أدهم أبو سلمية
ولد أدهم إبراهيم أبو سلمية في مدينة دير البلح في قطاع غزة في الثاني عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1987، لأسرة فلسطينية لاجئة تعود أصولها إلى قرية الجورة المُهجَّرة قضاء غزة المحتل، وهو متزوج وله أربعة أولاد وابنتين. درس المرحلة الأساسية في مدرسة دير البلح التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ودرس المرحلة الثانويّة في مدرسة المنفلوطي الثانوية، وحصل منها على الثانوية العامة عام 2005، ونال درجة الدبلوم في إدارة وأتمتة المكاتب “سكرتاريا” من الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية عام 2008، ودرجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة الأمة عام 2012، ودرجة الماجستير في الدبلوماسية والعلاقات الدولية من أكاديمية الإدارة والسياسية التابعة لجامعة الأقصى عام 2016، والتحق بجامعة مرمرة في إسطنبول للحصول على الدكتوراه في العلاقات الدولية. عمل متحدثا إعلاميا للهيئة العليا للإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة بين عامي (2009-2013)، وأصبح نائبا لرئيس مجلس إدارة لجنة زكاة دير البلح بين عامي (2015-2019)، ثم مديرا للتسويق والعلاقات العربية في مؤسسة الخير في إسطنبول.
نشط أبو سلمية في العمل السياسي والإنساني؛ فكان عضوا في الهيئة الوطنية لكسر الحصار عن غزة، ومتحدثا إعلاميا باسمها بين عامي (2013-2020)، وعضوا في لجنة استقبال الوفود القادمة لكسر الحصار عن غزة لمدة عشر سنوات، وشارك في مؤتمرات إقليمية ودولية عقدت في تركيا، واليمن، وتونس، وقطر، والكويت، وماليزيا، ونقل من خلالها معاناة قطاع غزة في ظل الحصار، كما أنَّه يستضاف على وسائل الإعلام المختلفة بما فيها الفضائيات للحديث عن هذه المعاناة.
يعتقد أبو سلمية أن مستقبل القضية الفلسطينية يحتاج لكثير من العمل لتتضح معالمه، ويدعو إلى استنهاض فلسطيني الشتات، وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية برمتها، ووضعها بقوة على الأجندة الدولية ليست كمنطقة نزاعات، وإنما كدولة محتلة تبحث عن حريتها، وهذا أمر يحتاج لعمل سياسي وإعلامي وأمني كبير، وهو مسؤولية وطنية جماعية، ويؤمن أبو سلمية أن هذا الاستنهاض هو صمام الأمان لحماية مشروع المقاومة، فالمقاومة، برأيه، تحتاج لحاضنة قوية، ولن يكون هناك حاضنة أكثر أمانا من الحاضنة الشعبية الفلسطينية، ثم بعد ذلك تصبح معالجة الصراع والخلاص من الاحتلال مسألة وقت فقط.
يرى أبو سلمية أن اتفاق أوسلو كان نهاية مسار بدأ منذ سبعينات القرن العشرين، وأثبت في كل المحطات التي سبقته وأعقبته فشله، والمؤسف من وجهة نظره هو إصرار بعض الفلسطينيين عليه، رغم إدراكهم لحقيقة أنه مسار كارثي على القضية الفلسطينية، ويعتقد أن اتفاق أوسلو خفَّف من الأعباء الملقاة على عاتق الاحتلال ونقلها لسلطة فلسطينية، ونجح في خلق صراع داخلي فلسطيني حول برنامج مقاومة الاحتلال، والنتيجة هو ما يحصل اليوم من التصاق مشروع السلطة بالاحتلال. ويعتبر أن العلاقة بين فصائل المقاومة جيدة، وتتطور من خلال الغرفة المشتركة في غزة والوحدة الميدانية في الضفة، أما العلاقة السياسية بين حركتي حماس وفتح فما زالت متوترة في ظل تباين المواقف السياسية واختلاف البرامج، والمطلوب وطنيا، وفق أبو سلمية، ترسيخ العلاقة الميدانية بين قوى المقاومة، واستمرار تصاعد العمل المقاوم في الضفة الغربية والقدس وغزة كونه الكفيل بإحداث وحدة وطنية حقيقية، ويعتقد أبو سلمية أن منظمة التحرير لم تعد الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، ويرى بأن الهدف من التأكيد على صفة التمثيل للمنظمة من قبل البعض جعلها فيتو على ولادة أي جسم يضم الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، ويؤمن أن المنظمة بوضعها الحالي تحتاج لإعادة بناء من الصفر واستنهاض على أسس وطنية أو إيجاد بديل آخر يلتف حوله الشعب الفلسطيني.
يؤيد أبو سلمية المقاومة المسلحة خاصة وأن الاحتلال ومع صعود أقصى اليمين المتطرف لا يفكر في الحلول السلمية، ولن يحقق اليمين الصهيوني المتطرف للشعب الفلسطيني ما لم يحققه اليسار منذ عقود، ولذلك الحقوق تُنتزع ولا توهب، ومقاومة الاحتلال عسكريا هي الضامن الوحيد لانتزاع الحقوق الوطنية الفلسطينية، كما يؤمن بحق الفلسطينيين في استرجاع أرض فلسطين التاريخية بالكامل مع عودة اللاجئين إلى ديارهم التي هُجِّروا منها. ويرى أن الحالة العربية تعيش في أصعب ظروفها، وأن هناك ترد عربي كبير، وتراجع على كل المستويات، والأنظمة العربية الاستبدادية تعتقد أن تطبيعها مع الاحتلال يوفر لها الغطاء الدولي للبقاء على كرسي الحكم، وهذه الحالة العربية الرسمية بوضعها اليوم غير قادرة على نُصرة القضية الفلسطينية، وليس لديها الرغبة لذلك، ويكمن الحل الوحيد، وفق أبو سلمية، في خلق وتعزيز الحاضنة الشعبية الفلسطينية في الداخل والخارج، وبقدر ما يستطيع الفلسطيني أن يقدم نفسه على الساحة الإقليمية والدولية بقدر ما سيجد احتضانا من محيطه القريب والبعيد، أما الشعوب فهي مغلوبة على أمرها وأهم نقطة تحتاج لها اليوم هو رفع منسوب الوعي لديها تجاه القضية الفلسطينية وتحصينها من هجمات التطبيع المستمرة.