رفعت العرعير

وُلد رفعت رفيق سعيد العرعير في حي الشجاعية شرق مدينة غزة في الثالث والعشرين من أيلول/ سبتمبر عام 1979، وهو متزوج وله ستة أبناء. درس المرحلتين الأساسية والثانوية في مدارس غزة،
وحصل على الثانوية العامة عام 1997، ونال درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية من الجامعة الإسلامية في غزة عام 2001، ودرجة الماجستير في الأدب الإنجليزي من كلية لندن الجامعية University College London في مدينة لندن London في بريطانيا عام 2007، وكانت رسالته حول “الأدب المقارن بين الأدب الفلسطيني والأدب الصهيوني”، ونال درجة الدكتوراه في الأدب الإنجليزي من جامعة “بوترا” University Putra Malaysia في ماليزيا عام 2017.
عمل أستاذًا للأدب العالمي والكتابة الإبداعية في الجامعة الإسلامية في غزة منذ عام 2007، حيث تميز في دمج الأدب الإنجليزي بالقضية الفلسطينية، واستخدم اللغة أداة لتحرير الفكر ومواجهة الحصار. كتب العرعير الشعر بالانجليزية، وعبَّر في قصائده عن معاناة الشعب الفلسطيني ووحشية الاحتلال، ومن أبرز أعماله: قصيدته الشهيرة If I Must Die التي كتبها عام 2011، ولاقت رواجًا عالميًا بعد اغتياله، حيث تُرجمت إلى أكثر من 250 لغة، وأصبحت رمزاً للمقاومة الأدبية والثقافية على المستوى العالم، وقصيدته I Am You، وقصيدته And We Live On.
حرَّر العرعير عددًا من الكتب منها:
Gaza Writes Back: Short Stories from Young Writers in Gaza, Palestine.
“غزة ترد بالكتابة: قصص قصيرة من كتّاب شباب في غزة، فلسطين” (2014)، والكتاب عبارة عن ثلاثة وعشرين قصة حقيقية خطَّها غزيون شباب عايشوا حرب الفرقان (2008-2009) وأهوالها، وخَبروا وحشية الاحتلال، وقد نُشر الكتاب أولًا بالانجليزية ثم تُرجم إلى الإيطالية والعربية والمالاوية، وثلاث لغات أخرى، وحرَّر أيضًا بالاشتراك مع ليلى حداد كتاب “Gaza Unsilenced” “”غزة تخرج عن صمتها” (2015)، حيث شارك في تأليف هذا الكتاب مجموعة من الكُتَّاب الفلسطينيين والأجانب وتناولوا القضية الفلسطينية وجرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين خلال حرب العصف المأكول عام 2014، كما شارك في تأليف كتاب “ضوء في غزّة: كتاباتٌ وُلدت من نار” (2022).
أجرى العديد من المقابلات واللقاءات الصحافية مع وسائل إعلام غربية متعددة، وظَّل مواظبًا على ذلك حتى استشهاده، ونشر مقالات في صحف دولية مثل “نيويورك تايمز”، حيث ناقش فيها القضايا الفلسطينية ومدى تأثير الاحتلال على الحياة الثقافية والاجتماعية في فلسطين. وقد عنون إحدى مقالاته في “نيويورك تايمز” والتي نُشرت في الثالث عشر من أيار/ مايو عام 2021 بـ: “طفلي يسأل: هل يمكن لـ “إسرائيل” تدمير عمارتنا إذا كانت الكهرباء مقطوعة؟”.
شارك في تأسيس مشروع “نحن لسنا أرقامًا” (We Are Not Numbers) عام 2014، وهو مبادرة إعلامية وأدبية تهدف إلى توثيق معاناة الغزيين بعد الحروب، سيما في أعقاب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2023. جمع المشروع كُتّابًا في ريعان الشباب من غزة مع مرشدين محترفين من مختلف دول العالم، لمساعدتهم في كتابة قصصهم الشخصية باللغة الإنجليزية، وهَدفُ المشروع تقديم الرواية الفلسطينية للعالم بأسلوب إنساني بعيداً عن الأرقام والإحصاءات، مع التركيز على نقل الواقع المعيشي اليومي للشباب في غزة، وتعزيز أصواتهم على الساحة الدولية.
وساهم العرعير في تأسيس صفحة “شهداء غزّة” التي توثق صور وقصص الشهداء، وكان من المؤسسين لقسم الإعلام الاجتماعي في المركز الفلسطيني للإعلام، وشارك في القسم الإنجليزي للمركز، كما أنَّه أسَّس مدونته تحت اسم “هذه غزة”، وطوال الفترة السابقة رفض مغادرة قطاع غزة وبقي صامدًا في الشمال.
عانى العرعير في حياته، حيث أصيب والده برصاص الاحتلال عام 1985، وأصابه حجر في رأسه ألقاه عليه جندي صهيوني بينما كان يلهو مع زملاء له في ساحة المدرسة عام 1989، وأصيب بالرصاص المطاطي ثلاث مرات كان آخرها عام 1993، وقتل الاحتلال ابن عمومته تيسير العرعير أثناء الانتفاضة الثانية عام 2001، وحاول جنود الاحتلال اغتياله أثناء حرب الفرقان، حين أطلقوا عليه النار، وهو على سطح منزله بعد ساعتين من إعلان الهدنة، واغتال الاحتلال أخاه محمد في غارة جوية أثناء حرب العصف المأكول عام 2014، ودمَّر بيته عائلته ومكتبه في الجامعة الإسلامية (مع مكاتب أخرى) في الحرب ذاتها، وعانى من الملاحقة والحصار الثقافي والإعلامي حيث تعرض حسابه على تويتر للإغلاق بحجة مخالفة المعايير في ديسمبر/كانون الأول 2018، رغم أنَّ عدد متابعيه بلغوا 90 ألفا.
دمّرت غارات الاحتلال منزله ومكتبته في التاسع عشر من تشرين أول/ أكتوبر عام 2023، فلجأ إلى إحدى المدارس، وتلقّى اتصالات هاتفية من قِبل مخابرات الاحتلال تتضمّن تهديدات بالقتل، لكنَّه رفض الخروج من غزة، ما دفعه إلى مغادرة المدرسة، والانتقال إلى منزل شقيقته، فاغتاله الاحتلال بقصف جوي استهدف منزل شقيقته في حي الدرج في شمال قطاع غزة في السادس من كانون الأول/ ديسمبر عام 2023، وقد استشهد بصحبته أخوه وابنه وأخته وأولادها الأربعة، كما استشهدت ابنته شيماء مع زوجها وطفلهما بعد أربعة أشهر من استشهاد والدها.
جُمعت بعض أشعاره ومقالاته الإبداعية في كتاب بالانجليزية صدر عام 2024 بعنوان: “If I Must Die: Poetry and Prose“، وقد جمع نصوص الكتاب الكاتب والمترجم يوسف الجمل الذي بدوره كتب مقدمة تعريفية، كما شاركت النشر بمقدمة الروائية سوزان أبو الهوى.