مريم أبو دقة

ولدت مريم رياض أبو دقة في بلدة عبسان الكبيرة في منطقة الفراحين في محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة في التاسع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1991، وهي متزوجة، ولها ابن. درست المرحلة الأساسية في مدرسة بنات عبسان الكبيرة، ودرست المرحلة الثانوية في مدرسة الخنساء، وحصلت منها على الثانوية العامة عام 2010، ونالت درجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام من كلية الصحافة في جامعة الأقصى في قطاع غزة عام 2014، وأنهت عدة دورات تخصصية في الصحافة والإعلام. نشطت في مجال التصوير الصحفي، وكرست حياتها المهنية لنقل معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

عملت مصوِّرة مستقلة، حيث صوَّرت أحداث مسيرات العودة عام 2018، وهي مسيرات جماهيرية أسبوعية أطلقها الغزِّيون باتجاه الحدود مع منطقة “غلاف غزة” تعبيرًا عن رفضهم لحصار الاحتلال للقطاع، وتطلعهم للعودة إلى بلداتهم التي هُجِّروا منها عام 1948، وغطت أبو دقة حروب الاحتلال على قطاع غزة منذ عام 2012، سيما حرب الإبادة الجماعية التي شنَّها الاحتلال في شهر تشرين أول/ أكتوبر عام 2023.

عملت مع وكالات إعلامية محلية وعربية ودولية منها: وكالة دنيا الوطن، وقناة الشرق، ووكالة اسوشيتد برس Associated Press الأمريكية، كما عملت صحفية في مركز شباب الأمة بين عامي (2019-2023)، وكانت مصوِّرة في صحيفة إندبندنت Independent عربية بين عامي (2020-2025).

كانت أبو دقة عضو في نقابة الصحفيين، وكرَّست حياتها للعمل الصحفي، حيث لم تنقطع عن عملها ليوم واحد طوال فترة الحروب على القطاع، وبينما اضطر وحيدها غيث مغادرة قطاع غزة مع بدء حرب الإبادة أصرت أبو دقة على البقاء، وواصلت تغطيتها للأحداث، وبقيت صامدة في الميدان.

عانت أبو دقة من الاحتلال، فقد قصف منزلها في بداية الحرب، لكنَّها بقيت في الميدان تغطي الأحداث، وقد لاحقها الاحتلال مثل بقية زملائها وزميلاتها، ولما كانت على علم بأنَّها ربما ترتقي شهيدة في أي لحظة، فقد كتبت وصيتها لابنها غيث قائلة له: ” غيث قلب وروح أمك أنت، ادعيلي ما تبكِ عليَّ.. ميشان أظلي مبسوطة، بدي ترفع راسي وتصيير شاطر ومتفوق.. أمانة يا غيث.. صلاتك ثمَّ صلاتك ثمَّ صلاتك يا ماما..”. اغتالها الاحتلال في استهداف لمبنى الطوارئ في مجمع ناصر الطبي في مدينة خانيونس بغارتين في الخامس والعشرين من آب/ أغسطس عام 2025، وارتقى في نفس الاستهداف واحد وعشرين مواطنًا، منهم عناصر من الدفاع المدني، وكان من الشهداء في هذا الاستهداف أربعة صحفيين، وهم: محمد سلامة، وحسام المصري، ومعاذ أبو طه، وأحمد أبو عزيز، وقد تابع الناس الاستهداف على الهواء مباشرة. دُفنت أبو دقة في مقبرة النمساوي.