موسوعة النخبة الفلسطينية

عدنان حمارشة

ولد عدنان ياسين حمارشة في الخامس من تشرين أول/ أكتوبر 1965 في بلدة يعبد في محافظة جنين شمال الضفة الغربية، وهو متزوج وله ولدان وأربع بنات. درس المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدارس بلدته، والثانوية في مدرسة عز الدين القسام في مدينة جنين وحصل منها على شهادة الثانوية العامة في الفرع العلمي عام 1984.

انخرط في العمل الوطني مبكرا، فكان يشارك مع زملائه في المدرسة في المظاهرات ضد قوات الاحتلال وروابط القرى التابعة لها، اعتقله الاحتلال أول مرة عام 1979 لمدة أربعة أيام، وتأثر بالفكر الإسلامي في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، وشارك في الفعاليات الوطنية التي نفذتها حركة حماس في الانتفاضة الأولى عام 1987، وتصاعد نشاطه المقاوم بعد استشهاد أخيه المهندس عمر حمارشة عام 1988، حيث عاش تجربة المطاردة من قبل قوات الاحتلال لمدد متفاوتة.

أعاد الاحتلال اعتقاله مجددًا عام 1994، واتهمه بالمشاركة بعملية الخضيرة التي نفذها عمار عمارنة وحكم عليه بـ 4 سنوات، أعيد اعتقاله بعد فترة وجيزة من تحرره عام 1998 وخضع لتحقيق لمدة شهرين ثم أفرج عنه، ثمَّ بدأ مشوارًا طويلًا من الاعتقالات الإدارية تخللها خضوعه لجولات تحقيق قاسية استمرت لأشهر، وفي عام 2003 مكث مدة خمس سنوات في الاعتقال الإداري، واعتقل حمارشة مجددّا عام 2014 مع زوجته، وأصيب بجلطة دماغية بعد اعتقاله بـ 24 ساعة، وقضى حينها 16 شهراً في الاعتقال الإداري، في حين حكم على زوجته بـ8 أشهر وغرامة مالية قدرها 25 ألف شيكل، اعتقل أيضًا عام 2015 إداريًا لمدة 14 شهرًا، وعام 2018 لمدة 6 أشهر، كما تعرض أبناؤه للاعتقال لدى الاحتلال وصادر الاحتلال مبالغ مالية وهواتف محمولة وحواسيب وسيارة خاصة مملوكة للعائلة، وما زال ممنوعا من السفر حتى الآن. من جهتها اعتقلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية حمارشة أكثر من مرة وفي إحداها اعتقلت معه زوجته.

عمل حمارشة خلال الانتفاضة الثانية منسقًا لشؤون هيئة الإغاثة الإنسانية التي كان يترأسها الشيخ رائد صلاح سنة 2002، كما أنشأ مع آخرين اللجنة الشبابية العليا لنصرة الأسرى عام 2012، حيث نفَّذت اعتصامًا دائمًا استمر أكثر من ثلاثة شهور في ساحة بلدية البيرة، ونظَّمت عددًا كبيرًا من الفعاليات المساندة للأسرى، وفي عام 2013 أسس حمارشة مؤسسة للدفاع عن الأسرى المرضى بمشاركة ناشطين عالميين من حقوق الإنسان.

وفي داخل السجن مارس حمارشة نشاطًا إداريًا وثقافيًا، وتقلَّد عدة مهام في إطار الحركة الفلسطينية الأسيرة، منها تمثيله للأسرى أمام إدارة السجن، كما ظهر حمارشة أكثر من مرة على وسائل الإعلام مدافعًا عن قضايا الأسرى، وكتب عددًا من المقالات والتدوينات حول ذات الموضوع، كما أنَّ لديه رواية بعنوان زنزانة 27 تتحدث عن تجربة زوج وزوجة داخل أقبية التحقيق الصهيونية، وهي مخطوط ينتظر النشر.

يرى حمارشة أن المستقبل للقضية الفلسطينية والتحرر سيكون من نصيب الفلسطينيين، ويعتقد بأن اتفاق أوسلو شكَّل منعطفًا، عبَّر ببنوده وتطبيقاته عن مصالح مادية لفئة بعينها، في الوقت الذي أضر بالشعب الفلسطيني وبالقضية الفلسطينية ومآلاتها، ويعتبر الانقسام عقبة أمام مشروع التحرير، ويرى بأنَّ حركة حماس قدَّمت المطلوب لإنجاح المصالحة وتجاوز الانقسام، وعلى حركة فتح أن تفي بالتزاماتها، ولابد من تحقيق الشراكة السياسية عبر إدخال حركتي حماس والجهاد الإسلامي داخل منظمة التحرير، ويعتقد بأنَّ المقاومة متجذِّرة في عقل الإنسان الفلسطيني وتجربته التاريخية لذا لن تسقط، وتخلي بعض الفصائل الفلسطينية عن المقاومة سيدفع الناس لتركها، والالتفاف حول من ينادي بخيار المقاومة ويمارسه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى