الملخص
تتناول الدراسة الإصلاحات الداخلية التي قامت بها حكومة حزب العدالة والتنمية منذ أن تربع الحزب منفردًا على عرش السطلة في تركيا عام 2002، سواء على الصعيد الاجتماعي أو التعليمي أو الاقتصادي أو السياسي، حيث قامت السياسة الداخلية التي اتبعها الحزب، في مسيرة إصلاحاته وخططه للنهوض بالجمهورية التركية، على معالجة الواقع الاقتصادي الصعب الذي كانت تعاني منه الدولة، حين كانت تمرُّ بانهيار مالي كبير جدًا، إلا أن الحكومة استطاعت تخطي الواقع الاقتصادي فتمكنت من سداد ديونها مع حلول عام 2013.
أما على الصعيد السياسي فاتجهت الحكومة نحو تعزيز المشاركة السياسية من خلال إعطاء مجال واسع للحريات العامة وتكريس معايير الديمقراطية واحترام حقوق الانسان، وكذلك تحييد المؤسسة العسكرية بشكل تدريجي، بعدما كانت الحاكم الفعلي للبلد لعقود طويلة من الزمن وقادت انقلابات عسكرية كثيرة في تركيا كان لها آثار سلبية على مختلف جوانب الحياة فيها، بالإضافة إلى تحييد المؤسسة القضائية وعزلها عن أي مناكفات سياسية أو حزبية، والعمل بشكل جدي لتحقيق استقلال القضاء.
كذلك الاهتمام الكبير بالجانب الصحي والتعليمي، فقد اتبعت الحكومة الكثير من السياسات التعليمية التي من شأنها الارتقاء بمستوى التعليم في الدولة، إذ شهدت حكومة حزب العدالة والتنمية أكبر ميزانية للتربية في تاريخ الجمهورية، أضف إلى ذلك الانفتاح التركي على المحيط الجغرافي ومحاولة القيادة التركية الاستفادة من موروثها التاريخي العميق في المنطقة، كل ذلك أدى إلى ارتفاع رصيد حزب العدالة والتنمية في الشارع التركي، وسجلت سياسته الداخلية نجاحًا كبيرًا في مسيرة الإصلاح الشاملة.
