محمد أبو سلمية

وُلد محمد محمد عبد الحليم أبو سلمية في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة في الثامن عشر من تشرين الأول / أكتوبر عام 1973 لعائلة فلسطينية لاجئة تعود أصولها إلى قرية الجورة المهجَّرة قضاء غزة المحتل، وهو متزوج وله أربعة من الأبناء. درس المرحلة الأساسية في مدارس مخيم الشاطئ، والمرحلة الثانوية في مدرسة الكرمل الثانوية للبنين في مدينة غزة، وحصل منها على الثانوية العامة عام 1991، ونال درجة البكالوريوس في الطب العام من جامعة بوغوموليتس الطبيَّة الوطنية Bogomolets National Medical University في أوكرانيا عام 1998، وحصل على البورد الفلسطيني في طب الأطفال عام 2013.

عمل طبيبًا للأطفال في مستشفى غزة الأوروبي في مدينة خان يونس بين عامي (2000-2004)، وأصبح المدير الطبي لمستشفى النصر للأطفال في مدينة غزة بين عامي (2007-2013)، وتولى رئاسة قسم الأورام في مستشفى د. عبد العزيز الرنتيسي عام 2013، وأصبح مديرًا لمستشفى د. عبد العزيز الرنتيسي للأطفال في مدينة غزة عام 2015، ومديرًا عامًا لمجمَّع الشفاء الطبي منذ عام 2019، وعمل محاضرًا في جامعتي الأزهر والإسلامية في مدينة غزة.

نظَّم مؤتمرات خاصة بطب الأطفال داخل قطاع غزة، وشارك في مؤتمرات طبيَّة خارجه، منها مؤتمر لوزارة الصحة الفلسطينية عُقد في مدينة القاهرة عام 2023. أشرف على مشاريع تطويرية للقطاع الصحي في قطاع غزة، منها ما أنجزه داخل مجمَّع الشفاء الطبي من تحديث للمعدات الطبية، وترميم للمباني القديمة مثل مبنى الولادة القديم، وافتتاح قسم الطوارئ الجديد في العاشر من شهر تموز/ يوليو عام 2023، حيث ضم اثنين وستين سريرًا. تواصل أبو سلمية مع المؤسسات العربية والدولية لشرح معاناة القطاع الصحي الفلسطيني في ظل حصار الاحتلال الخانق وحروبه المستمرة على قطاع غزة، وساهم في إدخال المساعدات الطبيَّة المقدَّمة من الخارج للقطاع.

 شهدت فترة إدارته لمجمَّع الشفاء انتشار جائحة كوفيد-19 (كورونا) أواخر عام 2019، وتصعيد الاحتلال لغاراته على قطاع غزة في أكثر من مناسبة، بالإضافة إلى اندلاع حرب سيف القدس في أيار/ مايو عام 2021، ثم طوفان الأقصى في السابع من تشرين أول /أكتوبر عام 2023، حيث شن الاحتلال حربًا مدمرةً على قطاع غزة، استمرت لفترة طويلة، وتعرض المجمَّع حينها لضغط كبير، إذ فاق عدد الإصابات قدرته على الاستيعاب، فكان يستقبل يوميًا ألف جريح، كما أنَّه استقبل في إحدى الحالات ألف شهيد في ساعة واحدة وألفين من المصابين. أشرف أبو سلمية على توسيع التجهيزات داخل المجمَّع في ظل الحرب، فارتفع عدد غرف العناية المركَّزة من ثماني عشرة غرفة إلى ستين غرفة، وارتفع عدد غرف العمليات من ثماني عشرة غرفة إلى ثلاثين غرفة، بالإضافة إلى تجهيز الخيم الطبية لاستقبال الجرحى، وقد تعرَّض المجمَّع للحصار والقصف المتعمَّد من قبل قوات الاحتلال فاستشهد جميع المرضى في العناية المركَّزة، واستشهد ستة من الأطفال الخدج، ونتيجة لتدهور الأوضاع، اتخذ أبو سلمية قرارًا بإخلاء المستشفى، ونقل المرضى إلى مستشفيات جنوب غزة بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، ثمَ إنَّ الاحتلال اقتحم المجمَّع للمرة الأولى في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2023.

حاز أبو سلمية على جائزة الطبيب العربي في شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 2024 في اجتماع وزراء الصحة العرب، تقديرًا لجهوده في إدارة مجمَّع الشفاء الطبي خلال طوفان الأقصى، ورفضه الانسياق وراء مزاعم الاحتلال بخصوص استخدام المجمَّع لأغراض عسكرية.

اختير أبو سلمية نائبًا لنقيب الأطباء في قطاع غزة، وترأس نادي الصداقة الرياضي.

يدعو أبو سلمية إلى الوحدة الوطنية وتكامل الجهود لتحقيق التنمية الشاملة للشعب الفلسطيني. ويرى أن تطوير القطاع الصحي ليس فقط ضرورة إنسانية، بل هو جزء أساسي من الصمود الوطني، ويؤمن بأن تحسين الخدمات الصحية والبنية التحتية يمكن أن يسهم في تعزيز قدرة الشعب الفلسطيني على مواجهة التحديات اليومية.

يشدد أبو سلمية على أهمية دعم حقوق اللاجئين الفلسطينيين وتعزيز التضامن العربي مع القطاع الصحي الفلسطيني، ويؤكد على أن القطاع الصحي هو أمانة يجب الحفاظ عليها مهما بلغت التحديات.

عانى أبو سلمية من الاحتلال، فقد استشهد قريبه جواد أبو سلمية الطالب في جامعة بيرزيت عام 1986، واعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء عملية اقتحامها لمجمَّع الشفاء الطبي في الثالث والعشرين من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2023، بينما كان يقوم بنقل خمسة وستين مريضًا من المستشفى على طريق شارع صلاح الدين، حيث أوقفته قوات الاحتلال على حاجز عسكري لمدة سبع ساعات ثم اعتقلته مع عدد من الطواقم الطبية، وتعرَّض للتحقيق على يد مخابرات الاحتلال في مركز تحقيق في “نيتساريم” داخل قطاع غزة، ثم نقل إلى مركز تحقيق “شيكما” عسقلان، وبعدها نُقل إلى سجن “عوفر” قرب مدينة رام الله، وتعرض للتعذيب الجسدي والنفسي الشديدين طوال فترة اعتقاله، وبقي في السجن حتى أُفرج عنه في الأول من شهر تموز/ يوليو عام 2024، وقد تحدث أبو سلمية بعد الإفراج عنه عن الأوضاع المأساوية للأسرى الفلسطينيين، واتهم الاحتلال بـ “التعذيب” مشيرًا إلى النقص الحاد في الطعام والشراب والإهانات الجسدية التي يتعرض لها الأسرى بشكل يومي، وأكَّد على أنَّ الاحتلال يستهدف الجميع، بما في ذلك الكوادر الطبية، التي استشهد بعض أفرادها تحت التعذيب.

اظهر المزيد

مركز رؤية للتنمية السياسية

يسعى المركز أن يكون مرجعية مختصة في قضايا التنمية السياسية وصناعة القرار، ومساهماً في تعزيز قيم الديمقراطية والوسطية. 11

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى