سامي حسين

ولد سامي يوسف إبراهيم حسين في مخيم الجلزون للاجئين الفلسطينيين في محافظة رام الله والبيرة في السادس والعشرين من كانون الثاني/ يناير 1966، لأسرة فلسطينية لاجئة تعود أصولها إلى قرية عنَّابة المهجرة قضاء الرملة المحتل، وهو متزوج وله بنتان وولد. درس المرحلة الأساسية في مدرستي ذكور الجلزون وذكور الأمعري التابعتين لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وحصل على الثانوية العامة في سجون الاحتلال عام 1992، ونال درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من الجامعة العبرية المفتوحة وهو في سجون الاحتلال عام 2004، ودرجة الماجستير في الدراسات الإسرائيلية من جامعة القدس- أبو ديس عام 2012. عمل موظفا في جمعية الدراسات العربية في القدس بين عامي (1986-1990).

انخرط حسين في الفعاليات الوطنية في مرحلة مبكرة من حياته، وشارك في المظاهرات وإلقاء الحجارة على سيارات المستوطنين وقوات الاحتلال على الشارع الرئيس الرابط بين رام الله ونابلس، وانتمى لحركة فتح عام 1981، وانضم إلى خلية للمقاومة عام 1981، حيث نفَّذت هذه الخلية عمليات إلقاء زجاجات المولوتوف وقنبلة يدوية على أهداف تابعة للاحتلال في محافظة رام الله والبيرة، وشارك في الفعاليات الوطنية في الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وشكّل مع وليد إبراهيم الهودلي وفؤاد إبراهيم الهودلي خلية عسكرية عام 1989، حاولت اختطاف جندي صهيوني قرب مستوطنة “بيت إيل” المقامة على أراضي محافظة رام الله والبيرة، لمبادلته بأسرى فلسطينيين، وقام حسين أثناء المحاولة بإطلاق أربع رصاصات على الجندي مما أدى لإصابته في الكتف والرقبة.

انتمى حسين للجماعة الإسلامية داخل سجون الاحتلال، وهي إطار تمثيلي كان فاعلا في ثمانينيات القرن العشرين ضم أسرى الحركة الإسلامية، ثم انخرط في صفوف حركة حماس، ونشط في العمل الإداري والتنظيمي داخل السجون، وكان ممثل أسرى الحركة أمام إدارة مصلحة السجون الصهيونية في أكثر من سجن مركزي ومعتقل، وشارك في تأسيس الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة حماس، وأصبح من الكوادر المعروفة في الحركة الفلسطينية الأسيرة داخل سجون الاحتلال، وقد شارك في مختلف الفعاليات الوطنية داخل السجون الهادفة لمواجهة سياسات إدارة مصلحة السجون الصهيونية بما فيها الإضراب عن الطعام.

يصف حسين اتفاق أوسلو بالكارثة التي حلت على الشعب الفلسطيني، والجريمة الكبرى التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني، وإذا كانت النكبة قد هجَّرت الفلسطينيين، فإن اتفاق أوسلو كاد ينهي قضيتهم، ويعتبر أن المقاومة بكافة أشكالها هي التعبير الحقيقي عن وجود الشعب الفلسطيني، وهي حق مشروع عُرفا وأخلاقا ودينا، وقد أقرَّت القوانين الدولية حق الشعوب المحتلة بالمقاومة، ويرى أن الانقسام الفلسطيني جاء تطورا طبيعيا لمسار الأحداث وتطورات القضية الفلسطينية، إذ اختار الشعب الفلسطيني برنامج المقاومة، وعارض اتفاق أوسلو، فرفض تيار التسوية ذلك، وانقلب على خيار الشعب، وقام بإلغاء نتائج الانتخابات وحل المجلس التشريعي، وقد شهدت القضية الفلسطينية بروز مسارين لا يلتقيان، وكان لا بد أن يتصادما في ظل غياب العُرف الديمقراطي والتبادل السلمي للسلطة، أما الحل للانقسام، وفق حسين، فيكمن في إعادة الأمر للشعب الفلسطيني وإعطاءه الفرصة لأن يقول كلمته وما يقوله الشعب الفلسطيني هو الذي يجب أن يسود سواء قبل بالتسوية أو رفضها.

يؤمن حسين أن الحل الوحيد لقضية اللاجئين يكمن بعودتهم إلى ديارهم التي هُجِّروا منها، ولا بد من تعويضهم عن كل خسائرهم، وينادي بأن تأخذ كل الفصائل الفلسطينية وضعها الطبيعي داخل منظمة التحرير، حتى تصبح المنظمة البيت المعنوي للفلسطينيين والممثل الشرعي لهم، ويعتقد أن أفضل طريقة لتحقيق ذلك هي إجراء الانتخابات الحرة والنزيهة بمشاركة مختلفة التيارات والفصائل، خصوصا وأنَّه لا يمكن الالتزام بقرارات المنظمة وبعض الفصائل خارجها.

يرى حسين أن المستقبل للقضية الفلسطينية، وهو متفائل بقرب انتصار الفلسطينيين، لأن الشعب الفلسطيني حي، ولديه الاستعداد الكامل للتضحية من أجل حرية فلسطين، والمقاومة الفلسطينية قوية، والشعب الفلسطيني محافظ عليها ويحميها، كما أن القضية الفلسطينية تشهد تأييدا دوليا متزايدا، أما الطرف المعادي للفلسطينيين فيحرص على الحياة ويخاف. ويؤمن بأن الحالة العربية كانت بحاجة إلى ربيع عربي، لكنه لم يُدر كما يجب، ولم يُستثمر كما يجب، ولهذا لم ينجح، أما التطبيع العربي فهو خيانة عظمى وعلى الشعوب العربية أن تحاكم من يطبع، ولا مستقبل للتطبيع، وكلما انتعش فترة، عاد لينحصر من جديد.

عانى حسين في مسيرة حياته؛ حيث اعتقلته قوات الاحتلال أول مرة عام 1979، واعتقلته للمرة الثانية في الثامن من كانون الثاني/ يناير عام 1982، وحكمت عليه محاكم الاحتلال بأربع سنوات، كما أنه كان مطاردا لدى الاحتلال بين عامي (1989-1990)، وعاش في القدس متخفيا، إلى أن اعتقلته قوات الاحتلال من بيتٍ في حي الطور في القدس المحتلة في العاشر من كانون الثاني/ يناير 1990، وتعرض لتحقيق قاسٍ في مركز تحقيق المسكوبية لمدة أربعة أشهر، واعتقل مرة أخرى عام 2007، وبقي في مركز تحقيق المسكوبية حينها خمسة أشهر، كما تعرض للعزل من قبل مصلحة السجون، وتوفي والده عام 2009 وهو في سجون الاحتلال، ومنعت زوجته من زيارته لعدة سنوات، وقد أمضى في سجون الاحتلال خمسة وعشرين عاما.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى