ولد عبد القادر علي داود جرادات المعروف بـ “سعد جرادات” في بلدة سعير في محافظة الخليل عام 1944. درس المرحلة الأساسية في مدرسة سعير، والمرحلة الثانوية في مدرسة الحسين بن علي الثانوية في مدينة الخليل، وحصل منها على الثانوية العامة عام 1963، ونال درجة البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة بيروت العربية عام 1975. عمل مدرِّسا في مدرسة النصر في مدينة عمان.
انتمى جرادات لحركة فتح عام 1967، واتخذ لنفسه اسما حركيا “سعد جرادات”، وانخرط في تثقيف أشبال فتح في جبل النصر في مدينة عمان بين عامي (1968-1970). تلقى عدة دورات تدريبية في المجال العسكري، وأصبح من الكوادر العسكرية لفتح في الأردن، وشارك في أحداث أيلول في الأردن عام 1970، وفي القتال الذي جرى في أحراش جرش بين قوات النظام الأردني وفصائل المقاومة الفلسطينية عام 1971، ونشط في تنظيم فتح في سوريا، والتحق بتنظيم فتح الطلابي في لبنان، وانتخب عضوا في المؤتمر العام للاتحاد العام لطلبة فلسطين، ثم أصبح نائبا لرئيس الاتحاد، واختير عضوا في لجنة شؤون الأردن التابعة لحركة فتح ومقرها بيروت، وبقي فيها حتى عام 1973.
حارب في صفوف قوات حركة فتح ضد قوات الكتائب اللبنانية في منطقة جامعة بيروت العربية وموقع البرجاوي في مدينة بيروت في أيار/ مايو 1973، وشارك في تأسيس السرية الطلابية في صيف عام 1975، وهي الذراع العسكري للتنظيم الطلابي داخل حركة فتح، وقد ضُمت إلى قائمة تشكيلات فتح العسكرية في لبنان، وأصبح جرادات قائدها. ساهم في بلورة تيار يساري داخل حركة فتح، وقد عُرف عن هذا التيار تأثُّره بالتجربتين الفيتنامية والصينية، ومناهضته للتسوية السياسية مع الاحتلال الصهيوني، ومعارضته للبرنامج السياسي لمنظمة التحرير فيما سُمي في حينه ببرنامج النقاط العشر، ورفضه دخول فصائل المقاومة في سياسة المحاور العربية، وتأييده لفكرة التضامن العربي، ووقوفه ضد الحرب الأهلية في لبنان، ودعوته لخوض حرب تحرير شعبية طويلة الأمد ضد الاحتلال الصهيوني حتى تحرير فلسطين.
عانى جرادات أثناء مسيرته النضالية؛ إذ اعتقلته المخابرات اللبنانية عدة مرات، واغتالته قوات الكتائب اللبنانية على مشارف مخيم تل الزعتر في لبنان في السادس والعشرين من حزيران/ يوليو عام 1976، ودفن في بيروت.
المصادر والمراجع:
- الطاهر، معين. تبغ وزيتون: حكايات وصور من زمن مقاوم. بيروت، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2017.
- الغبرا، شفيق. حياة غير آمنة: جيل الأحلام والاخفاقات. بيروت، دار الساقي، 2012.
