وفاء الأدهمي
ولدت وفاء أحمد حامد الأدهمي في مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة في السادس عشر من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1972، وهي متزوجة ولها خمسة أولاد وبنت.درستْ المرحلة الأساسية في مدارس اليعقوبية، وقرطبة، ونسيبة المازنية، ودرست المرحلة الثانوية في مدرسة بركات الثانوية، وحصلت على الثانوية العامة في الفرع العلمي عام 1990، ونالت الدبلوم المتوسط في هندسة الديكور من جامعة بوليتكنك فلسطين في الخليل عام 1992.عملت في مدرسة خاصة لمدة عامين، ثمَّ انتقلت إلى مجال الرسم، واستطاعت ابتكار عجينة الرسم باستخدام مواد البناء وألوان الأكريليك، وأقامت أول معرض فردي لها عام 2019، وكان يحوي 40 لوحة فنية أُنجزت باستخدام عجينة الرسم التي ابتكرتها.
حصلت الأدهمي على لقب أفضل فنانة تشكيلية عن فئة الابتكار مع المجموعة العربية – لندن عام 2020، كما شاركت في تنظيم عدد من المعارض الجماعية على مستوى محافظة الخليل، وأقامت عددا من المعارض الإلكترونية على مستوى فلسطين والوطن العربي أثناء جائحة كورونا، حيث نظَّمت معرض إلكتروني بعنوان (رسم من الحجر المنزلي) باشتراك سبعين فنانا من فلسطين والوطن العربي. واختصت رسوماتها بتوثيق آثار الدمار التي سببه الاحتلال، فكانت القرى المهجَّرة أحد العناوين الرئيسة في رسوماتها، بالإضافة إلى حق العودة للاجئين الفلسطينيين، كما أنَّها سعت من خلال فنِّها التشكيلي إلى ترسيخ الهوية الفلسطينية، والأحقية للشعب الفلسطيني في أرضه وممتلكاته.
أنتجت الأدهمي عملا فنيا بعنوان (أصحاب الرقاب الطويلة)، جيَّدت فيها حال فئة من شباب قطاع غزة أرهقتهم سنوات الحصار الطويلة من الحصار، فهاجروا عبر البحر، وتركوا خلفهم الانقسام والحصار والدمار وامتدت أعناقهم متلهفين للمجهول بحثا عن الحرية والرزق، فلم يجدوا سوى الفقد والموت في البحر، وكان لمقطع الفيديو الذي يظهر فيه شاب من غزة يرسل رسالة لأمه يقول: ” يا أمي انقلب القارب وسمك القرش يأكل لحم أصحابي”، أثر كبير لإنجاز لوحتها التي تكونت من قوارب وعلى متنها شبابا ومن خلفهم الدمار ومن أمامهم الموت المتمثل بأسماك القرش.
شكلت الانتفاضة الأولى نقطة تحول ونضوج فكري لدى الأدهمي، ونشطت في تلك الفترة في التعليم الشعبي الذي مارسه الفلسطينيون للرد على إغلاق الاحتلال للمدارس، والذي كان يتم في المساجد والقاعات والبيوت.
تؤمن الأدهمي بأن الوحدة الوطنية هي سبيل الخلاص، وأن الشراكة الوطنية ضرورة قصوى، وهي أداة لتحقيق هدف الفلسطينيين في زوال الاحتلال عن أرض فلسطين التاريخية، وترى بأن الانقسام أخطر من الاحتلال وهو من معوقات الحياة، وأن كرامة الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال ودحره وتحقيق حق العودة للاجئين إلى ديارهم التي هُجِّروا منها، وتعتقد بأن النظام السياسي الفلسطيني ضامن للحريات نسبيا، أمَّا الحالة العربية التي يعيشها الوطن العربي منذ عام 2011 فهي ثورة عفوية.