أحمد بحر (1949-2023)
ولد أحمد محمد عطية بحر في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة عام 1949، وتعود أصوله إلى قرية الجورة المهجرة قضاء عسقلان، وهو متزوج وله ثماني بنات وخمسة أولاد. تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدارس غزة، وحصل على الثانوية العامة من المدرسة الشرعية في الخليل عام 1967، ونال درجة البكالوريوس في اللغة العربية من الجامعة الإٍسلامية في المدينة المنورة عام 1971، ودرجة الماجستير في اللغة العربية من جامعة أم درمان الإسلامية في السودان عام 1980، ونال درجة الدكتوراه في اللغة العربية من جامعة عين شمس بالتعاون مع جامعة الأقصى في غزة عام 2001. عمل مدرسا في المدرسة الثانوية الشرعية في مدينة الخليل بين عامي (1971- 1974)، وعمل خطيبا وإماما في مسجد بيت أمر الكبير بين عامي (1972- 1976)، ثم عمل محاضرا في قسم اللغة العربية في الجامعة الإسلامية بغزة، وشغل منصب نائب عميد كلية الآداب في الجامعة الإسلامية بين عامي (2002- 2003).
انضم بحر إلى جماعة الإخوان المسلمين في وقت مبكر من حياته، والتحق بحركة حماس منذ تأسيسها عام 1987، حيث عايش انطلاقتها وشارك في أنشطتها المختلفة على الصعيد التربوي والدعوي والسياسي، وقد تقلد مناصب إدارية وتنظيمية مختلفة في حماس، وكان رئيس اللجنة التحضرية لمؤتمر الشيخ أحمد ياسين، وكان له نشاط مؤسيي؛ فكان نائب نقيب العاملين في الجامعة الإسلامية في غزة عام 1984، والأمين العام للجمعية الإسلامية بقطاع غزة بين عامي (1985- 2004)، ورئيس مجلس شورى حزب الخلاص الوطني الإسلامي عام 1998، وانتخب عضوا في المجلس التشريعي عن قائمة التغير والإصلاح عام 2006، وكان النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي، ورئيس المجلس التشريعي بالإنابة بعد اعتقال رئيسه عزيز الدويك لمرات عدة عام 2006 وعام 2014 وعام 2023، وهو عضو في المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، ورئيس مجلس شورى حماس في غزة بين عامي (2017- 2021).
كان بحر واعظا وخطيبا ومصلحا اجتماعيا، كما ألف مجموعة من الكتب وكتب المقالات في المواقع والمجلات المحلية، فمن مؤلفاته: “عوامل النصر” و “عمير بن الحمام أول استشهادي في الإسلام” و “الحوار وأثره على التغيير” و “الميسر في النحو 2012”. وكتب المقالات في جريدة الرسالة.
يؤكد بحر على ضرورة وحدة الفلسطينيين في مواجهة مخططات الاحتلال ومشاريعه، وإتمام المصالحة الداخلية لتقوية الصف الفلسطيني أمام الاحتلال وأعوانه، ويعتبر أن أمريكا صنعت تحالفات عربية ضد تحالفات عربية أخرى لتمزيق الموقف العربي، وتفتيت القضية الفلسطينية، ولاستنزاف مقدرات الأمة، وحماية للاحتلال من خلال الاعتراف به والتطبيع معه واستقبال وزرائه في الدول العربية. ويؤكد أن قوة موقفنا الفلسطيني أفشلت صفقة القرن ومؤتمر البحرين الاقتصادي، ويشدد على ضرورة أن تتمثل الوحدة في شراكة حقيقية في كافة المؤسسات الرسمية الفلسطينية، وتمثل جميع أطياف شعبنا الفلسطيني وقواه المختلفة.
عانى بحر من الاحتلال؛ فقد اعتقله مدة عامين إداريا عام 1989، وأبعده إلى مرج الزهور جنوبي لبنان أواخر عام 1992، واعتقل في سجون السلطة الفلسطينية عدة مرات فترة تسعينات القرن الماضي، واستشهد نجله محمد وزوجته وأبناؤه في بداية معركة طوفان الأقصى عام 2023، ثم أعلن عن استشهاده يوم الجمعة في 17 من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2023.