عبد الهادي سعيد الأغا
وُلِدَ عبد الهادي سعيد دياب الأغا في مدينة خان يونس في الخامس من آذار/ مارس عام 1976، وهو متزوج وله ولدان وأربع بنات. درس المرحلة الأساسيّة في مدرستي حيفا المشتركة وعبد القادر الحسيني، والمرحلة الثانويّة في مدرسة هارون الرشيد، ونال درجة البكالوريوس في أصول الدين من الجامعة الإسلاميّة في مدينة غزة عام 1999، ودرجة الدبلوم العام في التربية من الجامعة ذاتها عام 2000، ودرجة الماجستير في التفسير وعلوم القرآن من الجامعة ذاتها عام 2005، ودرجة الدكتوراه في التفسير وعلوم القرآن من جامعة القرآن الكريم وتأصيل العلوم في السودان عام 2019.
عمل مُعلِّما في مدارس الأقصى التابعة لمؤسسة المجمع الإسلاميّ بين عامي (1999-2000)، ثم مُعلِّما في مدراس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين في محافظتي خان يونس ورفح بين عامي (2001-2010)، ثم مديرا لوزارة الأوقاف والشؤون الدينيّة في محافظة خان يونس بين عامي (2011- 2012)، ثم مديرا عاما في الإدارة العامة لتحفيظ القرآن الكريم في وزارة الأوقاف في غزة بين عامي (2014- 2018)، ثم تولى أمانة وزارة الأوقاف عام 2019، وأصبح وكيلا للوزارة ذاتها منذ عام 2019.
انخرط في الفعاليات الوطنية أثناء الانتفاضة الأولى، وانتمى لحركة حماس عام 1991، ونشط في العمل الدعويّ والطلابيّ، وأصبح مسؤول اللجنة الثقافية في مجلس طلاب الجامعة الإسلاميّة بين عامي (1996- 1998)، ونشط في تنفيذ الفعاليات الوطنية أثناء انتفاضة الأقصى، وتولى رئاسة الكتلة الإسلامية في محافظة خان يونس بين عامي (2000- 2004)، وكان عضوا في كتلة المعلم في مدارس ومعاهد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ورئيسا لرابطة علماء فلسطين في محافظة خان يونس بين عامي (2005-2010).
صدر له كتاب النظريّات العسكريّة بين الإعداد والتخطيط.. دراسة قرآنيّة موضوعيّة (2006)، وله كتابان مخطوطان بعنوان حصن المغترب، والقيم الإنسانيّة في مراحل التمكين لأنبياء الله تعالى في القرآن الكريم (حياة يوسف وداود وسليمان عليهم السلام أنموذجا).
يرى الأغا أنّ اتفاقيّة أوسلو من أخطر الاتفاقيّات، ويعّدها خطيئة، لأنها أقرّت للاحتلال حقّا على أرض فلسطين، ويدعو إلى أن يغرس الفلسطينيون في عقول أبنائهم أنّ الاحتلال ليس له أي حقّ في أرض فلسطين، ويجب أن لا يتم التنازل عن ذرة واحدة من ترابها، ويعتقد أن الانقسام جاء نتيجة لعدم تفهّم السلطة الفلسطينيّة لنتائج الانتخابات التشريعية التي فازت فيها حركة حماس عام 2006، وعدم احترامها لها، وأنَّ أحداثه كانت تعبيرا عن حالة اضطراريّة وعارضة، ويُحمِّل مسؤوليّة وقوعه لمن امتنع عن التعاون، ورفَض الاستجابة لكل المبادرات المحليّة والعالميّة، التي سعت إلى تحقيق المصالحة الفلسطينيّة، ويؤمن بضرورة إنهاء الانقسام، وعدم الدخول في أي تدافع سلبيّ بين الفصائل الوطنية والتيارات السياسية، والعمل على تحقيق الشراكة الوطنيّة؛ لأنه لا معنى، برأيه، للعمل الوطنيّ دون الشراكة مع كل المكونات.
يعتقد الأغا أنّ العدو لا يفهم إلا لغة القوة، وهو لا يحترم الاتفاقيات والسلام، وما أُخِذَ بالقوة لا يُستردّ إلا بالقوة، والعالم لا يحترم الضعيف، إنما يحترم القوي، ومعظم الأنظمة الدوليّة المعاصرة منحازة للقوي، وليس لصاحب الحق، ويتمسك الأغا بخيار تحرير فلسطين من نهرها إلى بحرها، ويرى أنّ ما يمكن استرداده من الأرض يجب استرداده، وعليه فهو يؤمن بالمرحليّة في عملية التحرير، والتدرج في دحر الاحتلال هي فلسفة وسياسة منطقيّة تقع في إطار المنطق والواقع، وما يتم تحريره اليوم يجب البناء عليه.
يرى الأغا أنّ العودة الكاملة لكل مَن خرج من بيته حقٌّ، لا يسقط مهما طال الزمن، ويرى أيضا أنّ صاحب الحق أولى به، والكبار يموتون، ولكنّ الصغار يزدادون إصرارا على استعادة حقهم، ويجب على الاحتلال أن يَعِيَ ذلك، ويعتقد أنّ النظام الفلسطينيّ في فلسفته نظامٌ ديمقراطيّ، وأنّ مساحة الممارسة تختلف من منطقة إلى أخرى، ولا يجب إصدار حكم نهائيّ عليه، والحكم الموضوعيّ يجب أن يكون بعد زوال الاحتلال؛ لأنّ إدارة الحالة الحكوميّة أو العامة ليست بمعزل عن مقاومة الاحتلال، وعلى كل الأطراف أن تؤمن بضرورة العمل الديمقراطيّ، سواء في النظام السياسيّ الفلسطينيّ، أو العلاقات الاجتماعيّة.
يؤمن الأغا بزوال الاحتلال، وأنّ هذا الأمر ليس ببعيد، ففي كل مواجهة يخوضها الشعب الفلسطينيّ مع الاحتلال يتبين قلق الاحتلال وتخبُّطه، وما صنعته المقاوم في معركة سيف القدس كان شاهدا على ذلك، كما أن الضفة الغربيّة في هذه المرحلة تقود حملة إرباك العدو، وكل هذه الأحداث تؤكد قرب زوال الاحتلال، وقيام الدولة الفلسطينيّة، وعاصمتها القدس الشريف، وتحرّر الأسرى، وعودة اللاجئين، وبحسب قراءة الأغا للتاريخ والواقع فأنّ الاحتلال سيزول مع نهاية هذا العقد.
يعدّ الأغا أنّ ما حصل في الدول العربيّة إنما هو محاولة لاستعادة المكانة؛ حتى يكون لتلك الدول قدر ومنزلة في هذا العالم، ويرى أنّ الشعوب حيّة، وتسعى إلى التحرّر من الهيمنة عليها، ولكن جاءت قوى تآمرت على هذه المحاولات، ووجَّهتها توجيها سلبيا، وهذا ما حدث في الدول العربية التي حصل فيها الربيع العربيّ.
عانى الأغا من الاحتلال؛ إذ تعرّض للاعتقال لدى الاحتلال لمدة عام بين عامي (1993- 1994)، واعتقلته أجهزة أمن السلطة عام 1998، وتكرر اعتقاله ومضايقته من الاحتلال وأجهزة أمن السلطة، وقامت قوات الاحتلال بهدم بيته عام 2002.