هارون ناصر الدين
ولد هارون منصور يعقوب ناصر الدين في مدينة الخليل في الخامس من أيار/ مايو عام 1970، وهو متزوج ولديه ولدان وبنت. درس المرحلة الأساسية في مدرستي الإبراهيمية والأمير محمد، ودرس المرحلة الثانوية في مدرسة الحسين بن علي، وحصل منها على الثانوية العامة عام 1988، ونال درجتي البكالوريوس والماجستير في إدارة الأعمال من جامعة واشنطن بنظام التعليم بالانتساب وهو داخل سجون الاحتلال.
انتمى ناصر الدين إلى حركة حماس منذ انطلاقتها عام 1987، وانخرط في فعالياتها الوطنية، وشارك في رشق دوريات الاحتلال وسيارات المستوطنين بالحجارة، وانضم للمظاهرات المناوئة للاحتلال، وكان مسؤولا في حركة حماس في منطقة الخليل، ثم التحق بالجناح العسكري لكتائب القسام، وشارك مع عماد عقل القيادي في القسام في تنفيذ عدد من عمليات المقاومة، منها عملية المسجد الإبراهيمي التي وقعت في الخامس والعشرين من تشرين أول/ أكتوبر عام 1992 وأدت إلى مقتل صهيوني وإصابة آخر، كما نشط ضمن الحركة الفلسطينية الأسيرة وفي الصف القيادي لحركة حماس داخل سجون الاحتلال، وشارك في تفعيل دور الأسرى في النشاط الوطني داخل سجون الاحتلال وخارجها حتى تحرره في صفقة وفاء الأحرار عام 2011، وانتخب عضوا في المكتب السياسي لحركة حماس عام 2021، وأصبح مسؤول ملف القدس في الحركة منذ عام 2022.
يستضاف ناصر الدين في وسائل الإعلام المختلفة للتعليق على الملفات الفلسطينية الساخنة خصوصا ملف القدس، حيث يعبِّر في تصريحاته عن الموقف الرسمي للحركة.
يرى ناصر الدين أن القضية الفلسطينية حباها الله بوجود القدس والأقصى فأصبحت جرح فلسطين والأمة، ووجود الأقصى تحت الاحتلال جعله أحد أهم عناوين المقاومة والتحرير، وقد كانت القدس وكان الأقصى سببا في حدوث ثورات وانتفاضات وحروب في فلسطين منذ النصف الأول من القرن العشرين حتى هذا اليوم. ويعتقد أن اتفاق أوسلو عطَّل ما كان يمكن أن يحققه الشعب من خلال الانتفاضة الأولى، وكان سببا في عدم انسحاب الاحتلال من الضفة الغربية وقطاع غزة بالكامل، حيث كان الاحتلال سينسحب لو استمرت الانتفاضة بضعة أشهر، ويرى أن الانقسام الفلسطيني كان بسبب عدم قبول نتائج الانتخابات التشريعية عام 2006 والتي أفرزت حركة حماس، وعبَّرت عن توجه واضح للشعب الفلسطيني نحو المقاومة، ويُحمِّل السلطة المسؤولية عن الانقسام وعن استمراره، ويعتبر أنَّه يشكل خطرا حقيقياً على مشروع التحرير وهو مطلب صهيوني.
يؤكد أن الشعب الفلسطيني ليس له سبيل للتحرر والانعتاق من الاحتلال الصهيوني إلا بالمقاومة بكل أشكالها؛ خصوصاً وأن العدو لا يفهم سوى لغة القوة ولن يعطي الشعب الفلسطيني حقوقه، لذا يجب انتزاعها منه بالقوة ولا يتأتى ذلك إلا بتحقيق الوحدة الوطنية، وتجسيد الشراكة الوطنية مع كافة الفصائل الفلسطينية على أرض الواقع، وقبول خيار الشعب الفلسطيني لقيادته وأن يقف أبناء حماس وفتح والجهاد والجبهة وكل الفصائل كتفا لكتف ضد الاحتلال، وقد خاض الشعب الفلسطيني سابقا محطات كفاحية كان فيها موحدا كما في الانتفاضتين الأولى والثانية وكما في محطات المواجهة داخل سجون الاحتلال. ويدعو الشعب الفلسطيني وفصائله إلى استغلال الفرصة التاريخية التي تعيشها المنطقة في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية، لتحقيق مشروع التحرر من الاحتلال، وذلك من خلال الفعل المقاوم خاصة في الضفة الغربية، حيث أن الشعب الفلسطيني يقترب في كل يوم أكثر من التحرير، والعدو ينكفئ، ويتوقع ناصر الدين أنَّه إذا استمرت المقاومة وتصاعدت سينسحب العدو من الضفة الغربية كما انسحب من غزة ولبنان، ويشدد على ضرورة تحقيق عودة اللاجئين إلى مدنهم وبلداتهم وقراهم التي هُجِّروا منها. ويرى أن السلطة الفلسطينية لا تختلف عن الأنظمة العربية وإن كان وجود المقاومة يخفف من سطوتها، وأن الوضع العربي، خرج من مرحلة الربيع إلى الشتاء، ويأمل أن يعود للربيع مرة أخرى.
عانى ناصر الدين من الاحتلال الصهيوني؛ فقد اعتقله للمرة الأولى عام 1990، وقضى مدة شهر ونصف في تحقيق معتقل الظاهرية وعام ونصف في العزل الكامل، واعتقل للمرة الثانية في الخامس عشر من كانون الأول/ ديسمبر عام 1992، ومكث في السجن عشرين عاما، تعرض خلالها إلى عدد من العقوبات منها: منع الزيارات، والعزل الانفرادي، ومنع الدراسة، كما توفي والده ووالدته واستشهد أخاه سفيان أثناء مكوثه في السجن، واعتقل أخويه ناصر وعامر أيضا.