جميل عليان
وُلد جميل يوسف عليان في مدينة غزة وسط قطاع غزة في السابع من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1955، لأسرة فلسطينية لاجئة تعود أصولها إلى قرية البطاني الشرقي المهجرة قضاء غزة المحتل، وهو متزوج وله خمسة أبناء. درس المرحلة الأساسية في مدرسة أبو حسين الابتدائية ومدرسة “أ” الإعدادية، والمرحلة الثانوية في مدرسة الفالوجة الثانوية، وحصل منها على الثانوية العامة عام 1973، ونال درجة البكالوريوس في الطب من كلية الطب في جامعة عين شمس في مصر عام 1980. عمل في عيادة خاصة بين عامي (1984-1985)، ثم عمل طبيبا مقيما في السعودية بين عامي (1985-1988)، ثم طبيبا عاما في الأقسام الصحية التابعة للأونروا في غزة عام 1989، وبين عامي (1997-2008)، ثمّ مديرا لعيادة الرمال التابعة للأونروا في غزة بين عامي (2008-2017).
انخرط عليان في النضال الوطني في وقت مبكر من حياته؛ حيث عمل مع قوات التحرير الشعبية عام 1970 في تأمين الطرقات ونقل الأسلحة، وشكَّل خلية سرية في مصر ذات مرجعية إسلامية بين عامي (1974-1976)، ثمَّ التقى بفتحي الشقاقي عام 1976 وحلَّ خليته وانتمى لحركة الجهاد الإسلامي، وكان حلقة الوصل بين الداخل والخارج، وقاد الحركة في قطاع غزة والضفة الغربية بين عامي (1988-1989)، وأصبح عضوا في مجلس شورى الحركة بين عامي (1998-2000)، ومسؤول المكتب التنفيذي للحركة في قطاع غزة بين عامي (2007-2008)، ومسؤول العلاقات الخارجية، ورئيسا للمجلس التنفيذي بين عامي (2015-2018)، ومديرا لمؤسسة مهجة القدس منذ عام 2018. وهو عضو في نقابة الأطباء منذ عام 1980، ومؤسس لمركز الشام للدراسات والبحوث عام 2015، وقد شارك في عدد من المؤتمرات المتخصصة في القضية الفلسطينية في فلسطين وخارجها، وكان ضمن وفد الجهاد الإسلامي في اتفاق القاهرة عام 2011.
يكتب عليان المقالة السياسية، ويستضاف على وسائل الإعلام المختلفة للتعليق على تطورات القضية الفلسطينية، وله عدد من الدراسات والكتب منها: إعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني (2018)، والجهاد الإسلامي رؤى ومواقف، وما معنى التحولات في تاريخ الحركة الإسلامية.
يرى عليان بأنّ اتفاق أوسلو كان أكبر كارثة واجهها الشعب الفلسطيني، وكل ما يتعرض له من تهويد واستيطان وتغول في الداخل المحتل نتيجة حتمية لاتفاق أوسلو، ويعتبر أن العلاقات الوطنية جيدة، ولكنها ما زالت في منطقة خطرة نتيجة للافتقار لثقافة الوحدة والعمل الجمعي، وهناك اختلاف بين بعض الفصائل في القواعد الأساسية الناظمة للمسارات السياسية، ويؤكد على أنّه يجب استعادة فلسطين بالطريقة التي أُخذت بها، والمقاومة المسلحة هي الأساس في مواجهة الاحتلال الصهيوني، وأن الحل الوحيد هو تحرير كامل فلسطين التاريخية، ورجوع اللاجئين إلى ديارهم التي هُجِّروا منها.
يؤمن بأنّ الصراع سيبقى مستمرا بين الشعب الفلسطيني والاحتلال، ولن يجرؤ أحد على التوقيع على إنهاء الصراع، ولن تزول عناوينه كالقدس والأرض واللاجئين والاستقلال، وأنّ التدافع بين الفلسطينيين وبين الاحتلال في مد وجزر، ويرى أن المشروع الصهيوني يمر بمرحلة انكفاء، وبرغم أن الحالة الفلسطينية ما زالت مشتتة، إلا أن هناك تصاعد للمقاومة، واستنهاض للفلسطيني في الداخل المحتل وفي الخارج، وهناك تحولات في النظام العالمي، كالحرب الأوكرانية، والتمرد الإيراني على الهيمنة الأمريكية، وتفكك المنظومة الدولية الذي سُيضعف من هيمنة أمريكا وبالتالي يضعف الاحتلال، حتى أنّ الكثير من الدول الغربية ودول أمريكا الجنوبية أصبحت تعادي “إسرائيل” مثل البرازيل وفنزويلا وتشيلي، فبالتالي سيلتقي صعود المقاومة والفلسطينيين مع هبوط الاحتلال الإسرائيلي.
أمَّا النظام الفلسطيني الحالي فهو وفق عليان نظام دكتاتوري، وأجندته ليست فلسطينية بتاتا، بل إنَّها تخدم الأهداف الصهيونية، وفي المقابل هناك تناقض في الوضع العربي بين الأنظمة الرسمية والتيار الشعبي، فالأنظمة الرسمية إما تسير في مسارات التطبيع أو ليس لديها القدرة والجرأة لتأخذ موقف ضد الاحتلال الصهيوني، أمَّا التيار الشعبي فيزداد اندفاعه وارتباطه بفلسطين.
يرى أنّ القضية الفلسطينية في تقدم ويجب على الشعب الفلسطيني استغلال الظرف التاريخي الحالي والذي يتشكل في حضور فلسطين في الإعلام العالمي، والمطلوب إعادة ترتيب المنطقة داخليا بما يحقق استقلالها، فتحقيق الانسجام بين تركيا وإيران ومصر سيجعلها قوى كبيرة يمكن أن تحكم العالم، خصوصا وأنها تمتلك العمق الجغرافي والاقتصادي والموارد البشرية.
عانى عليان في حياته؛ فقد صدر قرار من السلطات المصرية باعتقاله بعد اغتيال السادات، وظلَّ أكثر من عام مطاردا إلى أن اعتقلته السلطات المصرية بين عامي (1982-1983)، ونتيجة لاعتقاله تأخر حصوله على شهادة الامتياز حتى عام 1984، واعتقله الاحتلال عام 1989 حتى عام 1996.