الاستيطان والجدار

واقع الاستيطان في محافظة أريحا والأغوار

لتحميل الملف اضغط هنا

حمزة الحلايبة

ملخص

تهدف هذه الدراسة إلى كشف ملامح المشروع الاستيطاني في محافظة أريحا والأغوار، حيث تشكل هذه المحافظة المساحة الأكبر والجزء الأوسط من منطقة غور الأردن، والتي تضم إضافة إلى “محافظة أريحا والأغوار”، منطقة شرق محافظة طوباس في الأغوار الشمالية، ومنطقة البحر الميت في الأغوار الجنوبية، وصولا إلى منطقة شرق محافظات القدس وبيت لحم والخليل.

وأظهرت الدراسة أن المشروع الاستيطاني في محافظة أريحا والأغوار يختلف عنه في باقي المحافظات الفلسطينية، حيث يتميز بطبيعته الزراعية والسياحية والعسكرية، فهي منطقة تقع في الجهة الشرقية للضفة الغربية وبعيدة نسبيا عن جدار الضم في الجهة الغربية، لكن موقعها الاستراتيجي على الشريط الحدودي الشرقي مع الأردن جعل منها هدفا أمنيا استراتيجيا مهما لدولة الاحتلال، وشكلت الجزء الأكبر مما تسمى “منطقة العزل الشرقية”.

 كما وبينت الدراسة الأهمية التاريخية والسياحية والاقتصادية لهذه المحافظة، والتي جعلتها على أولويات الاستهداف الاستيطاني لسلطات الاحتلال. وقد أظهرت الدراسة بأن محافظة أريحا والأغوار تعتبر المحافظة الأصغر من حيث عدد السكان على مستوى الضفة الغربية وقطاع غزة، ويسكنها حوالي 53 ألف فلسطيني يعيشون في 12 تجمعا، حيث تعاني المحافظة من كثافة سكانية عالية نسبيا مقارنة بالمستوطنين، وتصل هذه الكثافة السكانية الفلسطينية، الى أكثر من 50 ضعف الكثافة السكانية الإسرائيلية، كما واستعرضت الدراسة التطور التاريخي للاستيطان في أريحا والأغوار وأهم دوافعه، ثم ناقشت الدراسة اتفاقية أوسلو التي تم بموجبها السيطرة على الغالبية العظمى من أراضي محافظة أريحا والأغوار، أو ما يعادل 88% من مساحة المحافظة (المناطق المصنفة ج)؛ مما جعلها المحافظة الفلسطينية الثانية بعد القدس في نسبة مساحة السيطرة الإسرائيلية على أراضيها، ثم ناقشت الدراسة تفاصيل المستوطنات الإسرائيلية القائمة بشكل غير قانوني على أراضي أريحا والأغوار، حيث يوجد في المحافظة  16 مستوطنة إسرائيلية رئيسية، إضافة إلى 5 بؤر استيطانية على الأقل، يعيش في هذه المستوطنات قرابة 8,500 مستوطن إسرائيلي، يسكن أكثر من نصفهم في مستوطنتي “ميزبي يريحو ومعاليه افرايم”.

كما وتم استعراض تفاصيل كل مستوطنة إسرائيلية على حدة، من حيث المساحة، وعدد السكان، وسنة التأسيس، والتوجه الأيديولوجي، والأرض الفلسطينية التي تحتلها المستوطنة والنطاق الجغرافي. ثم ناقشت الدراسة السياج الفاصل الشرقي والجدار الفاصل الغربي في المحافظة، حيث يمتد السياج الحدودي والمنطقة العازلة شرقا بطول أكثر من 50 كيلومترا، كما تم مناقشة إقامة الاحتلال لسلسلة من المناطق العسكرية على طول الجهة الغربية للمحافظة والتي تشكل ما يشبه الجدار الفاصل، إضافة إلى العديد من الحواجز العسكرية الإسرائيلية التي تركت آثاراً اجتماعية واقتصادية وإنسانية، إلى جانب الآثار الأمنية والسياسية.

وبينت الدراسة أن الاحتلال حاصر المحافظة عبر شبكة من الطرق الالتفافية الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، التي ساعدت في إنشاء بنية تحتية كبيرة للمشروع الاستيطاني في الأغوار، حيث يقدر طول هذه الطرق في المحافظة بحوالي 105 كيلومترات.

ولتوضيح مخاطر المشروع الاستيطاني في محافظة أريحا والأغوار، استعرضت الدراسة أهم وآخر المشاريع الاستيطانية والأوامر العسكرية الإسرائيلية ضمن محافظة أريحا والأغوار، والتي تتركز في مشاريع التوسع الاستيطاني، لا سيما على حساب الأراضي الزراعية، ومشروع السيطرة على منطقة البحر الميت الاستراتيجية، وكذلك هدم البناء الفلسطيني، ومصادرة الأراضي، وغيرها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى