جمعة التايه
ولد جمعة عبد الله خليل التايه في بلدة كفر نعمة في محافظة رام الله والبيرة في الثالث عشر من كانون الأول/ ديسمبر عام 1970، وهو متزوج وله ثلاثة أولاد. درس المرحلتين الأساسية والثانوية في مدرسة كفر نعمة الثانوية، وحصل منها على الثانوية العامة عام 1989، ونال درجة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية من جامعة القدس/ أبو ديس عام 2008، والماجستير في الدراسات الإسرائيلية من الجامعة ذاتها عام 2016، ودبلوم اللغة العبرية من كلية إنعاش الأسرة في مدينة البيرة عام 2022. عمل مدرسا للتربية الإسلامية واللغة العبرية في مدرسة الزيتونة في البيرة.
انتمى التايه لحركة الجهاد الإسلامي عام 1988، وشارك في تنفيذ نشاطاتها الوطنية، وأسس خلية عسكرية مع رياض خليفة وأمجد الديك ورائد عباس ومحمد عبده، قامت بتنفيذ عمليات إطلاق نار على قوافل المستوطنين على الشوارع الاستيطانية في محافظة رام الله والبيرة منها عملية إطلاق نار في الثاني عشر من أيلول/ سبتمبر عام 2001، أدت إلى وقوع إصابات في صفوف المستوطنين، ونشط داخل سجون الاحتلال، حيث كان أميرا عاما لحركة الجهاد الإسلامي في سجني النقب وعسقلان، وعضوا في الهيئة القيادية العليا لأسرى الجهاد الإسلامي بين عامي (2010-2014).
يستضاف التايه على وسائل الإعلام للتعليق على مستجدات القضية الفلسطينية والشأن الصهيوني، ويكتب المقالة السياسية، وله عدد من الكتب المنشورة التي تتناول قضايا سياسية وفكرية ودينية وتجربته في الأَسْر منها: إن إبراهيم كان أمة (2011)، وأسئلة ضرورية حول الدولة الإسلامية (2016)، وأوجاع البوسطة (2020)، والمرأة بين الدين والتدين (2022)، وكيف تنتصر في الزنازين (2022).
يصف التايه اتفاق أوسلو بالنكبة الثانية للشعب الفلسطيني، لما له من انعكاسات سلبية على المجتمع الفلسطيني سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، خصوصا وأن الاحتلال منذ توقيع الاتفاق لم يكف عن التوغل في دم الفلسطينيين ومصادرة أراضيهم، وحتى السلطة التي جاءت بناء على هذا الاتفاق هي سلطة حكم ذاتي، وليست مقدمة لقيام دولة فلسطينية، ولا تملك من السيادة والصلاحيات حتى على المدن التي تقع تحت سيادتها.
يؤمن التايه بخيار المقاومة والتحرير، وأن المقاومة هي الخيار الفطري والوطني للشعب الفلسطيني في كل مراحل نضاله، وتأتي بديلا أصيلا عن كل الخيارات التي يحاول الاحتلال ترويجها مثل السلام والمفاوضات والتفاهمات، ويعتقد أن كل أشكال المقاومة مشروعة وعلى رأسها الكفاح المسلح، ولا يمكن التصدي للاحتلال إلا عبر المقاومة، وأثبتت التجارب أنَّه عندما يقاوم الشعب فإنَّه يمثل تحد حقيقي للاحتلال، وهذا ما جرى فعلا في لبنان عام 2006 وفي أثناء حروب الاحتلال على غزة بين عامي (2008-2023)، ويطالب التايه الدول العربية والإسلامية باحتضان المقاومة، فالفلسطينيون، برأيه، يستطيعون تسجيل نقاط انتصار على المحتل ومشاغلته، لكن عندما تحين المعركة الكبرى فلا بد من مشاركة قوى إقليمية حية، خصوصا وأن دولة الاحتلال قامت على القوة، وتمتلك ترسانة أسلحة كبيرة، ولم تقم إلا بوقوف قوى كبرى معها، لذا يحتاج الفلسطيني المقاوم إلى العمق العربي والإسلامي والعالمي.
يعتبر التايه الانقسام الفلسطيني خنجرا في قلب الشعب الفلسطيني، انعكس وقوعه سلبا على الفلسطينيين وعلى النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية والمواقف السياسية، وأصبح هنالك تحريض وحرب إعلامية بين طرفي الانقسام، ويكمن الحل في الالتقاء على النقاط المشتركة بين الطرفين في ظل استهداف الاحتلال للجميع، وكل اتفاق جزئي بين الطرفين يعتبر إيجابي لحين الوصول إلى اتفاق كامل، ويدعو التايه إلى تحقيق الوحدة الوطنية بين كافة أطر وفصائل العمل الوطني والإسلامي والاتفاق على برنامج وطني موحد، ينطلق من قاعدة مقاومة الاحتلال والاستمرار في هذه المقاومة حتى التحرير. ويقف التايه مع حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجِّروا منها وتعويضهم عن الخسائر المادية والمعنوية التي لحقت بهم، على أن ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا بعد التحرير، فالاحتلال لا يعترف بحقوق اللاجئين.
عانى التايه في حياته؛ إذ اعتقلته قوات الاحتلال أول مرة عام 1991، ومرة ثانية عام 1992، وتعرض فيها لتحقيق قاس أدى إلى إصابته بالصداع النصفي (الشقيقة)، ومرة ثالثة عام 1998، ومرة رابعة في الرابع والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2001، حيث تعرض لتحقيق قاس في مركز تحقيق المسكوبية في القدس المحتلة لمدة اثنين وستين يوما، وحكمت عليه محاكم الاحتلال بالسجن ثمانية عشر عاما ونصف، وقد قضى في سجون الاحتلال ما مجموعه خمسة وعشرين عاما، وتوفيت والدته عام 2008 وهو في السجن ولم يتمكن من وداعها.