عثمان سعيد بلال

وُلد عثمان سعيد بلال في مدينة نابلس في السابع والعشرين من أيار/ مايو عام 1975. درس المرحلة الأساسية في مدرسة ابن قتيبة الأساسية، والمرحلة الثانوية في مدرسة ابن طلال الثانوية، وحصل على الثانوية العامة أثناء وجوده في سجون الاحتلال، ودرس خلال أسره الإعلام والعلوم السياسية في جامعة تل أبيب المفتوحة، ثم تحول إلى دراسة التاريخ، ونال درجة البكالوريوس من جامعة الأقصى في غزة.    

انخرط في شبابه المبكر في الحركة الطلابية الإسلامية، وتأثر كثيرًا بالقيادي يوسف السوركجي، وانتظم في حركة حماس أثناء الانتفاضة الفلسطينية الأولى، ونفَّذ فعاليات الحركة في نابلس، ثم انضم للعمل العسكري المقاوم عام 1993 فيما عُرف في حينه بكتائب الشهيد عبد الله عزام، ثم انتظم في صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام بعد تواصله مع القيادي عبد الناصر عيسى، وقدَّم نفسه على اعتباره جاهزًا للاستشهاد. قام بتنظيم عناصر جدد للقسام، منهم القساميين نسيم أبو الروس وجاسر سمارو اللذين كان لهما دور في تفعيل نشاط القسام في الانتفاضة الثانية. ترك بيته وعاش حياة المطاردين ابتداءً من شهر شباط/ فبراير عام 1994 بعد ثلاثة شهور من إطلاق سراحه من سجون الاحتلال. كان لخليته مختبر متفجرات في شارع عمان في نابلس. اشترك في تخطيط عددٍ من العمليات. وكان من المشاركين في عملية استشهادية في “رمات غان” للاستشهادي لبيب عازم في الرابع والعشرين من تموز/ يوليو عام 1995، وكانت هذه العملية بالتنسيق مع القيادي محي الدين الشريف، وقد أدت إلى مقتل ستة صهاينة وإصابة خمسة وثلاثين آخرين، كما أنَّه خطَّط مع مجموعته لعملية ثانية في “رمات أشكول”، نفَّذها الشهيد سفيان جبارين، وأسفرت عن مقتل خمسة من الصهاينة وإصابة مئة آخرين، وجاءت هذه العملية في الذكرى السادسة والعشرين لإحراق المسجد الأقصى، وقد اعتقل قبل تنفيذها بيوم، ولم يتمكن الاحتلال من كشف العملية بفضل صموده وعبد الناصر عيسى في التحقيق. كان من بين المقاومين الذين عملوا معه الشهداء محمود مدني وعبد المجيد دودين وفهيم دوابشة.

 حاول تحرير نفسه من سجون الاحتلال أربع مرات، كانت الأولى أثناء احتجازه في زنازين سجن نابلس في بداية اعتقاله الثاني، والثانية في سجن شطَّة عام 1996، وكانت بالاستعانة بالقيادي صالح العاروري، والثالثة عام 1997، وكانت بالتنسيق مع القيادي محمود عيسى وبمشاركة ستة عشر من كوادر الحركة في سجون الاحتلال منهم: ماجد أبو قطيش، وموسى عكاري، ومحمود عطُّون، وعبد الناصر عيسى، وأيمن أبو خليل، ومروان أبو رميلة، وأشرف الواوي، حيث حفروا نفقًا، لكن الاحتلال كَشف العملية قبل الانتهاء من حفر النفق، وهنالك محاولة رابعة في سجن عسقلان عام 2003 مع الأسيرين محمد كميل (الرشق) ونزار رمضان، وكان المخطط أن يتم فتح الشبك في القسم العلوي، والقفز إلى سطح مركز التحقيق، واستخدام حبل لتجاوز حائط السجن.   

عانى في مسيرة حياته، إذ اعتقله الاحتلال أول مرة أثناء دراسته الثانوية عام 1993، وتعرض لتحقيق قاسٍ في زنازين الاحتلال، طوال ثمانٍ وتسعين يومًا، واتهمه الاحتلال وقتها بالمشاركة في عملية أدت إلى مقتل جنديين في الثكنة العسكرية على سطح عمارة العنبتاوي وسط نابلس، لكنه صمد في التحقيق، وأنكر مشاركته في العملية، فحكم عليه الاحتلال بالسجن سنة كاملة بتهمة الانتماء لحركة حماس، ثم اعتقل مرة أخرى في التاسع عشر من آب/ أغسطس عام 1995، وحكم عليه الاحتلال بسبعة وعشرين مؤبدًا، ومنع الاحتلال إطلاق سراحه في صفقة وفاء الأحرار عام 2011، واعتقل إخوته الأربعة، منهم شقيقه معاذ عام 1997، حيث حكمه الاحتلال بستة وعشرين مؤبدًا وخمسة وعشرين عامًا، وشقيقه عبادة الذي حكمه الاحتلال بالسجن إحدى وعشرين مؤبدًا، وبقي في الأسر حتى أطلقت المقاومة سراحه في صفقة “وفاء الأحرار” عام 2011، وشقيقه بكر الذي اعتقله الاحتلال سنوات طويلة، واعتقل الاحتلال أيضًا والدته مرتين، وتوفي والده عام 2006، وتوفي شقيقه بكر عام 2017 دون أن يتمكن من وداعهما، وتعرّض للعزل الانفرادي والحرمان من الزيارة لفترات طويلة، كما تعرض بعيد السابع من أكتوبر لعملية متواصلة من التنكيل حتى تمكَّنت المقاومة من إطلاق سراحه في السابعة والعشرين من شباط/ فبراير عام 2025، ضمن الدفعة السابعة من صفقة التبادل التي أجرتها حركة حماس مع الاحتلال، وذلك في إطار اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه الطرفان يوم الخامس عشر من كانون الثاني/ يناير عام 2025.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى