين وعودة اللاجئين الفلسطينيين، واقتنع بأن هذا ما يمكن تحصيله وفقًا للتركيبة الإقليمية والدولية الموجودة، ووافق على اتفاق أوسلو رغم ما لديه من تحفظات على بنوده، انطلاقًا من الإيمان بالقيادة السياسية لمنظمة التحرير. يرى فارس بأن الانقسام السياسي هو أكبر نكبة حلت بالشعب الفلسطيني بعد نكبة العام 1948، ونكسة عام 1967، إذ انقسمت الحركة الوطنية الفلسطينية، والاحتلال استثمر في الانقسام. يؤمن فارس أن من حق الشعب الفلسطيني أن يمارس المقاومة بأشكالها كافة بما فيها المقاومة المسلحة، وإذا كانت المرحلة تستدعي اللجوء إلى المقاومة المسلحة فيجب ممارستها، وإذا وجدت مرحلة أخرى تستدعي المقاومة السلمية فيجب ممارستها دون تردد، وإذا اقتضت المرحلة إجراء مفاوضات فليذهب الفلسطينيون إلى المفاوضات، وأي سبيل نضالي من أجل تحرير فلسطين يجب أن يكون على قاعدة التفاهم، فلا يجوز لحركة فتح أن تقول فقط المفاوضات ولا يجوز لحركة حماس أن تقول فقط مقاومة، أما ما ينفع في هذه المرحلة فهو المقاومة السلمية. يؤمن فارس بمبدأ الشراكة السياسية والوحدة الوطنية وأن العملية الديمقراطية هي الأساس لتعزيز ذلك، وهو مع دخول حركتي حماس والجهاد الإسلامي لمنظمة التحرير الفلسطينية وفق برنامج وطني متوافق عليه فلسطينيًا.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى