زكريا أبو معمر
وُلد زكريا أحمد أبو معمر في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة في الثاني والعشرين من شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 1972، وهو متزوج وله سبعة أبناء. نال درجة البكالوريوس في اللغة العربية من كلية التربية في الجامعة الإسلامية في مدينة غزة. عمل مدرِّسا ثم انتقل للعمل في القطاع الخاص. انتمى أبو معمر لحركة حماس عام 1989، وشارك في تنفيذ فعالياتها الوطنية، ونشط على الصعيد الطلابي؛ فكان عضوا في مجلس طلبة الجامعة الإسلامية، وانخرط في العمل النقابي، وشغل عدة مواقع تنظيمية داخل حماس، وهو عضو في قيادتها السياسية في قطاع غزة، ومسؤول ملف العلاقات الوطنية فيها.ينتمي فكريا إلى المدرسة الإسلامية الوسطية. يرى أن اتفاق أوسلو هو أساس الكوارث الفلسطينية، حيث بدأ الانقسام عندما وقَّع فريق من الشعب الفلسطيني على اتفاقية تنازل من خلالها عن الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني ثم حصد الوهم والسراب، ويعتقد أن حركة فتح أغلقت الباب على الشراكة الوطنية وتفردت بكل شيء، في حين عزَّزت حماس الشراكة وتبادل الرأي، وكانت مواقفها إما قريبة أو متطابقة مع موقف الفصائل الأخرى، ويؤكد أنَّ حماس استطاعت أن تترجم فكرة الوحدة والمشاركة إلى مشاريع عمل مثل تشكيل الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار، والهيئة الوطنية لدعم الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948، وغرفة العمليات المشتركة، ولم تقطع حماس أمرا ذا بال إلا بعد التوافق الوطني. يؤمن بأنّ مقاومة الاحتلال تكون بكافة الأشكال والطرق وفي مقدمتها المقاومة العسكرية، ويعتقد بأن المستقبل للمقاومة، فقوتها وما لديها من عمق عربي وإسلامي سيفتح الصراع على مساحات واسعة، ويتعزز حضور مشروعها، وسيتم فرض معادلات أكبر وأقوى وأقدر للوصول إلى تحرير فلسطين، ويرى أن استراتيجية الاحتلال تقوم على عزل قطاع غزة وإبقائه في دائرة الحصار، وسرقة الضفة الغربية، وتحويل السلطة إلى كيان أمني مقابل المال، وطمس قضية اللاجئين، ونشر الجريمة في الداخل المحتل، بينما يواجه الشعب الفلسطيني ذلك بالمقاومة في القطاع، وبالثورة في الضفة، وعبر التمسك بالهوية الوطنية ومقاومة مشاريع التهويد والأسرلة في أراضي عام 1948.يعتقد بأنّ السلطة الفلسطينية همشت دور منظمة التحرير، واعتبرتها جزءا من دوائرها، وفرَّغتها من مضمونها، وتستخدمها ورقة تستدعيها عند اللزوم بما يخدم أجندتها، بينما تدعو حماس إلى إصلاح المنظمة وإعادة بنائها، وعدم الذهاب لمشاريع بديلة عنها، لأنّ هذا سيزيد من الانقسام الفلسطيني، لكنّ بقاء باب المنظمة مغلق أمام حركتي حماس والجهاد الإسلامي يُفقدها شرعيتها واعتبارها ممثلة للشعب الفلسطيني، ويعتقد أن سياسة السلطة في الضفة القائمة على تعطيل استخدام أي ورقة قوة، وإعاقة الوحدة الفلسطينية، تعيق تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني.يتبنى حل التحرير الكامل لفلسطين التاريخية، ويؤمن بأن أي مشروع آخر لن يكتب له النجاح، فهذه الأرض لا تحتمل إلا أن تكون كيانا فلسطينيا خالصا، لا سيادة فيه إلا للشعب الفلسطيني، ويرى أن النظام السياسي الفلسطيني الحالي المتمثل في السلطة تحكمه مجموعة مصالح تختطف القرار والتمثيل بينما رصيدها الحقيقي صفر، بل إن السواد الأعظم من قاعدة حركة فتح لا يثق بمجموعة المصالح هذه، وينادي بضرورة تحشيد الشعب الفلسطيني في كل مكان في مواجهة الاحتلال خلف مشروع واحد وهو مشروع المقاومة. يرى أن الحالة العربية سيئة، فهناك أنظمة سمحت لنفسها بالتخاذل والتطبيع مع العدو، وهي بذلك تضر نفسها أولا وتضر شعوبها ثانيا، ولكن الثقة بالشعوب العربية وإرادتها الحرة التي ترفض هذه المهزلة.عانى أثناء مسيرته النضالية؛ إذ اعتقله الاحتلال الإسرائيلي مرتين إداريا بين عامي (1992-1994)، كما اعتقلته أجهزة أمن السلطة خمس مرات بين عامي (1996-1999). استشهد في العاشر من اكتوبر/تشرين الأول عام 2023 في حرب طوفان الأقصى.