تحليل شامل لآراء الإسرائيليين حول زيارة نتنياهو إلى البيت الأبيض

مركز رؤية للتنمية السياسيّة

محمد حسن، محمد المصري

في سياق السعي إلى فهم آراء الإسرائيليين العامة حول زيارة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض، قام مركز رؤية للتنمية السياسية بجمع وتحليل محتوى 1300 تغريدة عبريّة لإسرائيليين على منصة إكس، حيث طُرحت مجموعة من الموضوعات الرئيسة للنقاش، تحمل في طيّاتها آراء متباينة ومتناقضة في كثير من الأحيان، وبعد إخضاع هذه التغريدات لمنهجيّة نمذجة الموضوعات Topic Modelling، يمكن تقسيم الموضوعات الأساسية المطروحة للنقاش في سياق الحديث عن الزيارة كالآتي:

  • الملف النووي الإيراني.
  • صورة نتنياهو دوليًّا.
  • الانقسام بين اليمين واليسار حول مواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
  • الموقف من الأزمة السورية وتوجّهات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
  • إلغاء المؤتمر الصحفي المشترك في البيت الأبيض.

الشكل 1

يظهر الشكل رقم (1  ) مدى اهتمامات الإسرائيليين في الموضوعات المطروحة للنقاش، ويشير التحليل إلى أنّ قضية التباين في المواقف بين ترامب ونتنياهو حول الملف النووي الإيراني، قد حصلت على الاهتمام الأكبر وبنسبةٍ عاليةٍ جدًا من تغريدات الإسرائيليين، وأنّ ما نسبته 82.2 % من مجمل التغريدات قد تطرّقت إلى هذا الموضوع. يلي ذلك كل من موضوع صورة نتنياهو دوليًّا، ثم الانقسام بين اليمين واليسار حول مواقف ترامب، وبنسب أقل من ذلك جاء موضوع الامتعاض من حالة عدم التطابق في الرؤية الأميركية -الإسرائيلية حول الموقف في سوريا وتوجهات أردوغان، وأخيرًا حل موضوع إلغاء المؤتمر الصحفي المشترك في البيت الأبيض بين ترامب ونتنياهو.

في سياق التوترات الإقليمية المرتبطة بإيران وسوريا، تتعدّد آراء ومواقف الإسرائيليين بشأن زيارة بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض ولقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ويرى كثيرون أنّ هذه الزيارة تولّدت من حاجة نتنياهو إلى الحصول على دعمٍ أميركيٍّ في ملفاتٍ أساسية كالمسألة النووية الإيرانية، والرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة على السلع الإسرائيلية، في حين جاءت الزيارة في لحظةٍ كان يسعى فيها ترامب إلى إظهار صلابةٍ في قدرته على إدارة العلاقات الخارجية الأمريكية وفق مبادئه المعروفة، والتي يغلب عليها توظيف الأداة الاقتصادية ورفع شعار “أميركا أولًا”. ويرتبط هذا المشهد بمجموعةٍ من التحليلات والمقاربات التي توضّح كيف ينظر الإسرائيليون، إلى مغزى هذه الزيارة وتأثيرها المحتمل في السياسة الإقليميّة والدوليّة.

– “שמע אני ממש לא ממעריציו של ביבי, אבל מדהים לראות אותו ואת טראמפ וכמה שנשיא ארה”ב מעריך בו ורואה בו בן ברית חזק ואמין פעם אחר פעם (בטח בהשוואה לפגישות שלו עם מנהיגים אחרים בכהונה הזאת). השנאה הטריפה להם את המוח, זה פשוט פתטי”

– “اسمع، أنا لست من معجبي بيبي، لكن من المدهش أن أراه مع ترامب وكيف أن رئيس الولايات المتحدة يقدره ويراه حليفًا قويًا وموثوقًا به مرة بعد مرة (خاصة بالمقارنة مع لقاءاته مع قادة آخرين في ولايته الحالية). الكراهية أفسدت عقولهم، هذا ببساطة مثير للشفقة.”

المسار الدبلوماسيّ في مواجهة الخيار العسكريّ مع إيران

فيما يتعلّق بالنقاشات الإسرائيليّة الخاصة بمسألة التوتّر النووي بين إيران و”إسرائيل”؛ يرى المغرّدون أنّ هذا الخلاف المزمن شهد تحوّلًا أمريكيًا واضحًا مع إعلان ترامب استعداده للانخراط في حوارٍ مباشرٍ مع إيران، مع تعهده بالحفاظ على خيارات الضغط الأخرى. ويعتقد مؤيّدو المفاوضات المباشرة من الإسرائيليين أنّ أيّ اتفاقٍ مدروس مع طهران قد يجنّب الشرق الأوسط مواجهةً عسكريةً مدمّرة، ويُبعد عن المنطقة دوّامةً من الاضطرابات والمخاطر المرتبطة بسباق تسلّح نووي. في المقابل، يُعبّر منتقدو هذا الانفتاح عن مخاوفهم العميقة من أن تستثمر إيران الوقت والمرونة الدولية لتطوير برنامجها سرًّا، أو أن تلتفّ على أيّ تفاهمٍ محتمل دون الالتزام بتعهّداتٍ جوهريّة. من هنا يبرز خطاب نتنياهو الحادّ، الذي يرتكز على وجوب الحفاظ على التهديد العسكري بوصفه وسيلة ضغطٍ أساسيةٍ لإلزام إيران بالتخلّي عن طموحاتها النووية.

تتفق أطيافٌ واسعةٌ من التغريدات في أنّ الرؤية الإسرائيلية والأميركية لضرورة منع إيران من امتلاك قنبلةٍ نووية تبدو موحّدةً من حيث المبدأ، غير أنّ التفاصيل تكشف أحيانًا تبايناتٍ مهمّة؛ فقد أشارت بعض الأصوات إلى أنّ نتنياهو فوجئ بعزم ترامب على دخول محادثاتٍ مع إيران دون إطلاع الجانب الإسرائيلي بشكل مسبقٍ. وهذا مؤشرٌ على غيابٍ تامٍ للتنسيق في قضية إستراتيجيّةٍ وحسّاسةٍ تخصّ أمن “إسرائيل” وجوديًّا، ما ولّد انطباعًا لدى بعض الأوساط الإسرائيلية لضرورة التحسّب لنمطٍ من صنع القرار في البيت الأبيض قد لا يراعي دائمًا الأجندة الإسرائيلية. وزاد من حدّة هذا القلق إشادة ترامب بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ودعوته تل أبيب إلى التصرّف بــ “شكل معقول” في خلافاتها مع أنقرة. فثمّة من يربط بين خطواتٍ كهذه وبين استعداد الإدارة الأميركية، في عهد ترامب، للبحث عن توازناتٍ جديدةٍ مع قوى إقليميةٍ كان يُنظر إليها من قبلُ بوصفها خصمًا سياسيًّا أو أمنيًّا لـ “إسرائيل”.

وعلى الرغم من اختلاف الإسرائيليين في تقدير الخطر النووي الإيراني، فإن آراء كثيرة تتقاطع في التحذير من أعباء الحرب مع إيران، سواء على المستوى العسكري أو الإنساني أو الاقتصادي. يرى المحذّرون من الحرب في أنّها قد تؤدّي إلى تفجّر أزمةٍ إقليميةٍ كبرى، وقد تدفع دولًا أخرى في المنطقة إلى البحث عن قدراتٍ للردع النووي، فتزداد بذلك احتمالات التسلّح وزعزعة الاستقرار. إضافةً إلى ذلك، يُحذَّرون من فاتورةٍ باهظة الثمن في الأرواح والموارد، ومن عزلةٍ دوليةٍ محتملةٍ في حال وُصِف أيّ تحرّكٍ عسكريٍّ إسرائيلي بأنّه غير مبرّر. أمّا في حال اختيار المسار الدبلوماسي، فيجزم المؤيّدون له بأنّه أضمن وأقلّ تكلفةً بكثير، إذا أُحسن استخدامه، في منع امتلاك إيران قنبلةً نووية. ويتوقّع هؤلاء أنّ مفاوضاتٍ جادّة قد تتيح مراقبةً دوليةً صارمةً، وتضمن عدم انزلاق المنطقة نحو سباقٍ نوويٍّ أو صراعٍ مدمّر.

في المقابل، يرى المتشدّدون الإسرائيليون حيال إيران أنّ الدبلوماسية يجب أن تظلّ مرفقةً بخيارٍ عسكريٍّ قويٍّ لضمان جديّة الجانب الإيراني. ويصرّ هؤلاء على أنّ استبعاد خيار الضغط العسكري الفعلي قد يشجّع طهران على المماطلة. كما يُطرح “النموذج الليبي” أحيانًا، في إشارةٍ إلى تفكيكٍ شاملٍ للبرنامج النووي تحت إشرافٍ أميركيٍّ مباشر، وهو ما يعدّه نتنياهو الحالة المثاليّة لإنهاء التهديد النووي الإيراني، برغم استبعاد قطاعاتٍ واسعةٍ من المحلّلين احتمالية قبول طهران بهذا الخيار. وتتقاطع هذه المخاوف مع الجوانب السياسية الداخلية الأمريكية والإسرائيلية؛ إذ يحرص نتنياهو على استمرار خطابه الأمنيّ القوي بوصفه دعامةً مهمةً لتماسك اليمين الإسرائيلي. كذلك لا يخفي ترامب أنّ سياسته تجاه إيران تتصل بقاعدةٍ انتخابيةٍ معيّنةٍ داخل الولايات المتحدة، وتتأثر بتصوراتٍ أوسع عن مدى التزام واشنطن باستعادة نفوذها دوليًّا.

صورة نتنياهو دوليًّا واعتباراته السياسيّة الداخليّة

– “נתניהו, זה שהתיימר להיות היחיד שיכול לעמוד מול לחץ אמריקאי — רץ בהזמנה חפוזה לבית הלבן רק כדי לקבל אחת ההשפלות הגדולות שראש ממשלה ישראלי חטף שם: בלי חטופים, בלי הורדת מכסים, ועם טראמפ שמכריז בשידור חי שהוא ינהל מו”מ ישירות עם איראן. תודה לך, אדון ‘מנהיג חזק’.”

“نتنياهو – الذي ادّعى أنه الوحيد الذي يمكنه الوقوف أمام الضغط الأمريكي – هرع بعد دعوة عاجلة إلى البيت الأبيض فقط ليتلقى واحدة من أكبر الإهانات التي تلقّاها رئيس وزراء إسرائيلي هناك: بدون رهائن، بدون تخفيضات جمركيّة، ومع ترامب الذي يعلن على الهواء مباشرة أنه سيدير مفاوضات مباشرة مع إيران. شكراً لك، سيد “قائد قوي”.

يصف بعض المغرّدين الإسرائيليين اللقاء في البيت الأبيض بأنّه تأكيدٌ لتحالفٍ تاريخيٍّ متينٍ، في حين يستغرب آخرون غياب مؤتمرٍ صحفيٍّ مشتركٍ بحضور الزعيمين، ما قد يشي بوجود تبايناتٍ خفيّةٍ لم يجرؤ الطرفان على إظهارها علنًا. ويشير مؤيّدو هذا اللقاء إلى التعاون الاقتصادي والعسكري، والاتفاق على مواجهة إيران، وإلى رسائلٍ تضامنٍ متبادلةٍ. فيما يرى المنتقدون أنّ نتنياهو خرج صفر اليدين، دون إنجازٍ حقيقيٍّ في ملف الرسوم أو ملف غزّة أو الملف الإيراني. وقد وُصفت الزيارة بأنها مجرّد استعراضٍ سياسيٍ يُستغلّ التقاط الصور فيه أكثر مما يحقّق تسوياتٍ ملموسة. يذهب البعض إلى حدّ القول إنّ نتنياهو تعرّض لإهانةٍ دبلوماسية، إذ لم يحظَ بما كان يصبو إليه من تراجعٍ أميركيٍّ عن الرسوم أو التزامٍ واضحٍ في مسألة غزّة. ويجزم هؤلاء بأنّ ترامب يمارس ضغوطًا أكبر على الحلفاء، إذ يُقدّم نفسه حليفًا قويًّا، لكنّه لا يمنحهم صكًّا مفتوحًا في كلّ الملفات.

وعلى الجانب الآخر، تذكر بعض التغريدات إشادة ترامب بقيادة نتنياهو، واعتباره “قائدًا عظيمًا” يفهم إستراتيجيّة التفاوض ويملك قدراتٍ فريدة. ويرى هؤلاء أنّ الاجتماع قد أثمر عن تعهداتٍ بتقليص العجز التجاري والتعاون المشترك في مواجهة الخطر الإيراني، بما يجعل العلاقة بينهما أقوى من أيّ وقتٍ مضى. ويشير أنصار هذا الرأي إلى أنّ مجرد عقد الاجتماع وحصول التنسيق الرفيع يدلّ على تحالفٍ لا يزال متينًا، ومصالح حيوية تجمع الطرفين بعيدًا عن الحسابات الإعلامية قصيرة المدى.

أردوغان والأزمة السوريّة وانعكاساتها على إسرائيل

– “טראמפ: יש לי יחסים נהדרים עם ארדואן. אני אוהב אותו והוא אוהב אותי. אמרתי לראש הממשלה -ביבי, אם יש לך בעיה עם טורקיה, אני אעזור לך לפתור אותה. לא חושב שזו תהיה בעיה.”

“ترامب: لدي علاقات رائعة مع أردوغان. أنا أحبه وهو يحبني. قلت لرئيس الوزراء – بيبي، إذا كان لديك مشكلة مع تركيا، سأساعدك في حلها. لا أعتقد أنّ هذه ستكون مشكلة.”

يتوسّع نطاق النقاش الإسرائيلي حول اللقاء في البيت الأبيض، حين يدخل اسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الخطّ. فقد أشاد ترامب علنًا بما عدّه إنجازًا تاريخيًّا لتركيا في سوريا، معتبرًا أنّ سيطرة أنقرة في سوريا تحقّق مكاسب للمنطقة، وحثّ نتنياهو على ضرورة التحلّي بالمرونة حيال تركيا، كي لا تتفاقم الخلافات. يرى مؤيّدو هذا التقارب أنّ أردوغان لاعبٌ محوريٌّ في الشرق الأوسط، ولا بدّ للولايات المتحدة و”إسرائيل” من الحفاظ على علاقةٍ مستقرةٍ معه لضمان توازنٍ إقليمي. ويرى آخرون أنّ دعم ترامب لتركيا يثير مخاوف تل أبيب من إمكانية منح أنقرة موطئ قدمٍ أكبر في سوريا، ما قد يُوجَّه في النهاية ضدّ “إسرائيل”. وتنعكس هذه التخوّفات على تصوراتٍ حول النزاع الإقليمي الأوسع، فتتحسّب “إسرائيل” من تصعيدٍ عسكريٍّ إذا استشعرت أنّ الدور التركي يتضخّم على حدودها الشمالية. فيما يراهن ترامب على وساطةٍ محتملةٍ بين أنقرة وتل أبيب لو حدث أيّ خلافٍ بين الطرفين، مستندًا إلى صلته الوطيدة بأردوغان، والتي تلقّت انتقاداتٍ أميركيةً داخليةً تتهم ترامب بمحاباة أنظمةٍ لا تتوافق مع القيم الغربية.

تتقاطع هذه المعطيات أيضًا مع تساؤلاتٍ حول العلاقة الشخصية التي بناها ترامب مع كلّ من نتنياهو وأردوغان، ومدى تأثير تلك العلاقة في صياغة القرارات. فهناك من يقول إنّ ترامب يرى بأردوغان صديقًا مقرّبًا وينجذب إلى صورته بوصفه “زعيمًا قويًّا”، بينما قد يكون تعاطيه مع نتنياهو مشوبًا بإدراكٍ لمكانة إسرائيل في المعادلة الأميركية ولكن ليس بالضرورة من دافع التعاطف العميق، بل من منطلق تبادل مصالح. وقد نصح ترامب نتنياهو بأن يتعامل بعقلانيةٍ مع تركيا، ما كشف على الأرجح نيّته الحؤول دون تصدّعٍ بين حليفَيه الهامَّين. ولم تخلُ بعض التعليقات من الإشارة إلى “خيانةٍ” قد يستشعرها أنصار نتنياهو إذا لمسوا انفتاحًا أميركيًّا على أنقرة يتجاوز ما تراه إسرائيل مقبولًا لأمنها.

خاتمة

إنّ التناقضات التي عبّرت عنها تغريدات الإسرائيليين حيال الزيارة التي قام بها رئيس وزرائهم إلى البيت الأبيض تبدو كبيرة، وتظهر كيف تداخلت السياسة الداخليّة في كلا البلدين (سواء المتعلقة بالانتخابات الأميركية وبشعبية ترامب أو المتعلقة بالاصطفافات الحزبية داخل إسرائيل) مع الأزمات الإقليمية الكبرى (غزّة، سوريا، إيران) لترسم لوحةً محتدمةً تزدحم فيها الاتهامات والإشادات والتحذيرات. كما تكشف التغريدات التي تناولت ردود الفعل الإسرائيلية والأميركية عن اتفاق الطرفين على ضرورة منع إيران من امتلاك السلاح النووي، لكنّ التفاصيل والأساليب ودرجة تشديد العقوبات أو المبادرات الدبلوماسية تشكّل مواضع خلاف أو انقساماتٍ تغذّي مظاهر عدم الاستقرار على المدى القريب.

وبالمحصّلة، تُظهر مجمل التغريدات خلافات حول ما إذا كان اللقاء بين نتنياهو وترامب قد قاد فعلًا إلى إنجازاتٍ ملموسةٍ أو إلى انقسام وتوتّر. يجزم الموالون لسياساتهما بأنّهما نجحا في تشديد العزم على كبح إيران، وأرسَيا تحالفًا أقوى يفيد البلدين. أما النقّاد، فيستفيضون في تعداد المؤشّرات الدالّة على “فشلٍ” أو “ذهابٍ بلا عودةٍ” لنتنياهو بعد “إذلاله” في واشنطن. ويظلّ المشترك بين الاتجاهات كلّها هو الاعتراف بأنّ اللقاء نتج عنه تأثيراتٍ بعيدة المدى في ملفّاتٍ متعدّدةٍ، وإن لم تتجلّ نتائجه العمليّة فورًا على السطح.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى