أسامة سلوادي
ولد أسامة سعيد حامد المعروف بـ “أسامة سلوادي” في بلدة سلواد في محافظة رام الله والبيرة في الثالث عشر من شباط/ فبراير عام 1973، وهو متزوج وله ثلاث بنات. درس المرحلة الأساسية في مدرسة سلواد الثانوية، والمرحلة الثانوية في مدرسة دير دبوان الثانوية، وحصل على الثانوية العامة في الفرع الصناعي عام 1991، ونال درجة البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة القدس المفتوحة/ فرع رام الله عام 2021، والتحق مباشرة ببرنامج الماجستير في علم الاجتماع في جامعة بيرزيت. بدأ سلوادي حياته المهنية مصورا صحفيا مع عدد من المؤسسات الصحفية المحلية أثناء الانتفاضة الأولى عام 1991، ثم َّعمل مع وكالة الصحافة الفرنسية لمدة أربع سنوات، ثمَّ مع وكالة رويترز العالميةReuters News Agency لمدة خمس سنوات، ثمَّ عُيِّن مصورا رئيسا لصالح وكالة غاما الفرنسية Gamma Agency في فلسطين، وأسس وكالة أبولو عام 2004 وهي أول وكالة تصوير فلسطينية، ثمَّ أسس مجلة وميض ورأس تحريرها بين عامي (2007-2011)، ثمَّ عمل مستشارا لمؤسسة ياسر عرفات لبناء نظام أرشفة للصور بين عامي (2008-2015).
غطى سلوادي خلال مسيرته المهنية أحداثا مفصلية مرت بها القضية الفلسطينية منها: جزء من الانتفاضة الأولى، وإنشاء السلطة الفلسطينية عام 1994، وأول انتخابات تشريعية ورئاسية للسلطة الفلسطينية عام 1996، وانتفاضة النفق عام 1996، وانتفاضة الأقصى (الانتفاضة الثانية) (2000-2005)، واجتياح الاحتلال لمدينة رام الله عام 2002، وحصار الرئيس ياسر عرفات بين عامي (2002-2004)، والانتخابات الرئاسية الفلسطينية عام 2005، والانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006، وعمل على توثيق الحياة اليومية للشعب الفلسطيني من خلال العديد من القصص والمشاريع التوثيقية المصورة، مع التركيز على توثيق الحياة البدوية الفلسطينية بين عامي (1997-2000)، والتراث الفلسطيني منذ عام 1997، ويعمل منذ عام 2017 على مشروع بحثي حول تاريخ الطعام والهوية في فلسطين أطلق عليه اسم موسوعة الأرض والزراعة والطعام.
شارك في تحكيم عدد من جوائز التصوير العالمية منها مسابقة عيون الشباب على طريق الحرير، التي نظّمتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو، ومسابقة ويكي تهوى المعالم التي نظمتها مجموعة ويكيميديا ليفانت Wikimedians of the Levant بين عامي (2017-2018)، كما أنَّه اختير ممثلا للاتحاد العالمي للتصوير في فلسطين منذ عام 2020. ونُشرت صور سلوادي في صحف ومجلات عالمية مثل مجلة ناشيونال جيوغرافيك National Geographic ، ومجلة التايم Time ، ومجلة نيوزويك Newsweek، ونظَّم بنفسه عددا من المعارض في فلسطين وخارجها، كما عُرضت أعماله في معارض في فلسطين والأردن ومصر والإمارات العربية المتحدة وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا.
حصل على عدد من شهادات التقدير والميداليات منها شهادة تقدير من وزارة الثقافة الفلسطينية لتغطية أحداث انتفاضة النفق (1996)، وحصل على المركز الثاني في مهرجان التصوير الدولي في العراق (1999)، وعلى تكريم من قبل نقابة الصحفيين الفلسطينيين (2000)، وتكريم من مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام الوثائقية (2010)، وحصل أيضا على الميدالية الذهبية للاستحقاق والتميز من الرئيس محمود عباس (2012)، وعلى تكريم من اتحاد كتاب وأدباء فلسطين واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم (2014)، وتكريم من مهرجان أولادنا في القاهرة (2017)، وحاز على ألقاب، أطلقها عليه صحفيون وكُتَّاب من فلسطين ومن خارجها منها: عين فلسطين وموثق التراث الفلسطيني.
صدر لسلوادي عدد من الكتب منها: المرأة الفلسطينية عطاء وإبداع (1999)، وها نحن (2005)، وفلسطين… كيف الحال (2008)، والحصار (2008)، والقدس (2010)، وملكات الحرير (2012،)، وبوح الحجارة (2014)، والختيار (2014)، وأرض الورد، وزينة الكنعانيات، ورام الله.. الصورة.. الحكاية (2018).
يرى سلوادي أن اتفاق أوسلو بمثابة نكبة ثانية للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، نتج عنه تحييد منظمة التحرير وجزء مهم من الفصائل الفلسطينية عن مقاومة الاحتلال، ويعتقد أنَّه ساهم في إحداث تغييرات اقتصادية واجتماعية ذات أثر بعيد على النسيج الاجتماعي الفلسطيني، وفي إحداث تشظ في مكونات الشعب الفلسطيني، وعزل الخارج الفلسطيني عن الفعل المقاوم، وسلَّم بوجود كيان “إسرائيل” على الجزء الأكبر من فلسطين التاريخية، ومنحهم الحق في التفاوض على ما تبقى، ومنح المشروع الاستيطاني في الضفة الوقت والهدوء ليتمكن من السيطرة على الأرض. ويرى أيضا أن المقاومة الفلسطينية ومنذ الانتفاضة الأولى تسير برتم متزايد، وتطور مضطرد، رغم بعض الانتكاسات بسبب الظروف والمستجدات على الساحة الدولية التي صارت تصم المقاومة المشروعة بالإرهاب، لكنها بقيت تسير وتتطور وتتفهم المتغيرات الدولية، ويؤمن بأنَّ المقاومة فعل مستمر ومتنوع ولا يمكن أن يقتصر على شكل واحد بل يتطلب المزاوجة بين على مختلف الأشكال: الشعبية والدبلوماسية والمسلحة.
يعتقد سلوادي بأن القضية الفلسطينية تمر بانعطافة إيجابية نحو التحرير، أمّا الحل المناسب للقضية الفلسطينية فيتمثل بتحرير كامل التراب، ولا حل آخر، ويعتبر أن قضية اللاجئين هي أعقد القضايا، بسبب تشعباتها وتبدل الأجيال، وهي الأكثر حساسية، وأن حلها يكون أولا بالعودة لم أراد والتعويض للجميع. ويصف بأن الوضع العربي على الصعيد الرسمي مترد، ومرتهن لأمريكا والقوى الغربية، ولا يمكن أن يقدم إلا ما ترضاه أمريكا، أما الشعوب العربية، فهي شعوب واعدة، ومتمسكة بالقضية الفلسطينية، ومساندة إذا أتيحت لها الفرصة. أمَّا الربيع العربي، وفق سلوادي، فهو مزيج من الربيع والمؤامرة، حيث عانت الشعوب العربية الويلات من حكامها، لذلك كانت ثورتها طبيعية ومتوقعة، لكن هذه الثورات سُرقت وتم تخريبها من الداخل وتشويه أهدافها، وتمَّت إعادة تأهيل ديكتاتوريات جديدة مكان القديمة، أكثر عنفا وتبعية.
ويعتبر أن الانقسام سرطان سرى في الجسد الفلسطيني، وتستغله “إسرائيل” وتنفخ فيه، لتزيد خوف أطراف الانقسام من بعضهم البعض، لتبقي سيطرتها على الضفة وغزة، وكل ما طال زمن الانقسام امتدت أضراره لتطال المجتمع الفلسطيني والنسيج الاجتماعي، وتزداد عمقا، ولا يرى حلا أو نهاية لهذا الانقسام، لأنه لا تتوفر إرادة سياسية للحل عند أطراف الانقسام، لذلك سيكون الحل في النهاية انتصار مشروع على آخر، وعلينا الانتظار لنرى.
عانى سلوادي في حياته؛ إذ أصيب برصاصة طائشة خلال مسيرة وسط مدينة رام الله في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2006، أدت لإصابته بشلل نصفي في الأطراف السفلى.