رشيد موعد

وُلد رشيد محمد سليم الموعد في قرية صفّورية المهجَّرة قضاء الناصرة المحتل في الجليل الأعلى عام 1940. تلقّى تعليمه الأساسي في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ونال درجة البكالوريوس في الحقوق من كلية الحقوق في جامعة دمشق.

 عمل قاضيًا في محكمة الصلح، ثم ترقى في سلك القضاء حتى أصبح رئيسًا لمحكمة بداية الجزاء الأولى في دمشق، وقاضيًا في محكمة الجنايات في دمشق، وأصبح مستشارًا في محكمة النقض السورية، كما أنَّه كان المدير العام لمركز الوفاق للتوفيق والتحكيم التجاري.

كتب أبحاثًا ومقالات تناولت موضوعات قانونية وتاريخية مرتبطة بالقضية الفلسطينية وتطوراتها، وله مقابلات مع العديد من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة تناول فيها الموضوع نفسه، وقد صدر له كتاب بعنوان “رسائل في القانون”، حيث وثّق فيه جوانب من تجربته وخبرته القضائية.

يعتبر موعد أن نكبة عام 1948 نقطة التحول الكبرى في التاريخ الفلسطيني، إذ ضاعت البلاد نتيجة التواطؤ الدولي والعجز العربي، لتبدأ رحلة اللجوء الطويلة للشعب الفلسطيني، والتي عاشها موعد طفلًا، إذ اضطر للرحيل مع عائلته عن صفورية إلى سوريا.

ويرى أن حق العودة ثابت لا يسقط بمرور الزمن، وأن ارتباط الفلسطيني بأرضه يجب أن يبقى حيًّا في الوعي الجمعي مهما تباعدت الأجيال، ويعتبر أن الإصرار على هذا الإيمان شكل من أشكال المقاومة التي تسبق الفعل السياسي أو العسكري، ويرى أن النسيان أخطر من الاحتلال لأن الذاكرة الجمعية هي الضمانة لبقاء الحق حيًّا، ويؤكد أن الشعب الفلسطيني شعب حيّ قادر على الصمود والانتصار، ويرى أن عنجهية العدو تتجاوز حدود الأرض المحتلة لتنعكس في الصراعات التي تمزق المنطقة.

ويعتبر أن كثيرًا من الحروب الإقليمية تُدار بما يخدم مصالح الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الاحتلال يقاتل أحيانًا بالوكالة ضمن مخططات أوسع، وهو ما تجلّى بوضوح أثناء غزو العراق واحتلاله، ويشدّد موعد على أهمية دراسة التاريخ الفلسطيني وفهم جذور الصراع، ويرى أن جرائم الاحتلال تمثل انتهاكًا صريحًا للقوانين الدولية، وأن الوعي القانوني والتاريخي ضروري لتثبيت الرواية الفلسطينية في مواجهة محاولات الطمس، ويشير إلى أن مقولة “الكبار يموتون والصغار ينسون” ثبت فشلها، فالأجيال الجديدة أكثر تمسكًا بوطنها وإيمانًا بعدالة قضيتها.