دراسات وأبحاثالاستيطان والجدار

واقع الاستيطان والجدار الفاصل في محافظة قلقيلية

تحميل الدراسة

وليد خالد زايد – مركز رؤية للتنمية السياسية

 ملخص

بحثت الدراسة وضع محافظة قلقيلية شمال الضفة الغربية، منذ بداية النشاط الاستيطاني الإسرائيلي فيها، الذي بدأ بعد استكمال الاحتلال والسيطرة الإسرائيلية التامة على كامل الأراضي الفلسطينية عام 1967. وقد رصدت الدراسة تطور العملية الاستيطانية في المحافظة، ثم استعرضت المستوطنات التي أُقيمت على أراضيها، إلى جانب البؤر الاستيطانية التابعة لها. كما تم رصد مسار جدار الفصل العنصري في أراضي محافظة قلقيلية، وتوزيع الحواجز العسكرية، والطرق الالتفافية، والحواجز العسكرية.

اعتمدت الدراسة على التقارير والبيانات والخرائط الصادرة عن عدد من المؤسسات الفلسطينية الرسمية، والمؤسسات الإعلامية الفلسطينية والدولية، إلى جانب بعض المواقع التابعة لمؤسسات إعلامية وحقوقية إسرائيلية.

وقد خلصت الدراسة إلى أن الاحتلال، ومنذ البداية، أدرك أهمية محافظة قلقيلية، وذلك بحكم موقعها القريب من أراضي الداخل المحتل. وبناء على ذلك، عمل منذ بداية الاحتلال عام 1967، على بسط سيطرته الأمنية على التجمعات السكنية الفلسطينية في المحافظة، وهي المحافظة الأصغر من حيث المساحة من بين محافظات الضفة الغربية. وقد تمت عملية السيطرة على مدار العقود الماضية على عدة مراحل، بداية بإنشاء عدد من المستوطنات التي تطوّق المدينة، وتسيطر على المناطق بين القرى الفلسطينية في المحافظة، بحيث تقطع التواصل بينها، وتسيطر على الأرض عبر إنشاء الطرق الالتفافية.

لاحقا، وفي مطلع القرن الحالي، بدأت عملية بناء البؤر الاستيطانية، التي هدفت إلى التمدد الاستيطاني، والسيطرة على المزيد من الأراضي الفلسطينية، وهو أمر دعمه قرار الاحتلال بإنشاء جدار الفصل العنصري، الذي طوّق المدينة بشكل تام، وكرس فصل القرى عن بعضها البعض، ووفر مجالًا أمنيًا واسعًا للمستوطنات.

1.    مقدمة

تقع مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية، وتحديدا في الشمال الغربي منها، بحيث تبعد عن الساحل الفلسطيني حوالي 14 كيلومتر، وتبعد عن مدينة نابلس 34 كيلومتر، وعن مدينة طولكرم 16 كيلومتر (دائرة شؤون المغتربين، 2019).

تعود تسمية المدينة إلى جذور كنعانية عند بعض المؤرخين. ويعتقد آخرون أن الاسم الحالي للمدينة، يعود إلى  التسمية الرومانية لها “calcilea”. إضافة إلى أن بعض المؤرخين أرجع اسم المدينة إلى اسم القلعة اليونانية “قلقاليا” (دائرة شؤون المغتربين، 2019).

تبلغ مساحة محافظة قلقيلية، حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، 166 كيلومترًا مربعًا، وتبلغ مساحة المدينة ذاتها نحو 25 كيلومترًا مربعًا، ووصل عدد التجمعات السكنية في المحافظة إلى 34 تجمعًا (الإحصاء الفلسطيني، 2011). وقد بلغ عدد سكان المحافظة عام 2018، حوالي 114 ألف مواطن، منهم 52 ألفًا في المدينة ذاتها، والباقي يتوزعون في القرى والتجمعات السكنية في المحافظة (الإحصاء الفلسطيني، 2019).

وقد تضاعف عدد سكان المدينة خلال القرن الماضي ومطلع القرن الحالي، أكثر من 50 ضعفًا. ففي عام 1922، لم يكن عدد سكانها يتجاوز 2800 نسمة، ثم ازداد إلى نحو 3800 مع عام 1931. وفي عام 1947، أي قبل النكبة بعام، كان عدد سكان المدينة قد وصل إلى حوالي 5800 نسمة، ثم تضاعف عام 1961 إلى أكثر من 11 ألف نسمة. وفي عام 1980، تضاعف العدد مرة أخرى ليصبح نحو 20 ألف نسمة. ومع نهاية القرن الماضي، كان عدد سكان مدينة قلقيلية قد تخطى الـ 30 ألف نسمة، وصولا إلى نحو 45 ألف نسمة عام 2010 (الإحصاء الفلسطيني، 2011).

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى