إسماعيل شموط
ولد إسماعيل شموط في مدينة اللد المحتلة في الثاني من آذار/ مارس عام 1930، وهو متزوج وله ثلاثة أولاد. درس المرحلة الأساسية في مدارس اللد، والتحق بكلية الفنون الجميلة في القاهرة، ثم درس في أكاديمية الفنون الجميلة Academia di Belle Arti في مدينة روما بين عامي (1954 – 1956). عمل مدرّسا للرسم في مدارس اللاجئين الفلسطينيين في مدينة خانيونس، وعمل مع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في لبنان، وأقام مع شقيقه جميل مكتبا للرسم التجاري وتصميم الكتب وأغلفتها، وعمل في تدريب معلمي الفنون في بيروت والقدس والضفة الغربية وغزة.
أقام أول معرض له في نادي الموظفين في مدينة غزة عام 1953، وقدَّم فيه ستين لوحة فنية من بينها لوحته الشهيرة “إلى أين” ولوحة “جرعة ماء”، واعتبر ذلك المعرض الفني التشكيلي الأول في تاريخ فلسطين لفنان فلسطيني على أرض فلسطين، ثم أقام معرض “اللاجئ الفلسطيني” في القاهرة عام 1954، وقد صوَّر في أعماله الفنية النكبة والمخيم.
يعد شموط المؤسس الفعلي للحركة الفنية التشكيلية الفلسطينية. شارك في تأسيس قسم الثقافة الفنية في دائرة الإعلام والتوجيه القومي في منظمة التحرير، وترأسه بين عامي (1965-1984). أنجز عددا كبيرا من الملصقات ذات الطابع الوطني والتراثي، وعُرضت أعماله في عدد من مدن العالم منها: غزة، والقاهرة، والقدس، ورام الله، ونابلس، وعمان، وطرابلس الغرب، ودمشق، والكويت، ولندن، وبلغراد، وصوفيا، وبكين، وفيينا، وواشنطن، وأنشأ قاعة “دار الكرامة” في بيروت التي احتضنت المعارض الموسمية للفنانين الفلسطينيين الشباب، وشارك في تأسيس الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين عام 1969، واختيرا أمينا عاما له بين عامي (1969 – 1984)، وشارك في تأسيس الاتحاد العام للفنانين التشكيليين العرب عام 1971، واختير أمينا عاما له بين عامي (1971 – 1984).
كتب شموط عددا من الدراسات منها: الفنان الصغير (1957)، والفن التشكيلي العربي المعاصر والفن الفلسطيني (1972)، وموجز تاريخ فلسطين المصور (1972)، وتاريخ وحضارة (1977)، والتراث الشعبي الفني الفلسطيني (1978)، والفن التشكيلي في فلسطين (1989)، وجداريات السيرة والمسيرة الفلسطينية (مشترك، 2000). كما أخرج عددا من الأفلام التي استندت إلى تجربته الفنية منها: ذكريات ونار (1973)، والنداء المُلِح (1973)، وعلى طريق فلسطين (1974)، وأخرجت نورا الشريف فيلم “إسماعيل” الذي يحكي قصة لجوء شموط إلى خانيونس.
نال شموط عددا من الجوائز منها: “درع الثورة للفنون والآداب”، و”وسام القدس للثقافة والفنون والآداب”، و”جائزة فلسطين للفنون” من منظمة التحرير، و”جائزة الإبداع للفن التشكيلي العربي” من مؤسسة الفكر العربي.
عانى شموط في حياته؛ إذ أجبره الاحتلال على الرحيل مع عائلته عن مدينة اللد في الثالث عشر من تموز/ يوليو 1948، واتجهت العائلة إلى مدينة رام الله، وتوفي أخوه الصغير توفيق عطشا قبل أن يصلوا إلى قرية نعلين قرب رام الله، إلى أن استقروا في مخيم خانيونس، وتعرض إلى مشاكل صحية في القلب، وأجريت له ثلاث عمليات جراحية، وتوفي يوم الثالث من تموز/ يوليو عام 2006، ودُفن في عمّان.