حسن البحيري
ولد حسن حسن محمد حسين البحيري في حي وادي النسناس في مدينة حيفا المحتلة عام 1921، لعائلة فلسطينية تعود أصولها إلى قرية الطيرة المهجَّرة قضاء حيفا المحتل. درس المرحلة الأساسية في المدرسة الأميرية في حيفا حتى الصف الرابع الابتدائي. عمل في محطة سكة حديد الحجاز عام 1933، ثم في دائرة التوظيف التابعة لمصلحة القطار، وأتاح له هذا العمل التردد على مصر ومقابلة بعض الأدباء المصريين، وعمل بعد عام 1948 معلما للغة العربية في مدارس دمشق حتى تقاعد عام 1978، ومراقبا للقسم الأدبي في إذاعة دمشق، وقد بث برامج فيها منها: “مع القاموس” و” من تراثنا الأدبي”، و” طرائف الصباح”، و” طرائف المساء” ، ثم أصبح رئيسا لدائرة البرامج الثقافية في المديرية العامة للإذاعة والتلفزيون السوري.
تأثر البحيري في طفولته بخطباء مساجد حيفا مثل الشيخ عز الدين القسام والشيخ نمر الخطيب والشيخ عبد الرحمن مراد. شارك في المقاومة في حيفا أثناء حرب عام 1948؛ فكان ضمن دوريات الحراسة الليلية، ونشط في زرع الألغام، وكان مشرفا على نسف مطاحن فلسطين الكبرى في حيفا في شهر نيسان عام 1948، والتي كان تحصَّن فيها عدد كبير من عناصر القوات الصهيونية.
كتب عددا من المقالات في الصحف والمجلات الفلسطينية، منها صحيفة الدفاع الصادرة في يافا، وشارك في المؤتمرات التعليمية التي كانت تعقدها جامعة الدول العربية. صدر له عدد من دواوين الشعر منها: الأصائل والأسحار (1943)، وأفراح الربيع (1944)، وابتسام الضحى (1946)، وحيفا في سواد العيون (1973)، ولفلسطين أغني (1979)، وظلال الجمال (1981)، والأنهار الظمأى (1982)، وتبارك الرحمن (1983)، وجنة الورد (1989)، ورسالة في عيد (1990)، ولعيني بلادي (1993)، وسأرجع (1994)، وألوان (1995)، ودعابة بين الجد والهزل (1996)، وخمرة الشعر (1997).
نال البحيري وسام القدس للثقافة عام 1990 تقديرا لإنجازه الأدبي، وكُتب حول حياته وشعره عدد من الدراسات والأبحاث، منها كتاب “حسن البحيري الشاعر الذي انتصرت فيه العبقرية على الحرمان” تأليف صبحي عبيد، كما جُمعت أشعاره في كتاب من ثلاثة مجلدات بعنوان ” صناجة فلسطين حسن البحيري- الآثار الشعرية الكاملة”. أوصى البحيري بتحويل بيته بعد وفاته إلى مركز ثقافي فلسطيني تحت اسم ” بيت فلسطين”.
عانى البحيري في حياته؛ فقد هُجِّر مع أهله من حيفا أثناء أحداث النكبة، تحديدا في الثالث والعشرين من نيسان عام 1938، وعاش في مخيمات اللجوء في سوريا، وسجن في سوريا لعدة أشهر، وأصيب بمرض القلب نتيجة لذلك، وتوفي في مستشفى الشامي في دمشق في الخامس والعشرين من شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 1998، ودُفن في مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك.
المصادر والمراجع:
- أبو نضال، نزيه، القلقيلي، عبد الله، الكاشف معجم كُتَّاب وأدباء فلسطين، منظمة التحرير، المجلس الأعلى للتربية والثقافة، ط1، 2011.
- السلوادي، فتح الله، رجال لقيتهم، عمان، أروقة للدراسات والنشر، 2014.
- عبيد، صبحي محمد، حسن البحيري: الشاعر الذي انتصرت فيه العبقرية على الحرمان، رام الله، المركز الفلسطيني للدراسات والنشر والاعلام، 2006.