عبد الله أبو شلبك
ولد عبد الله جودة أبو شلبك في مدينة البيرة في الثاني من آب / أغسطس عام 1968، لعائلة فلسطينية لاجئة تعود أصولها إلى بلدة لفتا المهجرة قضاء القدس المحتل، وهو متزوج وله ولد وبنتان. درس المرحلة الأساسية في مدرستي المغتربين والبيرة الجديدة، والمرحلة الثانوية في مدرسة دير دبوان الثانوية، حيث حصل منها على الثانوية العامة في الفرع الصناعي عام 1987، ونال درجة الدبلوم في اللغة العبرية من جامعة الخليل عام 2013، ودرجة البكالوريوس في علم الاجتماع والعلوم السياسية من الجامعة العبرية المفتوحة عام 2016، وشهادة مترجم قانوني “مُحلَّف” للغة العبرية من وزارة العدل الفلسطينية. عمل مسؤول صيانة في شركة سنقرط في البيرة بين عامي (1988-1989)، ومسؤول مبيعات في شركة الجنيدي عام 1990، وأصبح مدربا معتمدا للغة العبرية لدى عدد من المؤسسات الرسمية الفلسطينية والمعاهد، وقد أَعد كتبا تعليمية خاصة باللغة العبرية في خمسة مستويات معتمدة في عدد من الكليات والمدارس الثانوية، منها ثلاثة مستويات معتمدة في الكلية العصرية.
التحق بجماعة الإخوان المسلمين عام 1983، وشارك في تنفيذ نشاطاتها الدعوية والاجتماعية والثقافية، بما فيها استقطاب الشباب في قرى محافظة رام الله والبيرة للتيار الإسلامي، خصوصا بلدة كوبر، وكان عضوا في فرقة الأمعري للنشيد الإسلامي، وشارك في الفعاليات الوطنية قبل اندلاع الانتفاضة الأولى، بما فيها رشق الحجارة على قوات الاحتلال وسيارات المستوطنين والمشاركة في المظاهرات المنددة بسياسات الاحتلال، وانخرط في الحركة الطلابية الإسلامية في المدارس الثانوية، وانضم لحركة حماس فور تأسيسها، وشارك في تنفيذ فعالياتها الوطنية، من إلقاء الحجارة والزجاجات الفارغة وزجاجات المولوتوف على جيبات الاحتلال وسيارات المستوطنين، وتوزيع بيانات حركة حماس.
أسس خلية عسكرية تابعة لحركة حماس عام 1989، ضمت ياسر حجاز، وحلمي عزات، وبسام الزغل، حيث قامت بعدة عمليات منها إحراق محاصيل زراعية تابعة للاحتلال في الداخل المحتل، ووضع عبوة ناسفة على شاطئ مدينة يافا بالقرب من مسجد حسن بيك في الثامن والعشرين من تموز/ يوليو عام 1990، حيث انفجرت وأدت إلى مقتل مستوطنة، وعاش مطاردا للاحتلال مدة خمسة أشهر، برفقة عمر البرغوثي “أبو عاصف” وعبد الكريم البرغوثي “أبو كرمل” وغيرهما.
أصبح أبو شلبك من كوادر أسرى حركة حماس في سجون الاحتلال، وقد تولى عدة مهام تنظيمية في أكثر من سجن، حيث كان ممثلا للمعتقلين أمام إدارة مصلحة السجون الصهيونية، وأميرا عاما لأسرى حماس في سجني جلبوع وعسقلان، وشارك في الخطوات الاحتجاجية ضد سياسات مصلحة السجون الصهيونية بما في ذلك الإضراب عن الطعام، وقد نفَّذ محاولة للتحرر من السجن وهو في سجن جنيد المركزي عام 1994، وبقي في الأسر إلى أن أطلق سراحه في صفقة وفاء الأحرار في الثامن عشر من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2011.
يؤمن أبو شلبك بأن الاحتلال الصهيوني لفلسطين هو احتلال إحلالي يهدف إلى طرد السكان والاستيلاء على فلسطين، ولا مجال لحل القضية الفلسطينية إلا بزوال الاحتلال عن كامل فلسطين التاريخية وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي هُجِّروا منها، ويدعو إلى الصمود والإبقاء على حالة المقاومة، رغم الواقع الصعب الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، خصوصا مع الدور غير المسؤول الذي تقوم به القيادة القائمة على أمور الشعب الفلسطيني، ويرى أن الانقسام نتج عن عدم رضى طرف فلسطيني بنتائج الانتخابات وعدم تسليمه بطموحات ورغبات الشعب الفلسطيني التي عبر عنها في الانتخابات التشريعية عام 2006 والتي تخالف مشروع التسوية، ويعتقد أنه لا مجال للتلاقي بين القطبين الرئيسيين في الساحة الفلسطينية في الأفق المنظور، وخاصة مع وجود الاحتلال.
يرى أبو شلبك أن حل مسألة اللاجئين الفلسطينيين يكمن في عودتهم إلى ديارهم التي هُجِّروا منها وتعويضهم، وما دام الاحتلال موجودا فإن هذه العودة لن تكون متاحة لأن الاحتلال يريد طرد الفلسطينيين والاستيلاء على ما تبقى من الأرض الفلسطينية، ويعارض أبو شلبك التطبيع، ويرى بأن القائمين على المنظومة السياسية الفلسطينية كانوا المفتاح لحالة التطبيع في الوطن العربي، مع القناعة بأن الأنظمة السياسية العربية وجدت لخلق الكيان الصهيوني وتثبيته، لتحقيق مشروع تفكيك الوطن العربي، ومنع قيام أي مشروع سياسي توحيدي يضم العربي والمسلمين قائم على أساس الإسلام، ويعتقد أن الاحتلال سيبقى يحاول بكل الوسائل ليكون مقبولا في المحيط العربي والإسلامي، وتوسيع دائرة نفوذه لتشمل دولا خارج المنطقة العربية، ويؤمن أنَّ التطبيع الفكري والثقافي هو أخطر أنواع التطبيع، إذ إنَّه يهدف في نهاية المطاف إلى تمييع الأمة، وضرب مناعتها القيمية والأخلاقية، وكما أن التطبيع الاقتصادي يشكل خطرا عميقا على شعوب الوطن العربي والعالم الإسلامي.
عانى أبو شلبك في حياته؛ إذ اعتقلته قوات خاصة تابعة للاحتلال عام 1983، واعتقله الاحتلال مرة أخرى في الرابع عشر من شباط/ فبراير عام 1988، وتعرض لتحقيق قاس، واعتقل مرة ثالثة في الرابع عشر من شباط/ فبراير عام 1991، وتعرض لتحقيق قاس لمدة شهرين في أكثر من مركز تحقيق، وحكمته محاكم الاحتلال بالمؤبد، وعزله الاحتلال لأكثر من عشر سنوات، وتوفي والده وهو في الأسر ومنعه الاحتلال من وداعه.