عبد الله معروف
ولد عبد الله معروف عمر في مدينة عمان الأردنية في الخامس عشر من أيلول/ سبتمبر عام 1979، لأسرة فلسطينية لاجئة تعود أصولها إلى قضاء الرملة المحتل، وهو متزوج ولديه ثلاثة أبناء. درس المرحلتين الأساسية والثانوية في مدارس السعودية والأردن، ونال درجة البكالوريوس في الشريعة من كلية أصول الدين في الجامعة الأردنية في مدينة عمان عام 2000، ودرجة الماجستير في دراسات بيت المقدس من جامعة أبردينAberdeen في بريطانيا عام 2005، ودرجة الدكتوراه في التخصص نفسه ومن الجامعة نفسها عام 2008، ونال إجازة في علوم المسجد الأقصى مصدقة من دار الإفتاء في القدس. عمل مسؤولا للإعلام والعلاقات العامة والإرشاد الأثري في باب الرحمة في المسجد الأقصى بين عامي (2000-2002)، ومراسلا متخصصا في القدس لصالح صحيفة السبيل الأردنية، ومحاضرا في قسم التاريخ الإسلامي في جامعة مالايا في ماليزيا، ومحاضرا في كلية المجتمع الإسلامي في الأردن، ومدير مشروع في مؤسسة القدس الدولية بين عامي (2008-2011)، ورئيسا للجنة الإصدارات في الحملة الأهلية في احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية عام 2009، ومحاضرا في جامعة البلقاء التطبيقية بين عامي (2010-2011)، ومحاضرا في قسم التاريخ الإسلامي في جامعة طيبة في المدينة المنورة بين عامي (2011-2014)، ويعمل محاضرا في جامعة إسطنبول 29 مايو في مدينة إسطنبول في تركيا.
اهتم معروف بالقدس والأقصى تاريخا وواقعا ومستقبلا، وقدَّم محاضرات وشارك في ندوات وورش علمية ودورات حول هذا الموضوع في أكثر من بلد عربي وأجنبي مثل: لبنان وبريطانيا والجزائر والدنمارك واليمن وقطر وتركيا والسودان وإيطاليا وكندا وغيرها، وساهم في إطلاق برامج عدد من المؤسسات والهيئات المهتمة بالقدس والاقصى مثل ملتقى القدس الثقافي في الأردن، ورابطة شباب لأجل القدس العالمية، والحملة الأهلية لاحتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية، وغيرها.
كتب معروف عددا من الدراسات وأصدر عددا من الكتب في موضوع الأقصى ودراسات بيت المقدس منها: المدخل إلى دراسة المسجد الأقصى (2009)، وأطلس معالم المسجد الأقصى المبارك (2010)، وبيت المقدس في إستراتيجية النبي (ص) (2014)، وقدر صدر الكتاب ذاته بالانجليزية (2019)، وبالتركية (2023)، وبيت المقدس والنبوءة القرآنية الأولى (2016)، والمدخل إلى دراسات بيت المقدس (2017)، وماذا خسر المسلمون بسقوط بيت المقدس (2018)، وشارك في فصل في كتاب (العالم في مدينة) (2018)، وفصل في كتاب (القدس: التطهير العرقي وأساليب المقاومة) (2023).
يرى معروف أن اتفاق أوسلو من أغرب الاتفاقيات في التاريخ لأنه لم يحدث تاريخيا أن يعترف طرفين ببعض بطريقة غير متوازنة، بحيث يعترف طرف بدولة مقابل أن يعترف الطرف الآخر بمنظمة ممثلة عن شعب، لا بدولة لهذا الشعب، وهو بالتالي يُعدُّ جريمة بحق الشعب الفلسطيني، ويعتقد أن أوسلو أعطت الاحتلال مساحة واسعة للتحكم بمدينة القدس بالطريقة التي يراها مناسبة من خلال تأجيل المفاوضات بشأنها إلى ما لا نهاية، وبسبب أوسلو بات المقدسي غير معترف به قانونيا ورسميا: فلا هو فلسطيني ولا أردني ولا إسرائيلي.
يرى أن الانقسام نتاج وجود مشروعين متناقضين تماما، ولا يمكن الجمع بينهما بشكلهما الحالي، وأنه أثَّر سلبا على مدينة القدس، حيث انشغل طرفا الانقسام بمشاكلهما الداخلية، ويعتقد أن النتيجة الحتمية لهذا الانقسام يتمثل في أن يقضي أحد المشروعين على الآخر أو أن يذوب أحدهما في الآخر، أما حدوث مصالحة حقيقية في الوضع الراهن أو حتى حدوث شراكة وطنية بين هذين المشرعين المتناقضين فهو أمر لا يمكن تحقيقه على أرض الواقع. ويعتقد أن السلطة الفلسطينية جهاز لا يمثل الشعب الفلسطيني لأنه لم ينتخبه أحد ولم يفوضه أحد من الشعب، كما أن الشعب الفلسطيني أكبر من الضفة الغربية وغزة، ويرى أن فلسطين تتعرض لأكثر من نوع من الاحتلال، منها ما هو فكري وما هو عسكري وما هو سياسي، بالتالي فإنها تحتاج إلى تنويع طرق مواجهة الاحتلال وفقا للميدان، أما فيما يتعلق بمدينة القدس فيرى أن ثبات المقدسيين في المدينة وعدم مغادرتها رغم الضغوط هو أقوى وسائل مقاومة الاحتلال وأجدرها.
يعتبر أن ما حدث ويحدث في الوطن العربي هو حالة طبيعية ضمن مخاض التغيير الذي ترغب به الشعوب، فالشعوب من الطبيعي أن تثور على الظلم، ومن الطبيعي بالمقابل أن تحاول أنظمة الحكم القائمة أن تبقى وتراوغ الشعوب لحظيا ثم تنقلب عليها، كما أن من الطبيعي أن تنتح عن موجة المخاض الأولى أنظمة أشد قمعا، لكن هذا ليس أكثر من خطوة يفترض أن تعقبها خطوات، حيث أن المنطق التاريخي يقول إن هذا الموقف ينبغي أن تتبعه موجة ثانية متوقعة لثورات الشعوب ومطالبتها بالتغيير.
عانى معروف من الاحتلال، حيث اضطر تحت ضغطه إلى مغادرة فلسطين عام 2002، وتسبب ذلك في معاناة عائلته، كما أن الاحتلال امتنع عن إصدار هوية مقدسية لأحد أبنائه على الرغم من مولده في مدينة القدس، فبات جزء من العائلة يمكنه دخول القدس وجزء آخر يمنع من دخولها، كما أن معروف أصيب في أحداث انتفاضة الأقصى في ساحات المسجد، إلى جانب معاناة عائلة زوجته نتيجة لاعتقال شقيقها مالك لمدة تسعة عشر عاما، وإبعاد والدها الدكتور ناجح بكيرات عن مدينة القدس.