خليل بيدس

وُلد خليل إبراهيم بيدس في مدينة الناصرة عام 1875. درس في مدرسة الروم الأرثوذكس وفي دار المعلمين الروسية في الناصرة. عمل مديرًا للمدرسة الروسية في حمص، ثم مديرًا للمدرسة الروسية في بسكنتا في لبنان ثم في مدرسة سوق الغرب ومدرسة جدَيْدة في مرجعيون، وكان مديرًا للمدرسة الأرثوذكسية في حيفا عام 1908، ومدرسًا لمادة اللغة العربية في مدرسة المطران (سان جورج) في القدس حتى تقاعده سنة 1945.
بدأ نشاطه في المجال العام أواخر العهد العثماني، فمثَّل العرب الأرثوذكس في “المجلس المختلط ” الذي أنشأه العثمانيون لإدارة شؤون الأرثوذكس في فلسطين وشرق الأردن، وعُرف بتمكنه من الخطابة، فكان يخطب في المناسبات الوطنية والتراثية والاجتماعية.
انكب على النشاط الأدبي ، فأصدر مجلة “النفائس العصرية” عام 1908 وهي مجلة أدبية وتاريخية وفكاهية، وواصل إصدارها حتى أواخر عام 1923، واهتم بترجمة الأدب الروسي للعربية، وكتابة القصة والمقطوعات الأدبية المختلفة، وكتب في أكثر من صحيفة ومجلة مثل الأهرام والمقطم المصريتين، ومرآة الشرق والمنبر والغد الفلسطينيات، وألَّف كتبًا مدرسية، منها كتابين تربويين هما “العقد الثمين في تربية البنين” (1898)، و”مرآة المعلمين” (1898)، وأعدَّ سلسلة “درجات القراءة” في سبعة أجزاء، وأصدر كتاب “درجات الحساب” (1913)، و”الكافي في الصرف” (1925).
ومن مؤلفاته أيضًا “العقد النظيم في أصل الروسيين واعتناقهم الايمان القويم” (1897)، و”الملوك الروس” (1913)، و”الدول الإسلامية” (1912)، و”أصل البلقان” (1914)، و”تاريخ القدس” (1922)، و”مسارح الأذهان – مجموعة ادبية فنية روائية في حقيقة الحياة” (1924)، و”العرب: أبطالهم وأشهر حوادثهم” (1942). ومن ترجماته: “الروضة المؤنسة في وصف الأرض المقدس”(1898)، و”ابنة القبطان” (1898)، و”القوقازي الولهان”، و”الطبيب الحاذق” (1898)، و” أهوال الاستبداد” (1909)، و “شقاء الملوك” (1922).
وثّق بيدس رحلاته في فلسطين وسيناء، فأصدر “تسريح الأبصار فيما تحتوي بلادنا من آثار” (1920)، وله رواية بعنوان ” الوارث” (1920). نُشرت بعض الدراسات حول أدبه منها كتاب لناصر الدين الأسد بعنوان ” محاضرات عن خليل بيدس: رائد القصة العربية الحديثة في فلسطين” (1963).
عانى بيدس في حياته، فقد لاحقته السلطات التركية عام 1916، فاختبأ في البطريركية الأرثوذكسية في القدس، واعتقله البريطانيون إثر أحداث القدس في نيسان عام 1920، وحكموا عليه بالسجن سنتين وغرامة مالية مقدارها عشرين جنيهًا، ثم خفِّض الحكم إلى ستة أشهر، وبقي في السجن حتى إطلاق سراحه بعفو من المندوب السامي هربرت صموئيل في تموز عام 1920، كما اضطر بيدس للهجرة إثر احداث النكبة، وترك منزله في حي البقعة الفوقا في القدس وفيه مكتبته النفيسة وبعض مخطوطاته منها معجم عربي ضخم عمل عليه لسنوات، وعاش في لبنان مقهورًا حتى وفاته في التاسع من شباط/فبراير عام 1949.



