نوح إبراهيم

وُلد نوح إبراهيم في حي وادي النسناس في مدينة حيفا المحتلة عام 1911. درس المرحلة الأساسية في المدرسة الإسلامية في حيفا وفي دار الأيتام في القدس. عمل موظفا في شركة الدخان في حيفا ” قرمان وديك- سلطي”، وعمل محررا في عدد من الصحف في مدينة يافا المحتلة، وشارك في تأسيس المطبعة التجارية الأهلية في حيفا، وعمل خبيرا فنيا في إحدى مطابع بغداد في العراق عام 1934، ثم انتقل إلى البحرين للعمل في أول مطبعة بحرينية، ودرَّب البحرينيين على آلات الطباعة.

التحق بالشيخ عز الدين القسام، وحضر دروسه في جامع الاستقلال، ورافقه في رحلاته إلى قرى حيفا وجنين، ويتأثر بفكره وخطابه الثوري. آمن بضرورة تفعيل الأجيال الشابة ودفعها للانخراط في العمل الثوري، فأسس مجموعة من الكشافة عام 1931، أطلق عليها “عصبة فتيان محمد الأباة”، بمباركة من الشيخ القسام، وتولّى تدريبها وتثقيفها. اشترك شباب كشافة “عصبة فتيان محمد الأباة” في الثورة الفلسطينية الكبرى التي اندلعت عام 1936، وتحوّلوا إلى تنظيم سري يحمل اسم “تنظيم عشيرة خالد” الذي راح يجمع التبرعات، ويمد الثوار بالسّلاح.

كان نوح إبراهيم شاعرا، وله قصائد زجلية وأهازيج ثورية حثَّ فيها الشعب الفلسطيني على الثورة على بريطانيا والمشروع الصهيوني، والصمود في مواجهة سياساتهما، وله قصيدة رئاء لشهداء ثورة البراق الثلاثة محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير الذين أعدمتهم بريطانيا في سجن عكا عام 1930، وقد سجَّل فيها لحظاتهم الأخيرة قبل إعدامهم، وقد غنتها فرقة العاشقين في وقت لاحق، ورثى القسام في قصيدة سمَّها ” يا خسارة يا عز الدين”.

أحيى عددا من الحفلات الشعرية في فلسطين، وألقى قصائده على مسارحها، وهو مغن وملحن أيضا.  

مُنح الشاعر نوح إبراهيم وسام القدس للثقافة والفنون من منظمة التحرير عام 1990، وأنشئت جائزة للتراث الشعبي حملت اسمه عام 1983، بمبادرة من “لجنة موسوعة الفولكلور الفلسطيني” في مدينة البيرة، وأطلق اسمه على شارع في مخيم اليرموك في دمشق، وصدرت عنه بعض المؤلفات والدراسات.

عانى نوح إبراهيم من الاحتلال البريطاني؛ حيث استشهد والده وهو ابن أربع سنوات، وسجنه البريطانيون في سجن المزرعة ثم في سجن عكا في شهر شباط/فبراير عام 1937، وأصدر مراقب المطبوعات البريطاني في فلسطين قرارا يمنع فيه نشر أو طبع قصائدهِ، وقد طبعت مجموعة أشعاره خارج فلسطين باسم “مجموعة أناشيد نوح إبراهيم”. ارتقى نوح إبراهيم في معركة مع الجيش البريطاني في الثامن والعشرين من تشرين أول/ أكتوبر عام 1938 قرب قرية طمرة في قضاء عكا المحتل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى