تيسير عاروري

وُلد تيسير راغب عاروري في بلدة برهام في محافظة رام الله والبيرة في الثالث من نيسان/ إبريل عام 1946، درس المرحلتين الأساسية والثانوية في مدارس بيرزيت، وحصل على الثانوية العامة في الفرع العلمي، ودرس سنة تحضيرية في كلية بيرزيت، ونال درجتي البكالوريوس والماجستير في الفيزياء من جامعة موسكو الحكومية عام 1973. عمل محاضرًا في دائرة الفيزياء في جامعة بيرزيت بين عامي (1973-1988)، وبين عامي (1994-2016)، وشغل منصب مساعد رئيس الجامعة للشؤون العامة بين عامي (1999-2004).

كتب العاروري مقالاته في عدد من الصحف والمجلات في فلسطين وخارجها منها الكاتب والطليعة وصوت الوطن، حيث ركَّز فيها على القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكان من ضمن اهتماماته دراسة تجربة اليسار الفلسطيني والعربي والعالمي. صدر له كتاب “الهزائم ليست قدرًا” (2013) وهو عبارة عن مجموعة من مقالاته التي نشرها في وقت سابق، وصدر عن سيرته كتاب ” تيسير، تاريخ يروي سيرة يصعب ردفها” (2017) تضمن شهادات لأربعة وثلاثين من أصدقائه ومعاصريه.

انخرط في الحركة الوطنية في فترة مبكرة من حياته، ونشط في الحراك الطلابي المناهض للاحتلال، وكان فاعلًا في الجبهة الوطنية الفلسطينية منذ عام 1973، ونشط في الحركة التطوعية التي توسع نشاطها منذ النصف الثاني من سبعينيات القرن العشرين، وكان من مؤسسي الحزب الشيوعي الفلسطيني في شباط/ فبراير عام 1982، ومن أعضاء مكتبه السياسي (غيَّر الحزب اسمه إلى حزب الشعب الفلسطيني)، وله نشاط نقابي ضمن نقابة العاملين في جامعة بيرزيت. نشط في الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وكان جزءًا من اللجان الشعبية التي قادت الانتفاضة، وعمل على مناهضة سياسات الإبعاد التي انتهجها الاحتلال بشكل مكثَّف في الانتفاضة الأولى.

دعا عاروري للسلام على أساس حل الدولتين، وقام بالتوقيع على عريضة بهذا الشأن، ضمت فنانين ومثقفين من دولة الاحتلال ومن الفلسطينيين. كان عاروري في اللجنة التوجيهية للوفد الفلسطيني لمؤتمر مدريد للسلام عام 1991، وبادر إلى العمل لتعزيز الدعم الدولي للقضية الفلسطينية، وكان من المبادرين إلى ترسيخ المقاطعة الأكاديمية ضد جامعات الاحتلال. أصبح منسقًا للتجمع الفلسطيني الديمقراطي، ورئيسًا لمجلس إدارة مركز القدس للمساعدة القانونية، ورئيسًا للمركز الفلسطيني للسلام والديمقراطية.

عانى العاروري من الاحتلال، فقد اعتقله عام 1974 إداريًا لمدة خمسة وأربعين شهرًا، ضمن حملة طالت كوادر في الجبهة الوطنية الفلسطينية وعدد من الوطنيين. اعتقله مرة أخرى في آذار عام 1982، ومرة ثالثة في آب/ أغسطس عام 1988، وتضامن معه عدد كبير من زملائه، حيث قام أكثر من 1400 عالم فيزياء ورياضيات حول العالم بتوقيع عريضة طالبوا فيها دولة الاحتلال بإطلاق سراحه وعدم نفيه، إلا أن دولة الاحتلال قامت بإصدار قرار بإبعاده وسبعة عشر فلسطينيًا بعد أسبوع واحد من “تجريمها” قانونيًا للجان الشعبية التي كان عاروري فاعلًا فيها، فتم إبعاده إلى فرنسا في السابع والعشرين من آب/ أغسطس عام 1989، وبقي في المنفى حتى في نيسان/ إبريل عام 1994، حيث سمح له الاحتلال بالعودة بموجب قرار إلغاء قرارات الإبعاد بحق مبعدي الانتفاضة، وعددهم اثنان وثلاثين مبعدًا. كان عاروري ممثلًا لحزبه في المجلس المركزي لمنظمة التحرير.

توفي في بلدة برهام في السابع والعشرين من حزيران/ يونيو عام 2016 ودفن فيها، وقد كرَّمته بلدية رام الله بافتتاح شارع باسمه في حي الطيرة (2017). 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى