محاسن الخطيب

وُلدت محاسن عصام علي الخطيب في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمال قطاع غزة في العاشر من تشرين أول/ أكتوبر عام 1992، لعائلة فلسطينية لاجئة، تعود أصول لقرية برير المُهجَّرة قضاء غزة المحتل.
درست المرحلتين الأساسية والثانوية في قطاع غزة، وحصلت على الثانوية العامة، والتحقت بالجامعة الإسلامية في غزة لدراسة الرياضيات. عملت في مجال الرسم الرقمي (Freelancer)، وسوَّقت أعمالها عبر الإنترنت، وأصبحت متخصصة في مجال تصميم الحركة Motion graphics ورسم الشخصيات الكرتونية. ساهمت في تدريب العديد من خريجي تكنولوجيا المعلومات على الرسم الرقمي، ضمن أكاديميات العمل الحر في مدينة غزة.
آمنت محاسن بأن تحرير فلسطين بالكامل هو الحل العادل الوحيد للقضية الفلسطينية، وأن حق العودة يجب أن يكون شاملًا وغير مشروط، رغم نظرتها المتشائمة للوضع العربي، الذي رأت فيه تواطؤًا يضر القضية الفلسطينية، إلا أنها تمسّكت بالأمل بأن تلعب الشعوب العربية دورًا في دعم النضال الفلسطيني.
استخدمت محاسن حسابها على منصة إكس (@MahasenAlkhatib) لتوثيق أهوال حرب الإبادة الجماعية التي شنتها دولة الاحتلال على قطاع غزة في تشرين أول/ أكتوبر عام 2023، حيث ركّزت رسوماتها على اللحظات الأخيرة لضحايا القصف خصوصًا من الأطفال، معبرة عن أحلامهم وآلامهم، كما أبانت فيها عن العناد الفلسطيني في مواجهة آلة الدمار الصهيونية، واستمرت في تقديم رسالتها الإنسانية، برغم الحرب والقصف الوحشي على المدنيين، وواصلت تقديم الدورات التدريبية مؤمنة بأن الفن حق، حتى في أصعب الظروف.
كانت تعمل على تأليف كتاب تعليمي حول الرسم الرقمي، يهدف إلى تقديم دليل عملي للمبتدئين، إلا أن القصف الذي استهدف منزلها أدى إلى فقدان مسودة الكتاب وأعمالها الفنية.
أصرَّت محاسن على البقاء في جباليا، وكانت كتبت على موقعها على منصة إكس بعد شهر من اندلاع الحرب معبرة عن موقف وطني وإنساني شجاع:” محاسن من غزة.. فلسطين… مش راح اترك بيتي ما راح انزح للجنوب.. حتمسك لآخر لحظة لآخر لحظة”، وقررت إتاحة إحدى دوراتها المدفوعة مجانًا صدقة جارية على روحها، في خطوة تعكس إنسانيتها وإيمانها العميق برسالتها.
ارتقت محاسن شهيدة إثر قصف صهيوني استهدف حيّها السكني في جباليا في الثامن عشر من تشرين أول/ أكتوبر عام 2024، وبعد استشهادها، بادر عدد من فناني الكاريكاتير العالميين بالدعوة إلى إطلاق جائزة تحمل اسمها، تقديرًا لإبداعها ودورها في تسليط الضوء على القضية الفلسطينية من خلال الفن. مُنحت محاسن تكريمًا خاصًا، في مهرجان لوكا للقصص المصورة والألعاب في إيطاليا (Lucca Comics & Games Festival 2024)، حيث أُشيد بإبداعها الفريد وإسهاماتها البارزة في مجال الرسوم المتحركة والكوميكس.
ورغم رحيلها، بقيت أعمالها شاهدة على معاناة الفلسطينيين، ومصدر إلهام للفنانين حول العالم.