محمود مرزوق أبو وطفة

وُلد محمود مرزوق أبو وطفة في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة في السابع عشر من آب/ أغسطس عام 1967، لعائلة فلسطينية لاجئة تعود أصولها إلى قرية نعليا المهجَّرة قضاء غزة المحتل، وهو متزوج وله ستة عشر ابنًا وابنة. درس المرحلة الأساسية في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ودرس المرحلة الثانوية في مدارس مدينة غزة، وحصل منها على الثانوية العامة، ونال درجة البكالوريوس في التاريخ من كلية الآداب في الجامعة الإسلامية في غزة، ودرجة الماجستير في التربية من الجامعة نفسها، ودرجة الدكتوراه في التربية من كلية التربية في جامعة عين شمس في القاهرة.

عمل محاضرًا في الجامعة الإسلامية وفي كلية العلوم التطبيقية، قبل أن ينتقل إلى العمل الأمني، ويُعيَّن نائبًا لمدير جهاز الأمن الداخلي بين عامي (2010 -2012) ثم مديرًا له، ثمَّ وكيلًا لوزارة الداخلية في قطاع غزة.

التحق أبو وطفة بالحركة الإسلامية في شبابه المبكر، وكان يتردد على مسجدي الرضوان والنصر، وشارك في الفعاليات الدعوية والاجتماعية والمؤسساتية التي كانت تقيمها الحركة في قطاع غزة، وكان من كوادر الجهاز الدعوي الذي كان يشرف عليه الشيخ أحمد ياسين في ثمانينيات القرن العشرين، وقد عمل أبو وطفة حينها مع باسم عيسى وعماد العلمي، وشارك في الانتفاضتين الفلسطينيتين الأولى والثانية، وعمل مع أحمد الجعبري على تشكيل الجيش الشعبي للحركة خلال انتفاضة الأقصى الثانية عام 2000.

 وأسهم في تطوير بنية كتائب القسام ونقلها من مجموعات محدودة إلى قوة منظمة ذات هيكلية وانضباط، وأصبح عميدًا للكلية التابعة لها، وكان أحد القادة المؤسسين لكتيبة الرضوان التابعة لكتائب القسام، كما عُرف بكونه حلقة وصل بين القيادة السياسية لحركة حماس، سيما يحيى السنوار، وبين المؤسسات الأمنية والشرطية.

عانى أبو وطفة من الاحتلال، حيث اعتُقلته مخابرات الاحتلال عدة مرات، كما اعتقل في سجون السلطة الفلسطينية، وتعرض للتعذيب والمطاردة ومحاولات الاغتيال المتكررة، وكان لافتًا مواصلته أداء مهامه الشرطية خلال حرب الإبادة الجماعية التي شنَّها الاحتلال على قطاع غزة في تشرين أول/ أكتوبر عام 2023، رغم خطورة الواقع الميداني، وكان يتنقل على دراجة هوائية بين الشوارع والأحياء لمتابعة انتشار الشرطة وتأمين وصول المساعدات لأهل غزة.

ارتقى ابنه صلاح الدين شهيدًا في حرب الإبادة على غزة، وقصف الاحتلال بيته لكنه نجا، ثم تمكَّن الاحتلال من اغتياله مع زوجته وعدد من أبنائه وبناته، عبر قصف منزله في أرض الشنطي في حي الشيخ رضوان في مدينة غزة في الثامن عشر من آذار/ مارس عام 2025، وبذلك يكون الاحتلال قد أعلن عن انهيار وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين حركة حماس والاحتلال في كانون الثاني/ يناير عام 2025 قبل الوصول إلى مرحلته الثانية، وقد ارتقى في الساعات الثلاثة الأولى من هجوم جيش الاحتلال الذي اغتيل فيه أبو وطفة 300 فلسطينيًا، منهم عدد من كبار المسؤولين الحكوميين ومسؤولي الأمن وقيادات في حركة حماس مثل عصام الدعاليس رئيس متابعة العمل الحكومي، وأحمد الحتة وكيل وزارة العدل، وبهجت أبو سلطان مدير الأمن الداخلي، وياسر حرب ومحمد داود الجماصي عضوي قيادة حماس في قطاع غزة.

اظهر المزيد

مركز رؤية للتنمية السياسية

يسعى المركز أن يكون مرجعية مختصة في قضايا التنمية السياسية وصناعة القرار، ومساهماً في تعزيز قيم الديمقراطية والوسطية. 11

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى