محسن صالح

ولد محسن محمد صالح في بلدة عنبتا في محافظة طولكرم عام 1960، وهو متزوج وله أربع بنات وولد. درس المرحلتين الأساسية والثانوية في مدارس الكويت، وحصل على الثانوية العامة من مدرسة عبد الله السالم الثانوية عام 1979، ونال درجة البكالوريوس في التاريخ من جامعة الكويت عام 1983، ودرجة الدكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر من جامعة الخرطوم عام 1993. عمل باحثا إعلاميا في بيت الزكاة في الكويت بين عامي (1984-1990)، ومديرا تنفيذيا في مركز دراسات الشرق الأوسط في الأردن بين عامي (1993-1994)، وأستاذا للتاريخ الحديث والمعاصر في الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا بين عامي (1994-2004)، ورئيسا لقسم التاريخ والحضارة فيها بين عامي (2002-2004)، ومديرا عاما لمركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت منذ 2004، ومستشارا علميا (أكاديميا) لمجلس كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة طرابلس في لبنان منذ عام 2019.

نشط في العمل الطلابي الإسلام لصالح فلسطين في جامعة الكويت، وكان عضوا مؤسسا للرابطة الإسلامية لطلبة فلسطين في جامعة الكويت ورئيسا لها في دورتها الثالثة بين عامي (1983-1984)، وهو عضو في أكثر من مجلس ومؤسسة وهيئة منها: مجلس أمناء مؤسسة القدس (بيروت، منذ عام 2002)، والمجلس الاستشاري لمركز العودة الفلسطيني (لندن منذ عام 1999)، والهيئة الاستشارية لمبادرة المساحة المشتركة فيما يتعلق باللاجئين الفلسطينيين في لبنان (بيروت، منذ عام 2012)، والهيئة الاستشارية لمركز غزة للدراسات والاستشارات (غزة، منذ عام  2015)، ومجلس أمناء مؤسسة الشيخ أحمد ياسين الدولية (منذ عام 2021)، والهيئة الاستشارية للمجلة اللبنانية للعلوم الإنسانية الصادرة عن جامعة طرابلس (لبنان، منذ عام 2020)، وهو ورئيس الهيئة الأكاديمية العلمية المشرفة على برنامج دبلوم دراسات القدس في ملتقى القدس الثقافي (الأردن، 2022).

تخصص صالح في القضية الفلسطينية، وكتب في عدة مواضيع منها التطورات التاريخية (الاستراتيجية والسياسية) للقضية الفلسطينية، والسياسات الاستعمارية في فلسطين، وشؤون القدس، والتيار الإسلامي الفلسطيني، والمقاومة الفلسطينية، وقد صدر له أربعة عشر كتابا، ونشر ثلاثة عشر بحثا، ومئة وثلاثين تقريرا، ومئتان وتسعين مقالا، وأعدَّ عشرين دراسة نُشرت على شكل فصول في كتب علمية مطبوعة، وقدَّم مئة وعشرة أوراق علمية في مؤتمرات أكاديمية وحلقات نقاش في دول عربية وإسلامية وعالمية، منها: إندونيسيا، وماليزيا، وفلسطين المحتلة، والأردن، ولبنان، ومصر، والهند، والكويت، وتركيا، والمملكة العربية السعودية، والسودان، وقطر، وجنوب إفريقيا، وبريطانيا، واليابان، وأذربيجان، والنرويج، وألمانيا.

يحرر صالح التقرير الاستراتيجي الفلسطيني السنوي الصادر عن مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، وقد غطى التقرير الأعوام ما بين (2005-2022)،  ويُعِد ويُحرر (بالاشتراك مع الأستاذ وائل سعد) سلسلة مجلدات الوثائق الفلسطينية السنوية التي صدرت منها سبعة مجلدات، غطت الأعوام ما بين (2005-2011)، كما أنَّه يُعد ويُحرر (بالاشتراك مع الأستاذ ربيع الدنان والأستاذ وائل وهبة) سلسلة مجلدات اليوميات الفلسطينية السنوية التي صدرت منها ثمانية مجلدات، وغطت الأعوام (2014-2021)، وترأس تحرير نشرة “فلسطين اليوم” الإلكترونية بين عامي (2005-2016)، وهو المسؤول عن التحرير العلمي لسلسلة تقدير استراتيجي الصادرة عن مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، وأشرف على إحدى وستين مؤتمرا وحلقة نقاش بين عامي (2003-2022)، وأُجريت معه 320 مقابلة تلفزيونية وإذاعية بين عامي (2005-2022).

من كتبه المنشورة، التيار الإسلامي في فلسطين 1917-1948 (1988)، والطريق إلى القدس: دراسة تاريخية في التجربة الإسلامية على أرض فلسطين منذ عصور الأنبياء وحتى أواخر القرن العشرين (1995)، والقوات العسكرية والشرطة في فلسطين ودورها في تنفيذ السياسة البريطانية 1917-1939 (1996)، والقضية الفلسطينية: خلفياتها التاريخية وتطوراتها المعاصرة (2002)، والحقائق الأربعون في القضية الفلسطينية (2002)، وأرض فلسطين وشعبها (2002)، والمشروع الصهيوني والكيان الإسرائيلي (2002)، والمقاومة المسلحة ضد المشروع الصهيوني في فلسطين 1920-2001 (2002)، ومشاريع التسوية السلمية للقضية الفلسطينية 1937-2001 (2002)، النهوض الماليزي: قراءة في الخلفيات ومعالم التطور الاقتصادي (2008)، ومعاناة القدس والمقدسات تحت الاحتلال الإسرائيلي (2011)، والمسار التائه للدولة الفلسطينية (2011)، والإخوان المسلمون الفلسطينيون: التنظيم الفلسطيني – قطاع غزة 1949-1967 (2020)، وأوهام في العمل الفلسطيني (2022).

حصل على عدة جوائز منهاجائزة بيت المقدس للعلماء المسلمين الشبان عام 1997، وجائزة الامتياز في التدريس من الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا سنة 2002.

 يؤمن صالح بأن المستقبل للتحرير الكامل لفلسطين من نهرها إلى بحرها، وأن هذه القضية ستعود بشكل قريب لتأخذ مرة أخرى أبعادها الإسلامية، وتنسجم الأبعاد الوطنية والعربية والإسلامية والإنسانية بشكل متكامل لتدخل في مشروع التحرير، وأن الراية التي ستحرر فلسطين من خلالها هي الراية الإسلامية بشكل عام، لكن ضمن منظومة وحدوية خصوصا في البيئة الاستراتيجية التي تحيط بفلسطين والتي من المتوقع أن تتمكن من تحقيق تفوق استراتيجي في مقابل المشروع الصهيوني.

يرى صالح أن اتفاق أوسلو كان أحد الكوارث التي حدثت في تاريخ فلسطين الحديث وأن ما بُني عليه تسبب بكوارث كبيرة في الشأن الفلسطيني من تنازل عن معظم فلسطين وإنشاء سلطة حكم ذاتي هزيل تخدم أغراض الاحتلال أكثر مما تخدم أغراض الشعب الفلسطيني، وأعطت غطاء للكيان الصهيوني للمزيد من التهويد وبرامج الاستيطان في فلسطين، ويعتقد أن الاتفاق تسبب في أن طرفا فلسطينيا أساسيا يختزل الشرعية في نفسه ويسيطر على منظمة التحرير والسلطة ويحتكرها لنفسه ولا يستطيع استيعاب القوى الأخرى الفاعلة خصوصا قوى المقاومة، وتسبب أيضا في أن تيار التسوية الذي يسيطر على السلطة وعلى المنظمة اشتغل ونسق مع الاحتلال في ضرب قوى المقاومة، وأُستخدم كمعبر للكيان الإسرائيلي للتطبيع مع دول عربية وإسلامية وعالمية. ويعتقد أن الانقسام كان له تأثير كارثي في تشتيت قوى الشعب الفلسطيني وطاقاته الحية، وفي تعارضها وتضاربها، وجعل الفلسطينيين ينشغلون بأنفسهم وبالتالي تتعطل الكثير من طاقاتهم، وأيضا يعطوا انطباعا سلبيا عن أنفسهم في البيئات العربية والإسلامية والدولية، بالإضافة إلى أن قدرتهم على الإنتاج وبناء المؤسسات وعلى السير باتجاه برنامج موحد باتجاه التحرير ستضعف بشكل كبير لأنه سوف تكون دائما هناك قوى شد عكسي بين الطرفين، ويرى صالح أن تعريف الانقسام في الساحة الفلسطينية يُستخدم بطريقة خاطئة، فإذا كنا نتكلم عن برنامج وطني لتحرير فلسطين فهذا موضوع تجتمع عليه معظم القوى الفلسطينية، لكن إذا كان هناك طرف فلسطيني يتنازل عن معظم فلسطين ويتعاون مع الاحتلال ويعطل المؤسسات الشرعية الفلسطينية خصوصا منظمة التحرير ويعطل عمل المؤسسات ويغلقها في وجه الآخرين ولا يسمح بإعادة ترتيب البيت الفلسطيني إلا إذا توافق مع هواه أو على معياره، فإننا لسنا أمام اختلاف بين طرفين في برنامج وطني للتحرير، إنما هناك طرف أو قيادة تستخدم ما يعرف بالشرعية التاريخية وتستفيد من علاقتها من خلال منظومة أوسلو أو من خلال البيئة العربية والدولية التي تدعمها في مواجهة شعب في غالبيته العظمى يرفض مثل هكذا قيادة.

يقف صالح مع تحرير فلسطين من نهرها إلى بحرها دون التنازل عن أية ذرة من ترابها طال الزمان أو قصر، ومع العودة الكاملة للاجئين إلى البيوت والمساكن والقرى والأراضي التي أخرجوا منها عام 1948، ويرفض عودتهم إلى أراضي عام 1967، ويرفض العودة الرمزية، ويرى أن حق العودة حق طبيعي وإنساني وقانوني وشرعي وتضمنه كافة الشرائع والقوانين الدولية. ويرى أن الحالة العربية هي حالة بئيسة حيث التخلف والانقسام والضعف, لكن هناك خير كبير في الأمة، وقد بدا ذلك واضحا بين عامي (2011-2013)، حيث أنَّ اندلاع الثورات والانتفاضات في بيئتنا العربية أشار بشكل كبير إلى أن هذه الأمة ترفض الهوان وتريد عزتها وكرامتها، ورغم أن الموجة المضادة كسرت موجة التغيير والإصلاح، إلا أن الحالة العربية ما تزال تعيش بيئة قلقة من التشكل وإعادة التشكل الأمر الذي سيأذن مرة أخرى بموجة جديدة من التغيير، وسوف تستفيد من الموجة السابقة في أن تغير بشكل حقيقي الحالة العربية، وأن توجد بيئة مختلفة خصوصا في محيط فلسطين لتسهم في مشروع التحرير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى