رائد القطناني

وُلد رائد يوسف القطناني في مدينة اللاذقية في سوريا عام 1973، لعائلة فلسطينية لاجئة، تعود أصولها إلى قرية يازور المهجَّرة قضاء يافا المحتل عام 1948. درس المرحلتين الأساسية والثانوية في مدينة دمشق، وحصل على الثانوية العامة، ونال درجة البكالوريوس من قسم الاتصالات البصرية والإعلان في كلية الفنون في جامعة دمشق عام 1995.

تأثر في طفولته بلوحة “جمل المحامل” للفنان سليمان منصور، التي كانت معلقة في بيت أسرته في دمشق، والفنان ممتاز البحرة، وأظهر منذ شبابه المبكر اهتمامًا واضحًا بالفن والرسم، خصوصًا في التعبير البصري، وكان لمكتبة فلسطين في دمشق دورًا في تكوينه الثقافي والفني، ومع مرور الوقت تعمّق اهتمامه بالهوية البصرية الفلسطينية، فاختار أن يكون مشروع تخرّجه من الجامعة حول الرموز التراثية في الثوب الفلسطيني، وقدّم عشر لوحات استخدم فيها أقلام الخشب لتجسيد عناصر الهوية الفلسطينية بأسلوب حديث.

عمل في مجالات التصميم الفني والإعلان والطباعة داخل سوريا وخارجها، كما درّس التصميم والغرافيك في معهد دمشق المتوسط (DTC) التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وعمل مصممًا مستقلًا في الأردن منذ عام 2013، وقد استخدم أدوات بسيطة وأنجز خمسين لوحة تشريحية قدّمها لاحقًا في أول معرض فردي له في العاصمة عمان عام 2015، ومن معارضه الفردية: معرض حنين (الزرقاء) عام 2016، ومعرض زهر اللوز (لندن) عام 2017، ومعرض القدس مدينة الأحزان (إسطنبول) عام 2018، كما شارك في عدد من المعارض الجماعيّة في أكثر من دولة حول العالم، منها: معرض تحية إلى درويش (كييف- أوكرانيا) عام 2016، ومعرض فلسطين حكاية ولون (البوسنة) عام 2017، ومعرض فلسطين حكاية ولون (تركيا) عام 2018، ومعرض مهرجان الزيتون (جربا- تونس) عام 2019، ومعرض تحية لشكري بلعيد (تونس) عام 2019، ومعرض مهرجان لمة (الأردن) عام 2020، وكان مديرًا لمهرجان (على طريق القدس الفنّيّ والثّقافيّ) لثلاث سنوات والذي كان يقام في الأردن.

واصل القطناني لاحقًا توظيف الرموز الفلسطينية في أعماله، مثل مفتاح العودة، وشجرة الزيتون، والثوب الفلسطيني الذي يجسد الهوية الوطنية.

ينتمي القطناني إلى المدرسة التعبيرية التي تمنح اللوحة حرية التشكل أثناء العمل، ويقوم أسلوبه على الاقتصاد في اللون والتركيز على الفكرة، ويستخدم التكوين الفني لبناء لوحات تشبه القصص، تصل رسالتها إلى المتلقي دون الحاجة إلى شرح، كما أن أعماله تحمل مضمونًا سرديًا يعبّر عن حياة اللاجئين الفلسطينيين، بما فيها مشاهد التهجير والمخيمات والحنين إلى الوطن.

 حصل على عدة جوائز، منها المركز الرابع في مسابقة مجلس الذهب العالمي لتصميم المجوهرات في لبنان عام 2000، والمركز الأول لأفضل بطاقة معايدة في الاتحاد الأوروبي في هولندا عام 2005.

يرى القطناني أن الفن شكل من أشكال المقاومة الهادئة، وأن توثيق الرموز الفلسطينية في اللوحة لا يقلّ أهمية عن توثيقها في التاريخ أو الذاكرة. يعتقد أن المقاومة لا تقتصر على السلاح، بل تشمل الرموز التي تعبّر عن الثبات والبقاء في الأرض مثل الحجارة والمدن والزيتون والقباب والجبال والبرتقال والزعتر، ويرى أن الاحتلال زائل، وأن التطبيع خيانة لا يمكن تبريرها، مؤكدًا أن للفنانين والمبدعين دورًا في إعداد الأجيال القادمة لمواصلة طريق التحرير، سواء بالكلمة أو بالريشة أو بالفعل الثقافي المستمر.

اظهر المزيد

مركز رؤية للتنمية السياسية

يسعى المركز أن يكون مرجعية مختصة في قضايا التنمية السياسية وصناعة القرار، ومساهماً في تعزيز قيم الديمقراطية والوسطية. 11

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى