عبد الهادي صيام

وُلِد عبد الهادي محمد صيام، المعروف بـ “أبو العبد” أو “دريو” في مدينة غزة في العشرين من آذار/ مارس عام 1978، لأسرة فلسطينية لاجئة، تعود أصولها لقرية الجورة المهجَّرة قضاء غزة المحتل، وهو متزوج وله أربعة من الذكور وثلاث إناث.
درس المرحلة الأساسية في مدارس مخيم الشاطئ التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، ودرس المرحلة الثانوية في معهد الأزهر في غزة، وحصل على الثانوية العامة منه، ونال درجة البكالوريوس في الإعلام والشؤون العسكرية.
التحق أبو العبد في صفوف حركة المقاومة الإسلامية حماس، وكان من رواد مسجد السوسي في مخيم الشاطئ، حيث انطلق منه في نشاطه الدعوي والتربوي بما في ذلك جهده في تحفيظ القرآن، وعمل على استقطاب الشباب نحو طريق الدعوة والالتزام الديني، كما عُرف بدوره في الإصلاح بين الناس.
انخرط في العمل العسكري المقاوم مبكرًا، حيث انضم إلى صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام وهو في الثامنة عشرة من عمره، وشهد السنوات الأولى من تجربة كتائب القسام في المقاومة. شارك في عملية استشهادية في مستوطنة “دوغيت” شمال غزة في الثاني والعشرين من حزيران/ يونيو عام 2001 والتي ارتقى فيها رفيق دربه إسماعيل بشير المعصوابي.
تدرّج أبو العبد في المسؤوليات الميدانية والعسكرية، وتولّى أدوارًا قيادية متعددة، فتسلّم قيادة كتيبة الشاطئ وشغل مواقع عسكرية متقدمة منها ركن الاستخبارات العسكرية، وسلاح البحرية، والضفادع البشرية، وأصبح نائبًا لقائد ركن أسلحة الدعم والخدمات القتالية إلى جوار الشهيد القيادي غازي أبو طماعة. وبعد استشهاد الأخير، أُسندت إليه قيادة الركن. عُرف بلقب “جنرال المخيم” تقديراً لقيادته وصموده في ميدان القتال.
شارك أبو العبد في الدفاع عن قطاع غزة في مواجهة الاجتياحات التي كان الاحتلال ينفِّذها في القطاع خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية وبعدها، وكذلك أثناء الحروب التي شنَّها على القطاع منذ عام 2008، وكان من القيادات التي شاركت في الدفاع عن القطاع أثناء حرب الإبادة على قطاع غزة التي شنها الاحتلال على القطاع في تشرين أول/ أكتوبر عام 2023.
عانى أبو العبد في الاحتلال، حيث تعرض لخمس محاولات للاغتيال، وأصيب في إحداها عام 2007، كما تعرض للاعتقال من أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في فترات سابقة، وأصيب بجراح خطيرة في الثالث من حزيران/ يونيو عام 2006 أثناء الفلتان الأمني الذي شهده القطاع في تلك المرحلة، وظلَّ على قائمة الاغتيالات الصهيونية إلى أن ارتقى شهيدًا في أواخر تموز/ يوليو عام 2024، وقيل في حينه أنَّه ارتقى معه في الغارة ذاتها روحي مشتهى وسامح السراج عضوا المكتب السياسي في قطاع غزة، بالإضافة إلى سامي عودة أحد قادة جهاز الأمن العام، ومحمد حديد أحد قادة الوحدة الصاروخية في لواء غزة.
شيِّع جثمان أبو العبد داخل مخيم الشاطئ في الرابع من شباط / فبراير عام 2025، بصحبة جثمان غازي أبو طماعة عضو المجلس العسكري العام.
ترك أبو العبد وصية تحدث فيها عن الشهادة كمن يشتاق للقاء ربه، وعن الموت كبابٍ للعبور إلى وعد الله، موصي بالصبر والثبات والصدق مع الله.


