عارف العارف
ولد عارف شحادة عبد الرحمن مصطفى العارف في القدس عام 1892، وهو متزوج وله ثلاثة أولاد وأربع بنات. درس المرحلة الأساسية في المدرسة المأمونية في القدس، والثانوية في مدرسة “نموئة تراقي” في إسطنبول عام 1909، ونال درجة البكالوريوس في الاقتصاد والسياسة والإدارة من كلية الآداب في جامعة إسطنبول عام 1913، وأتقن التركية والروسية والألمانية والإنجليزية والفرنسية والعبرية. عمل محررًا في صحيفة بيام (الرسالة) التركية، ثمَّ موظفًا في قلم الترجمة التابع لوزارة الخارجية التركية، ثم ضابطًا في الجيش العثماني الخامس، ثمَّ محررًا في صحيفة سوريا الجنوبية، كما عُيِّن إبان الاحتلال البريطاني قائم مقام لأقضية جنين ونابلس وبيسان ويافا( 1921-1926)، وسكرتيرًا عامًا لحكومة الأمير عبد الله (1926-1929)، وقائم مقام بئر السبع وغزة (1929-1943)، وقائم مقام رام الله ولواء القدس عام 1943، ثم عُيِّنَ مساعدا لحاكم لواء القدس البريطاني حتى عام 1948، ثم أصبح رئيسًا لبلدية القدس بين الأعوام (1949-1955)، ووزيرًا للأشغال العامة عام 1955، ومديرًا للمتحف الفلسطيني في القدس 1963.
شارك في شبابه في معارك العثمانيين مع الروس إبان الحرب العالمية الأولى، ووصل فلسطين عام 1919، وانضم إلى النادي العربي في القدس، ونشط في إحياء المناسبات الدينية والوطنية، وشارك في أحداث النبي موسى عام 1920، وهرب إلى الأردن، ثم عاد إلى القدس بعد تعيين هربرت صموئيل مندوبًا ساميًا لفلسطين، وساند الثورة الفلسطينية الكبرى بين عامي (1936-1939)، وزوَّد المقاتلين الفلسطينيين والعرب في بعض المواقع بالمؤن والأدوية وصفائح لنقل الماء في منطقة القدس إبان أحداث النكبة، وأشرف على عملية استيعاب اللاجئين في منطقتي القدس ورام الله، وعقد عدة اجتماعات مع مسؤولين عرب منهم الأمير عبد الله الأول بن الحسين (ملك الأردن الأسبق)، وقادة ميدانيين مثل فوزي القاوقجي، ومبعوثين أجانب مثل المبعوث الدولي الكونت فولك برنادوت، بالإضافة إلى مندوب الصليب الأحمر مسيو كروازيه، وترأس اللجنة التنفيذية لـرابطة المناضل الجريح في القدس، كما كان من رعاة جمعية إنعاش الأسرة في البيرة.
قضى العارف جزءًا من حياته في الكتابة والتأليف والنشر، وقد بدأ مشواره في الكتابة إبان أسره في سيبيريا، حيث ساهم في إنشاء مجلة حائط اسماها ” ناقة الله”، ثمَّ مارس الكتابة الصحفية في فلسطين، وبدأ بنشر كتبه في تاريخ فلسطين منذ ثلاثينيات القرن الماضي مثل كتب: القضاء بين البدو (1933)، وتاريخ بير السبع وقبائلها (1934)، ورؤياي (1943)، وتاريخ غزة (1943)، والموجز في تاريخ عسقلان (1943)، وتاريخ الحرم القدسي (1947)، والمسيحية في القدس (1951)، وتاريخ قبّة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى المبارك ولمحة عن تاريخ القدس (1958)، والمفصل في تاريخ القدس (1961)، وقد تُرجمت كتبه إلى أكثر من لغة منها الإنجليزية والفرنسية، وله أعمال غير منشورة مثل “أيام في سيبيريا مذكرات”، و”مذكرات ثلاث سنوات في عمان 1926-1929″، و”يوميات غزة 1934-1936، و” أوراق عارف العارف”. وقد كتب عنه عدد من المؤرخين والباحثين الفلسطينيين والعرب والأجانب.
عانى عارف العارف في حياته؛ فأسر في معركة أرضروم الشهيرة التي جرت في السادس عشر من شباط 1916 بين القوات العثمانية والجيش الروسي، وظل في سجن في سيبيريا ثلاث سنوات، كما أن السلطات البريطانية حكمت عليه غيابيًا عشر سنوات بعد أحداث النبي موسى، وعايش النكبة وأحداثها الكبرى، واضطر للعيش في البيرة بعد سقوط شرقي القدس عام 1967، حتى وفاته عام في الثلاثين من تموز/ يوليو عام 1973.
المصادر والمراجع:
- تماري، سليم. “مع ناقة الله في سيبيريا: عارف العارف في الأسر الروسي خلال الحرب العالمية الأولى”. بيروت: “مجلة الدراسات الفلسطينية”، العدد 76 (خريف 2008).
- الحوت، بيان نويهض. “المؤرخون الفلسطينيون والنكبة”. بيروت: “مجلة الدراسات الفلسطينية”، العدد 89 (شتاء 2012).
- الخالدي، وليد. “عارف العارف، النكبة والفردوس المفقود”. بيروت: “مجلة الدراسات الفلسطينية”، العدد 90 (ربيع 2012).
- العودات، يعقوب. “من أعلام الفكر والأدب في فلسطين”. عمّان: لجنة أصدقاء يعقوب العودات، 1976.
- فارس، عوني. “القدس والنكبة في ذاكرة عارف العارف”. “حوليات القدس”، العدد 15 (ربيع-صيف 2013).
- الموسوعة الفلسطينية، القسم العام، المجلد الثالث. دمشق: إصدار هيئة الموسوعة الفلسطينية، 1984.