يونس الجرو

وُلد يونس أحمد حسن الجرو في حي الشجاعية في مدينة غزة في الأول من آذار/ مارس عام 1940، وهو متزوج وله بنت وثلاثة أولاد. درس المرحلة الأساسية في مدرسة الفلاح الوطنية الإسلامية، والمرحلة الثانوية في مدرسة فلسطين الثانوية، وحصل منها على الثانوية العامة عام 1958، ونال درجة البكالوريوس في الحقوق من جامعة القاهرة عام 1962. عمل مستشارا قانونيا في الإدارة المصرية حتى عام 1967، وافتتح مكتبا للمحاماة في غزة.

انتمى لحركة القوميين العرب عام 1962، وكان مسؤولها في مدينة غزة عام 1965، وانضم لصفوف الجبهة الشعبية فور تأسيسها عام 1967، وكان مسؤولها في مدينة غزة حتى عام 1994. وكان عضوا في لجنة التوجيه الوطني، وعضوا في القيادة الوطنية الموحدة أثناء الانتفاضة الأولى، ومندوب الجبهة الشعبية للعلاقات الوطنية في قطاع غزة، وقد بقي في صفوف الجبهة حتى عام 2012.  

نشط الجرو في العمل المؤسساتي؛ فكان عضوا في مجلس إدارة نقابة المحامين عام 1977، ثمَّ نائبا لنقيب المحامين عام 1982، وعضوا في مجلس إدارة بنك الدم، وعضوا في مجلس إدارة مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان، ثم رئيسا لها حتى عام 1995، وترأس إدارة الجمعية الوطنية لتأهيل المعاقين بين عامي (1992-2019)، وكان عضوا في مجلس أمناء جامعة الأزهر عام 2002، ويترأس مجلس إدارة جمعية عبد الشافي الصحية والمجتمعية (جمعية الهلال الأحمر لقطاع غزة سابقا).

يرى الجرو أن السلطة الفلسطينية اضطرت لدخول مسار أوسلو تحت ظروف صعبة، خصوصا بعد خروجها من بيروت والحصار الذي واجهته، ولكن كان واضحا منذ البداية أن اتفاق أوسلو لن ينجح لأن كل بند فيه يُفَسَّر لصالح الطرف الأقوى، والاحتلال هو الأقوى عتادا وقوة، لذلك جاء الاتفاق في صالحهم ولن يُحقِق السلام، ويعتقد الجرو أن الانقسام من أخطر ما تعرض له الشعب الفلسطيني، ويهدد مستقبل القضية الفلسطينية، وتتحمل مسؤوليته كل من حركتي حماس وفتح، وقد أخطأت حركة حماس، وفق رأيه، في قرارها السيطرة على قطاع غزة، لأن الاحتلال لن يسمح لحركة حماس أن تنمو وتستقر وتكِّون مجتمعا قادرا على التطور، ويرفض الاحتلال حاليا التفاوض مع السلطة الفلسطينية ويزعزع الأمن في غزة حتى تبقى حركة حماس ضعيفة وتعتمد على المساعدات.

يدعو لتحقيق شراكة سياسية بين مختلف الحركات والأحزاب الفلسطينية، إذ لا يستطيع أي شعب في العالم، وفق الجرو، أن يبني دولة من دون مشاركة كافة الأطياف لضمان تكوين نظام وطني ديمقراطي، ويؤمن أن من حق أي شعب في العالم أن يقاوم المحتل بكافة أشكال المقاومة المتاحة، واختيار شكل المقاومة المناسب يختلف حسب الزمان والمكان، والمقاومة السلمية هي الأفضل في هذه المرحلة التاريخية من عمر القضية الفلسطينية، وذلك بسبب الفرق الشاسع بين الاحتلال والفلسطينيين، وكون الاحتلال يستغل كل فرصة ليبطش بالشعب الفلسطيني، وأيضا بسبب دعم المجتمعات الغربية لرواية الاحتلال في حين تُتهم مقاومة الشعب الفلسطيني بالإرهاب، ويرى أن كثرة الاعتداءات من قبل الاحتلال تجعل الشعب الفلسطيني يدافع عن نفسه ولو بأبسط الأسلحة، وسيبقى الصراع مع الاحتلال مستمرا طالما الشعب الفلسطيني يرفض الاستسلام والتنازل عن حقه.

يرى الجرو أن الوطن العربي حاليا ليس لديه قرارا مستقلا قادرا على مواجهة إمبريالية الاحتلال، ويستغل الاحتلال الانقسامات في المجتمعات العربية ويغذِّيها، حتى يساعد على تفكك هذه المجتمعات، وصرف نظرها عن القضية الفلسطينية، ويعتقد أن القومية العربية إذا عادت فستشكل خطرا على ميزان القوى في العالم والحكومات الإمبريالية.

عانى الجرو في حياته؛ فقد تم اعتقاله من الاحتلال عام 1968 لمدة عام، واعتقل عام 1970 لمدة ثلاث سنوات، واعتقل مرة أخرى إداريا أثناء الانتفاضة الأولى، ومنعه الاحتلال من السفر بين عامي (1973-1992).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى