فرسان خليفة

وُلد فرسان محمود عبد الله خليفة في مدينة الرصيفة الأردنية في الثامن من نيسان/ إبريل عام 1983، لأسرة فلسطينية لاجئة تعود أصولها لقرية الكفرين المهجَّرة قضاء حيفا المحتل، وهو متزوج وله ولد وثلاث بنات. درس المرحلة الأساسية في مدارس الأردن في مدينة طولكرم، وحصل على الثانوية العامة في سجون الاحتلال، ونال درجة البكالوريوس في التنمية الاجتماعية والأسرية من جامعة القدس المفتوحة، ودرجة الماجستير من معهد التنمية المستدامة في جامعة القدس/ أبو ديس عام 2021، عن أطروحة بعنوان: “تأثير التخطيط الاستراتيجي على التطوير الإداري في القطاع الحكومي الفلسطيني”، والتحق ببرنامج للدكتوراه انتسابًا لإحدى جامعات لبنان.
انخرط خليفة في العمل النضالي، وانتمى لكتائب القسام في محافظة طولكرم عام 2003، وأوى في منزله مجموعة من المطاردين منهم الشـهيد بكـر بنـي عـودة، والشـهيد أميـن بشـارات، والشـهيد محمـد مغـازي محاجنـة، وتواصل في بداية عام 2003 مـع ربحـي بشـارات، والشـيخ أميـن المنـزلاوي، ونائـل السـخل، وتقـرر إنشاء خلية في طولكرم مكونة من ثلاثة أفراد، وأوكلت لخليفة تجنيد الاستشهادي عامر مقبل للقيام بعملية في مدينة “نتانيا”.
نشط خليفة في سجون الاحتلال في المجال التنظيمي والتربوي والتعليمي، واستمر في نشاطه بعد تحرره من الأسر في صفقة وفاء الأحرار في الثامن عشر من تشرين أول/ أكتوبر عام 2011، حيث انخرط في المقاومة المسلحة، وأصبح من قيادات كتائب القسام، ومن المقربين للقائد العام محمد الضيف ومجلسه العسكري، وتولى مسؤولية متابعة نشاط الكتائب في شمال الضفة الغربية (طولكرم، جنين، نابلس، طوباس، قلقيلية)، فكان حلقة الوصل الميدانية بين غزة والضفة، والعقل التنظيمي الذي عمل مع القادة الشهداء مازن فقهاء وياسين أبو ربيع وخالد النجار على تطوير العمل المقاوم وتوجيه عملياته النوعية، وقد تمكَّن من تشكيل عدد من الخلايا المسلحة التي نفَّذت عمليات في الضفة الغربية ضد جنود الاحتلال والمستوطنين، كما أنَّه شارك في مقاومة الاحتلال أثناء حروبه التي شنَّها على القطاع في أعوام 2012، 2014، 2021.
ولم يقتصر حضوره على ميادين المقاومة المسلحة، إذ كان حاضرًا في مجال العمل الإنساني داخل قطاع غزة، وشارك في مبادرات مجتمعية خيرية، خاصة في مواسم رمضان والأعياد، واعتاد الوصول إلى الأُسَر المستورة، وقد رأى في خدمة الناس جزءًا من رسالة المقاومة في حماية المجتمع وصون كرامته في وجه الحصار.
عانى خليفة من الاحتلال، إذ طارده الاحتلال لمدة أربعة شهور، واعتقله في السابع عشر من نيسان/ إبريل عام 2003، وتعرض لتحقيق قاس، وأصدرت محاكم الاحتلال حكمها عليه بالسجن 24 عامًا، ثمَّ أبعده الاحتلال إلى قطاع غزة ضمن صفقة وفاء الأحرار، دون أن يُسمح له بلقاء أهله في الضفة، الذين تعرضوا لمضايقات شديدة من الاحتلال لسنوات طويلة بتكرار اقتحام منزل العائلة واستدعاء أفرادها للتحقيق في مقرات مخابرات الاحتلال، واعتقال إخوة فرسان (فارس وفراس وفيصل) أكثر من مرة ولفترات طويلة، ومنع الأسرة من السفر.
ظلَّ الاحتلال يتابع خليفة في محاولة للنيل منه، وكثَّف جهوده بعد اندلاع معركة طوفان الأقصى، والإبادة الجماعية التي شنَّها على الفلسطينيين في قطاع غزة، إلى أن اغتاله في الخامس والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2023، مع مجموعة من قادة المقاومة منهم أنس الغندور، وقد عثرت المقاومة على جثمانه أثناء الهدنة، وتم تشيع جثمانه مع أربعة من قيادات كتيبة جباليا التابعة للواء شمال قطاع غزة وهم: مصطفى قاسم وشادي عبد ربه ومحمود المطعوط وأحمد المطوق وذلك في الحادي والعشرين من كانون الثاني/ يناير عام 2024، ثم التحق به أخوه فارس شهيدًا حيث اغتاله الاحتلال عند حاجز عناب العسكري شرق طولكرم في الخامس عشر من كانون الثاني/ يناير عام 2024.



